tgoop.com/aLonging/4987
Last Update:
"في كل بلاء يمنح الله بٌطولة لمجهول لا تتوسم فيه شيء أبداً وقت الرخاء , ثري يملك سيارة فارهة يبدو لك غير عابيء بالمُعدمين , يُسخر سيارته وقت العاصفة لجر المُعطل و غوث العالقين , عامل بسيط في السكك الحديدية يُسخر في التو و اللحظة لإفتداء عشرة و نجدتهم من حريق , صبية مُراهقين لا تخلو قائمة أغانيهم المُفضلة من كل ما تكرهه , و تصمه بالمُبتذل , رأيتهم وقت العُسرة يُطعموا المُشردين و يخلقوا صف أحجار في الماء الآسن لعبور العجزة , و مٌمرض عابر في مشفي مُتهالك يُسامر و يخفف عن معزولين في إنتظار براء أو هلاك , لا يملك سوي مٌجالسة تخفف ثقل اليوم و الليلة
لا يتعلق البلاء بإعادة تشكيل العالم بما يتفق مع منظورك له , لا يتعلق البلاء بترتيب إلهي تٌشكله لصالحك , به يُعاقب الله من تكره و به يٌذل الله من تخشي , البلاء لا يُوظف دنيوياً لخدمة رؤيتك للعالم و إلا ستُفاجئك الحوادث التالية بما يُناقض تصورك الذي إحتفيت به فتحتار أكثر في مُراد الرب منا ,
لا يملك المرء إستنطاق صاحب الصورة الكاملة و هو إبن لقطة فيها , سجين إداركها و حوافها , إنما يملك أن يُساءل قلبه عن واجب اللحظة , و أن يفر من مجالس تدبير المشيئة و توظيفها , لمدارات حركة و فعل و إن كانت بغوث جارك , هو فعل أكثر واقعية و نٌبل من سرد طويل لا يٌثمر
,
يهمس " ابن عطاء " ( ورود الفاقات أعياد المٌريدين ) , أي ورود البلاء و الفاقة لمن يُريد الله عيداً , إذ به يتحسس المُريد قلبه و يُدلل بالفعل علي كل دعوة إعتنقها في الرخاء , تمر العاصفة , و يزول كل ما كان , سواء حضرنا بعدها بعافية أو كنا مع ما زال , ولا يزول عمل صالح تودد به المرء في بلاء , عرف به جنس روحه , و أثمر لأحدهم ظلاً في نهار قائظ , و مر , عمل صالح و فعل مُساعدة مُبرأ من الرياء يٌخرج به الرب أرواحاً بيننا من مجهوليتها لبطولة تُعيد ليائس إيمانه بالجدوي و الرب و العالم , تصير الفاقة أعياداً لهم , إذ فيها أدرك القلب وجهته"
BY حنين الشوق❤
Share with your friend now:
tgoop.com/aLonging/4987