tgoop.com/aLonging/5046
Last Update:
سألتني : متي أول مرة كتبت ؟
قلت لها : كانت ليلة شتوية منذ سنوات ، رأيت عصفور صغير عالقة قدمه بخيط في أعلي عامود الإنارة ، يغرد مستغيثا ، أجنحته تعمل بكفاءة و لا يحوطه قفص لكنه لا يطير ، لا تفهم الطيور متي تكف عن الصياح و تتقبل موتها كالبشر ، كان ينتحب و السيارات و الحياة تمر أسفله غير عابئة ، و أسراب الطير تحوم حوله و لا تفهم لماذا لا يتبعها ؟ ، يومها إنهمرت في البكاء أمام المارة
، تخيلتني مكانه ، روابطي بالحياة هشة كخيط لكنه لا يفلتني، روحي تجيد الطيران لسماء أحمل لها حنينا خفيا لكنها لا تطير ، الحياة تسير كنهر لا يعبأ ، كراعي ترك وراءه حمل صغير و لم ينظر خلفه ، كبكائي الذي لم يوقف أحدا من المارة ،
عندما يسري التيار في عامود الإنارة سيحترق العصفور ، سيقتله ضوء باهر كنور الشمس ، ميتة شاعرية لطير وحيد ، تماما كنور حقيقة و يقين سيغمرني فقط عند الموت ، سأدرك عندها أي فرقة نجت و أي سرب طير كانت النجاة في أن أتبعه
عدت عاجزا لمنزلي كقابيل بيديه الداميتين أمام طير يعلمه الكثير عن الموت
في الصباح التالي وجدت الخيط متدليا و فارغا ، هل مات الطير ؟ هل إنقطع الخيط و كتب له يوما آخر ؟ هل أنقذه طير عابر ؟ لن أعلم أبدا ،
يومها كتبت قصتي الأولي عن طير عالق في عامود إنارة ، عندما يصيبني الأمل أختمها برفرفة قوية مزقت الخيط و طير طار و بلغ الشمس ، و عندما يصيبني اليأس أكتب عن عصفور عالق عندما أضاء عمود الإنارة فجرا ، صرعه النور" ✨
BY حنين الشوق❤
Share with your friend now:
tgoop.com/aLonging/5046