tgoop.com/aLonging/5051
Last Update:
في مطعم تجهز فيه الفطائر الشرقية أمام الزبائن.. راقبت الشيف الشاب وهو يتصبب عرقا.. كان يعيد نفس الخطوات من تكوير العجينة ثم فردها ثم بمهارة يجعلها تتراقص في حركات دائرية في الهواء.. يفرش السمن ثم يصنع طبقاتها ويضعها في الفرن البلدي الذي يشع صهد.. يبدل أماكن الفطائر الحارة في الفرن ولسعات خفيفة تصيبه.
كانت ملامحه خالية من المشاعر إلا من ضجر.. أتخيل أنه شعر وكأنه آلة تم برمجتها.. أداة إنتاج يسهل استبدالها..
حتى جاء الولد صغير.. ووقف مبهورا بما يفعل الشاب.. سأله باهتمام كيف تطير العجينة في الهواء ولا تنقسم؟ ولا تسقط؟ كيف تفعل ذلك..
توردت ملامح الشاب.. وابتسم وبدأ يمسك بالعجينة الواحدة تلو الأخرى ويصنع منها دوائر في الهواء.. أسرع كثيرا مما مضى.. وأكبر من الفطائر التي سبقت مجيء الولد.
ثم جاءت والدته واستأذنت أن تصوره وهو يخبز..
وافق الشاب وأسنانه رأت الضوء.. والولد يرفع علامة الانتصار بيده.. ثم صفق له..
رحل الولد مع أمه.. وبقيت ابتسامة الشاب.. رغم تكرار نفس الخطوات ولكن مقادير التقدير غيرت ملامحه.. هب فيها النشاط.. وكأنها اكتسبت معنى..
مشهد ربما يبدو بسيطا ولكني أشعر بمسئولية نشر أفعال اللطف حتى وإن كانت غير مقصودة..
وفي الخلفية أفكر.. كم هو جميل الإنسان.. كيف يتبدل حاله حين يُرى ويُقدر؟❤️
BY حنين الشوق❤
Share with your friend now:
tgoop.com/aLonging/5051