ALONGING Telegram 5055
تخيل أنك تقف في منصة في وجه حشود وتتحدث وتسهب عن خصوصياتك وتقدم للناس كل مايحتاجون وما لا يحتاجون معرفته عنك لمجرد الثرثرة، أظنها تبدو فكرة مجنونة حين تراها على الواقع لأنك لم تنتبه يومًا أنك تمارسها في مواقع التواصل حيث الجمهور بشكل أرقام وفي صمت يشعرك بالرضا حين تتحدث عنك في "مساحتك" الخاصة وحين تُقابل بردات فعل تشجعك للمزيد من الحديث .. هذا النوع من التعري ينتبه له الناس حين ترتد عليهم اعترافاتهم وتُستخدم بشكل لا أخلاقي أو حتى تواجه باستخفاف غير مُبرر وكما كررت هبة رؤوف عزت و ردد باومان "التعري النفسي والجسدي والاجتماعي سمة العصر وهو السلوك الذي بات يضمن القبول عبر الانخراط في الجو العام" ..

هذه السمة التي عززتها منابر التواصل ليصبح التخلف عنها تراجعًا عن الركب ويُنظر لكل محافظ على خصوصيته أنه غامض ومحجوب عن العالم وغير مثير للاهتمام وبشكل غير مباشر يتم اقصاؤه من المشهد ، فـ"يبدو أن اعترافاتنا باتت شرطًا للاعتراف بنا، وكأن الاعتراف في حد ذاته بغض النظر عن تفاصيل الكلام بات ضمانة القبول من الآخرين، فمجتمع المراقبة يشجع على البوح ولا يهتم بأخلاقية السرد ولا مثاليته ولا جودته. فعادات البوح ومديح التصريح هي الآليات التي تسهل المتابعة" وتضمنا لهذا السباق حول الكتابة عنا طمعًا في حجز "مكانة إجتماعية" تجعلنا نُرى دون احترازات وتمعن في التبعات.

ولعلي أذكر في مقام الاستشهاد الصورة التي تم تناقلها في تويتر قبل فترة وكتب عليها "مقابل كل إعجاب سأكتب حقيقة عن نفسي" بينما ترجمتها على طريقتي إلى "أنشر غسيلي" و يمكن ترجمتها إلى "أتباهى بحياتي وتجاربي" .. تلك الصورة تجعلنا نتحرك وفق تطلعات الغير فالاعتراف يسبقه الضغط على زر الإعجاب وكلما كان مثيرًا وغير متوقعًا زادت النقرات من أجل اعترافات أكثر تكشف فيها نفسك و تتعرى طواعية ثم تجرك لحيز "ما يطلبه المشاهدون" وكأن يومياتك فيلم سينمائي تحاول إخراجه حسب رؤيتهم وقد تضيف له أحداث تشد الانتباه وتصنعك خلال أعينهم.



tgoop.com/aLonging/5055
Create:
Last Update:

تخيل أنك تقف في منصة في وجه حشود وتتحدث وتسهب عن خصوصياتك وتقدم للناس كل مايحتاجون وما لا يحتاجون معرفته عنك لمجرد الثرثرة، أظنها تبدو فكرة مجنونة حين تراها على الواقع لأنك لم تنتبه يومًا أنك تمارسها في مواقع التواصل حيث الجمهور بشكل أرقام وفي صمت يشعرك بالرضا حين تتحدث عنك في "مساحتك" الخاصة وحين تُقابل بردات فعل تشجعك للمزيد من الحديث .. هذا النوع من التعري ينتبه له الناس حين ترتد عليهم اعترافاتهم وتُستخدم بشكل لا أخلاقي أو حتى تواجه باستخفاف غير مُبرر وكما كررت هبة رؤوف عزت و ردد باومان "التعري النفسي والجسدي والاجتماعي سمة العصر وهو السلوك الذي بات يضمن القبول عبر الانخراط في الجو العام" ..

هذه السمة التي عززتها منابر التواصل ليصبح التخلف عنها تراجعًا عن الركب ويُنظر لكل محافظ على خصوصيته أنه غامض ومحجوب عن العالم وغير مثير للاهتمام وبشكل غير مباشر يتم اقصاؤه من المشهد ، فـ"يبدو أن اعترافاتنا باتت شرطًا للاعتراف بنا، وكأن الاعتراف في حد ذاته بغض النظر عن تفاصيل الكلام بات ضمانة القبول من الآخرين، فمجتمع المراقبة يشجع على البوح ولا يهتم بأخلاقية السرد ولا مثاليته ولا جودته. فعادات البوح ومديح التصريح هي الآليات التي تسهل المتابعة" وتضمنا لهذا السباق حول الكتابة عنا طمعًا في حجز "مكانة إجتماعية" تجعلنا نُرى دون احترازات وتمعن في التبعات.

ولعلي أذكر في مقام الاستشهاد الصورة التي تم تناقلها في تويتر قبل فترة وكتب عليها "مقابل كل إعجاب سأكتب حقيقة عن نفسي" بينما ترجمتها على طريقتي إلى "أنشر غسيلي" و يمكن ترجمتها إلى "أتباهى بحياتي وتجاربي" .. تلك الصورة تجعلنا نتحرك وفق تطلعات الغير فالاعتراف يسبقه الضغط على زر الإعجاب وكلما كان مثيرًا وغير متوقعًا زادت النقرات من أجل اعترافات أكثر تكشف فيها نفسك و تتعرى طواعية ثم تجرك لحيز "ما يطلبه المشاهدون" وكأن يومياتك فيلم سينمائي تحاول إخراجه حسب رؤيتهم وقد تضيف له أحداث تشد الانتباه وتصنعك خلال أعينهم.

BY حنين الشوق❤


Share with your friend now:
tgoop.com/aLonging/5055

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Those being doxxed include outgoing Chief Executive Carrie Lam Cheng Yuet-ngor, Chung and police assistant commissioner Joe Chan Tung, who heads police's cyber security and technology crime bureau. Developing social channels based on exchanging a single message isn’t exactly new, of course. Back in 2014, the “Yo” app was launched with the sole purpose of enabling users to send each other the greeting “Yo.” Ng, who had pleaded not guilty to all charges, had been detained for more than 20 months. His channel was said to have contained around 120 messages and photos that incited others to vandalise pro-government shops and commit criminal damage targeting police stations. Select: Settings – Manage Channel – Administrators – Add administrator. From your list of subscribers, select the correct user. A new window will appear on the screen. Check the rights you’re willing to give to your administrator. Some Telegram Channels content management tips
from us


Telegram حنين الشوق❤
FROM American