AA111ZUD Telegram 2176
【قصة نبي الله داود صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في سورة (ص)】
قال تعالى : {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ٢١ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ٢٢ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ٢٣ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ٢٤ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ٢٥ يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص]، صدق الله العلي العظيم.
قد روي في تفصيل هذه القصة روايات لم تطمئن إليها النفس؛ لما فيها من الخدش في مقام نبي الله داود عليه السلام.
والذي ينبغي أن تفسر به هذه القصة حسبما تشير إليه هذه الآيات أن نبي الله داود عليه السلام رغبت نفسه في بعض نساء قومه من غير أن يصدر منه قول أو فعل سوى ذلك، على الإطلاق لمقام العصمة.
أما رغبته وميل قلبه إلى تلك المرأة فهو ناتج عن طبيعة الإنسان، وليس بمعصية، إلا أن مقام داود عليه السلام من النبوة، وما هو عليه من وفرة النساء والتمكن، وما بسط الله تعالى له من سوابغ النعم- ينادي بأنه لا ينبغي لمثله أن يخطر بباله ذكر شيء من متاع الدنيا، مع ما هو فيه من كثرة متاعها وسوابغ نعيمها.
فلما ذكر داود في نفسه بعض نساء قومه عاتبه الله، واستنكر عليه ذلك الخاطر النفسي الذي ما كان ينبغي أن يخطر في باله مع ما أعطاه الله تعالى من كثرة النساء.
فبعث الله إليه ملكين، دخلا عليه في مكان خلوته حيث لا يدخل عليه أحد، ففزع منهما، فقالا له: لا تخف، نحن جئناك متخاصمين نريد أن تقضي بيننا، فقصا عليه القصة .. إلى آخرها.
فعرف داود أخيراً أمرهما، وأنهما إنما جاءا لينبهانه على خطئه الذي ما كان لمثله؛ فاستغفر الله وأناب إليه.
فينبغي أن يقتصر على ما ذكرنا مما نسب إلى نبي الله داود عليه السلام ، ولا يجوز أن ينسب إليه مما روي أكثر من ذلك صلوات الله عليه وسلامه.
وقد قيل: إن فتنة داود حصلت حين حكم بين الخصمين قبل أن يسمع جواب الطرف الآخر، واستدلوا بقوله تعالى بعد ذلك: {يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى ...} الآية [ص:٢٦]، ولا أرى أنه يصح ذلك، والصحيح هو ما ذكرنا.
-لأن الملكين تسورا عليه محرابه ومكان خلوته، وجلسا بين يديه للمحاكمة.
-أنهما تحاكما في قضية من شأنها أن يكون فيها سر وتنبيه يخص داود.
-أن الله تعالى قد أثنى على داود في باب المحاكمة في قوله: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء].
فلا ينبغي أن يقال: إن داود حكم قبل أن يسمع من الخصم الآخر، مع ما وصفه الله تعالى به في هذه الآية من الحكم والعلم.

#زبر_من_الفوائد_القرآنية_ونوادر_من_الفرائد_والفرائد_القرآنية.
#للسيد_العلامة_الحجة:
#محمد_بن_عبدالله_عوض_المؤيدي (أيده الله وحفظه )
#العروة_الوثقى_الزيدية@alorwahalwuthqa

ـــــــــــــــــــــــ
*مناي من الدنيا علومٌ أبثها*
        *وأنشرها في كل بادٍ وحاضر*
*كن معنا لنشر الحق والعلــــم الشريـــف*
#انشر_تؤجر_فالدال_على الخير كفاعله.
اشتركوا على هذا الرابط للإنضمام معنا تلجرام👇🏻
http://T.me/alftaalzzidu



tgoop.com/aa111zud/2176
Create:
Last Update:

【قصة نبي الله داود صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في سورة (ص)】
قال تعالى : {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ٢١ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ٢٢ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ٢٣ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ٢٤ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ٢٥ يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص]، صدق الله العلي العظيم.
قد روي في تفصيل هذه القصة روايات لم تطمئن إليها النفس؛ لما فيها من الخدش في مقام نبي الله داود عليه السلام.
والذي ينبغي أن تفسر به هذه القصة حسبما تشير إليه هذه الآيات أن نبي الله داود عليه السلام رغبت نفسه في بعض نساء قومه من غير أن يصدر منه قول أو فعل سوى ذلك، على الإطلاق لمقام العصمة.
أما رغبته وميل قلبه إلى تلك المرأة فهو ناتج عن طبيعة الإنسان، وليس بمعصية، إلا أن مقام داود عليه السلام من النبوة، وما هو عليه من وفرة النساء والتمكن، وما بسط الله تعالى له من سوابغ النعم- ينادي بأنه لا ينبغي لمثله أن يخطر بباله ذكر شيء من متاع الدنيا، مع ما هو فيه من كثرة متاعها وسوابغ نعيمها.
فلما ذكر داود في نفسه بعض نساء قومه عاتبه الله، واستنكر عليه ذلك الخاطر النفسي الذي ما كان ينبغي أن يخطر في باله مع ما أعطاه الله تعالى من كثرة النساء.
فبعث الله إليه ملكين، دخلا عليه في مكان خلوته حيث لا يدخل عليه أحد، ففزع منهما، فقالا له: لا تخف، نحن جئناك متخاصمين نريد أن تقضي بيننا، فقصا عليه القصة .. إلى آخرها.
فعرف داود أخيراً أمرهما، وأنهما إنما جاءا لينبهانه على خطئه الذي ما كان لمثله؛ فاستغفر الله وأناب إليه.
فينبغي أن يقتصر على ما ذكرنا مما نسب إلى نبي الله داود عليه السلام ، ولا يجوز أن ينسب إليه مما روي أكثر من ذلك صلوات الله عليه وسلامه.
وقد قيل: إن فتنة داود حصلت حين حكم بين الخصمين قبل أن يسمع جواب الطرف الآخر، واستدلوا بقوله تعالى بعد ذلك: {يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى ...} الآية [ص:٢٦]، ولا أرى أنه يصح ذلك، والصحيح هو ما ذكرنا.
-لأن الملكين تسورا عليه محرابه ومكان خلوته، وجلسا بين يديه للمحاكمة.
-أنهما تحاكما في قضية من شأنها أن يكون فيها سر وتنبيه يخص داود.
-أن الله تعالى قد أثنى على داود في باب المحاكمة في قوله: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء].
فلا ينبغي أن يقال: إن داود حكم قبل أن يسمع من الخصم الآخر، مع ما وصفه الله تعالى به في هذه الآية من الحكم والعلم.

#زبر_من_الفوائد_القرآنية_ونوادر_من_الفرائد_والفرائد_القرآنية.
#للسيد_العلامة_الحجة:
#محمد_بن_عبدالله_عوض_المؤيدي (أيده الله وحفظه )
#العروة_الوثقى_الزيدية@alorwahalwuthqa

ـــــــــــــــــــــــ
*مناي من الدنيا علومٌ أبثها*
        *وأنشرها في كل بادٍ وحاضر*
*كن معنا لنشر الحق والعلــــم الشريـــف*
#انشر_تؤجر_فالدال_على الخير كفاعله.
اشتركوا على هذا الرابط للإنضمام معنا تلجرام👇🏻
http://T.me/alftaalzzidu

BY منوعات قرآنية




Share with your friend now:
tgoop.com/aa111zud/2176

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

SUCK Channel Telegram Select: Settings – Manage Channel – Administrators – Add administrator. From your list of subscribers, select the correct user. A new window will appear on the screen. Check the rights you’re willing to give to your administrator. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? To edit your name or bio, click the Menu icon and select “Manage Channel.” Click “Save” ;
from us


Telegram منوعات قرآنية
FROM American