tgoop.com/aa111zud/2183
Last Update:
يقال : الزيدية أخذت علم الكلام عن المعتزلة، وأن زيداً تتلمذ على واصل بن عطاء.
قلنا: هذه المقولة باطلة، فالزيدية تعلمت أصول دينها عن إمامها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؛ فإنه أول من تكلم في أصول الدين، وأول من أخرج للناس فلسفة العدل والتوحيد، وذلك كلامه في نهج البلاغة الذي لم يترك باباً من أبواب علم الكلام إلا ووضع خطوطه العريضة، وأسس قواعده الفلسفية، وفتح أبوابها.
- فعنه أخذ الزيدية أصول دينها، وعلى أسسه بنوا قواعدها، وأرسوا بنيانها.
- بل إن المعتزلة هم الذين أخذوا عن الزيدية، وتعلموا منهم أصول فكرهم الفلسفي، ومبادئ علم الكلام وقواعده، فقد روى الثقات أن واصل بن عطاء أخذ أصول علم الفلسفة عن الحسن بن محمد بن الحنفية، والحسن أخذ عن أبيه محمد بن الحنفية، ومحمد بن الحنفية أخذ عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومن واصل أخذ المعتزلة فهو إمامهم الأول.
- ذكر هذا العلامة المعتزلي ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة، وهذا الكلام هو الجدير بالصدق، والأقرب إلى الحق، وذلك لأمرين:
١ - أن الراوي له هو أحد علماء المعتزلة.
٢ - أن أمير المؤمنين عليه السلام هو أول من تكلم في مباحث علم الكلام ودقق وحقق في مباحثه بأساليب منطقية، ولم يؤثر هذا العلم عن أحد غيره لا من الصحابة ولا من التابعين، فمن الجدير بالصحة أن يكون عليه السلام هو إمام الناس جميعاً في هذا العلم الفلسفي الحكيم.
هذا، وقد قال قوم: إن فقه الزيدية الموجود اليوم مأخوذ من الفقه الحنفي، وهذه المقالة باطلة كسابقتها، وليس لأهل هذه المقالة مستند يستندون إليه في ذلك ، ولعل سندهم هو ما يجدونه من التشابه في بعض قواعد الفقه، وفي بعض مسائله، وذلك ليس بحجة على ما يقولون؛ لأن هناك تشابهاً أيضاً بين فقه الشافعية والمالكية وبين فقه المالكية والحنفية، وبين فقه الحنفية والشافعية في كثير من القواعد الفقهية وفي الكثير من المسائل الفقهية، ولم يقل أحد إن ذلك دليل على أن بعضهم أخذ من بعض.
وليس في أئمة الزيدية قصور في علمهم، ولا في فطنهم عن علماء الحنفية والشافعية والمالكية حتى يستبعد منهم ما أخرجوه من الفقه، وكيف يستبعد ذلك منهم، وقد أوتوا فهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلمه بنص الرسول صلى عليه وآله وسلم؟
وصح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا لهم: «اللهم اجعل العلم في زرعي وزرع زرعي».
وقد نصبهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأمة بعده، وجعلهم خلفاءه؛ لسد الفراغ بعد موته يتكلمون بلسانه، ويهدون بهديه، ويبينون للناس الحق عند الاختلاف بشهادة حديث الثقلين وغيره.
لذلك نقول: إنهم هم أئمة الناس يأخذ الناس عنهم، ولا يأخذون عن أحد.
- واعلم أن تينك المقالتين إنما قيلتا للخدش في فضل أئمة الزيدية، وللحط من كرامتهم، وللتقليل من شأنهم، ولتنزيل درجاتهم عن درجات غيرهم من أهل المذاهب الإسلامية في الأصول والفروع، وذلك ليرغب الناس عن معارفهم وعلومهم، ولينصرف الناس إلى غيرهم.
➖➖➖➖➖➖
#من_ثمار_العلم_والحكمة_فتاوى_وفوائد 【ج٣】
#للسيد_العلامة_الحجة:
#محمد_بن_عبدالله_عوض_المؤيدي (أيده الله وحفظه )
#العروة_الوثقى_الزيدية@alorwahalwuthqa
BY منوعات قرآنية
Share with your friend now:
tgoop.com/aa111zud/2183