tgoop.com/aalwhebey/636
Last Update:
مع الشلال اليومي للأفكار والاقتباسات الذي تجده في هذه الشبكات، ستقف ولا بد على بعض ما يناقض ما تعرف، ويدحض ما تعتقد -في غير أصول الديانة وقواطع الشرع-؛ فناشدتك الله لا تبادر إلى ردّها وإنكارها، أو إعادة تفسيرها بما لا يتعارض مع قناعاتك، فهذا صنيع ضعاف العقول والبُلداء، بل توثّق من مصدرها وقائلها، ثم قلّب وجوه النظر فيها لعله يفتح لك بسببها بابًا من العلم. ومن العبارات الشريفة قول ابن سينا في هذا المعنى:
«ليس الخُرْق [= الحُمق] في تكذيبك ما لم تستبن جليته دون الخُرْق في تصديقك بما لم تقم بين يديك بيّنتُه، بل عليك الاعتصام بحبل التوقّف، وإن أزعجك استنكار ما يوعاه سمعك، ما لم تتبرهن استحالته لك، والصواب أن تسرّح أمثال ذلك إلى بقعة الإمكان ما لم يذُدْك عنها قائم البرهان».
فإن غمضت عليك مقالته فالشيخ ابن تيمية يقول: «الواجب على الإنسان فيما لم يقم فيه دليلُ أحدِ الطرفين أن يُسَرِّحَه إلى بقعة الإمكان الذهني، إلى أن يحصل فيه مرجِّحٌ أو مُوجِب».
وهذا مقتضى العقل، والطريق الأقرب للعلم، ولا يصدك عنه شيء مثل توهمك أن معارفك كافية في محاكمة ما تجد من معارف الآخرين، ولك -أعزك الله- في حيز الإمكان وبقعة الاحتمال مندوحة !
BY عبدالله الوهيبي
Share with your friend now:
tgoop.com/aalwhebey/636