Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
"هذا أمر بالغ الأهمية، ألا نكبت عواطفنا، ذلك يعني أن نختبرها ونقر بوجودها ونقبلها تماما. هذا لا يعني أننا سندع تلك العواطف تُسَيِّرُنا، وإلا أصبحَتْ حياتُنا مأساةً متواصلة تفتقر إلى النضج. أن أُقرّ لنفسي وللآخرين بأني خائف، لا يعني أنني سأدع ذلك الخوف يسحقني، وأن أحس أني غاضب وأعي ذلك الغضب، لا يعني أنني سأنهال ضربا على أول شخص ألتقيه". جان باول.
"في المثلث أعلاه، نرى القوى الثلاث التي يجب أن تتكامل في الإنسان، أي أن تصبح وحدة متناسقة، إذا كان للإنسان أن ينمو نحو اكتمال ذاته. وفي عملية التكامل يَحكم العقل.. إذا كان مستحسَنا أو ضروريا أن يَسير الإنسانُ بتوجيهات عواطفه، ومن ثم تضع الإرادةُ ذلك الحكمَ موضع التنفيذ…

من البديهي أن يكون الشخص المتكامل متزنا في تعامله مع عواطفه، فهو لا يكبتها، ولا يترك لها المجال كي تتحكم هي بسلوكه. إنه يقف أمامها بوعي مجيبا عن السؤال: ما هو شعوري في العُمْق؟ ويعطي لعواطفه المقام اللازم في سلوكه، مجيبا أيضا عن سؤال آخر [بعقله]: هل أريد أن أسير في طريق تلك العواطف أم لا؟ [ثم يتوجّه بإرادته بناء على ذلك]".

جان باول.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اعتزال ما لا يحبه اللهُ بوابةٌ للهِبات والرَّحَمات الإلهية العظيمة في الدنيا والآخرة، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
تدينك يظهر في حياتك:

"تعتبر الحياة الاجتماعية مرآة تعكس لما يدين به الانسان من عقيدة، كما هي أيضا صورة سلوكية لما يحمله من فكر وثقافة."
[محمد عبد الله دراز]

"هل أبصرت آياته في نفسك أنت؟ أنت، أنت دون سواك! ثم هل أبصرت آياته في الآفاق؟ وفي مسالك الحياة؟ كما [تمر] بها أنت! لا كما تحكي الكتب والمقالات! هل شاهدت مسالك أنوارها في حياتك؟ هل رأيت كيف تنهمر بالنور من أعلى الآفاق لتشع بجمال السلام في الكون، بالليل وبالنهار؟"
[فريد الأنصاري]

"والحياة هي المحك التطبيقي للتجربة الدينية عند المسلم."
[محمد خليفة حسن]
الحياء جمال في الرجل والمرأة:

قال صلى الله عليه وسلم: (الحياء شعبة من الإيمان).
وقال: (الحياء لا يأتي إلا بخير).
وقال: (الحياء خير كله، أو كله خير).
و(كان ﷺ أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عُرف في وجهه).


الأحاديث الأربعة في الصحيحين أو أحدهما، وألفاظها عامة تشمل الرجال والنساء، فالحياء وإن كان أكثرَ وأهمَّ في المرأة، إلا أنه يُحمد ويُطلب في الرجل كذلك، لأنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: شعبة من الإيمان، وخير كله، ولا يأتي إلا بخير.
لكن تغيُّر الفطر وانقلاب الموازين جعل بعض الناس يذمون الرجل الحيي وينتقصونه، وهذا غير صحيح، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم نفسُه حييا، كما دلت على ذلك سنته وسيرته، وهو ﷺ سيد الرجال، والميزان الأكبر، قال سفيان بن عيينة: "إن رسول الله ﷺ هو الميزان الأكبر، فعليه تُعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل."
من عقوبات المعاصي محق البركة:

قال ابن القيم رحمه الله: "ومن عقوباتها: أنها تمحق بركة العمر، وبركة الرزق، وبركة العلم، وبركة العمل، وبركة الطاعة. وبالجملة، تمحق بركة الدين والدنيا. فلا تجد أقلَّ بركةً في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله. وما مُحِقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق. قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}. وقال تعالي: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}. وإنّ العبد لَيُحرَمُ الرزقَ بالذنب يصيبه.. وليست سعةُ الرزق والعمل بكثرته، ولا طولُ العمر بكثرة الشهور والأعوام، ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه."
عيوب التصنيف الإحصائي للأديان:

التصنيف الإحصائي للأديان هو تصنيف الأديان حسب أعداد المؤمنين بها والتابعين لها.

ومن عيوب هذا التصنيف:

أولا: أن أهمية الأديان وقيمتها لا تقاس بعدد التابعين لها، [فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد]، كما أن بعض الأديان ذات فكر ديني متدنٍ جدا ومع ذلك لها أتباع كثر، وبعضها ذات [قدر] من الفكر الديني الراقي لكن أتباعها قليلون لأنها لا تسمح بدخول أحد فيها، وبعضها أتباعها قليلون لكنها ذات تأثير كبير في ديانات أخرى أتباعها أكثر، كالزرادشتية فإنها أثرت في اليهودية والمسيحية.

ثانيا: أن هناك مشاكل تحول دون دقة هذه الإحصاءات، ومنها:

١- التعصب الديني الذي يَنسب إلى بعض الأديان أعدادا غير حقيقية، كالإحصاءات الغربية التي تنسب إلى المسيحية دائما أعدادا أكبر من غيرها.

٢- تضارب وتعارض نتائج الإحصاءات التي تجريها جهات متعددة تابعة لأديان مختلفة.

٣- عدم وفرة الإمكانات لإجراء الإحصاءات في بعض الدول، وبالتالي يُعتمد كليا على الإحصاءات الغربية المتحيزة للمسيحية.

٤- تداخل بعض الأديان واختلاطها في بعض مناطق العالم، بحيث يصعب الفصل بين أتباعها، كما هو الحال في أديان شبه القارة الهندية.

٥- وجود بعض الفرق التي تجمع وتخلط بين مفاهيم عدة أديان بحيث يصعب الحكم على هويتها الدينية، كالبهائية والقاديانية.

٦- استقلال بعض المذاهب والفرق داخل الدين الواحد استقلالا تاما، بحيث لا تدرجهم الإحصاءات ضمن دياناتهم الأصلية، كما هو الحال في الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية داخل المسيحية.

٧- الانتماء الشكلي لبعض الأديان، وهذا واضح جدا في الغرب والاتحاد السوفييتي المنحل، فقد انتشرت العلمانية والإلحاد والشيوعية، ورفضتْ جماعاتٌ الدينَ رفضا تاما، ورغم ذلك فإن الإحصاءات الغربية تحصي الغرب بأكمله داخل إطار المسيحية.

٨- مشكلة تحديد الانتماء الحقيقي للدين، فقد نجحت بعثات التنصير المسيحية في إدخال أعداد كبيرة في المسيحية بالإغراء المادي البحت والخدمات الاقتصادية والتعليمية والطبية، فدخل في النصرانية أعداد كبيرة لم تفهمها أو تقتنع بها.

٨- عدم إمكان ضبط حركة انتشار الأديان وما ينتج عنها من تحول ديني للأفراد.

٩- هجرة الأفراد من بلد لآخر، فيصعب تتبع الأعداد الحقيقية لأتباع الأديان المهاجرين، وقد تكون الهجرة دائمة أو مؤقتة، مع إمكانية تكرار الإحصاء بالنسبة للعديد من الأفراد.

١٠- حركة ردة بعض الأفراد عن أديانهم ودخولهم في أديان أخرى.

[ملخص من كتاب (تاريخ الأديان، دراسة وصفية مقارنة) للدكتور محمد خليفة حسن، ص ٣٧-٤٠، مع تصرف يسير].
اللهم انصر إخواننا في فلسطين وسوريا والسودان وفي كل مكان، اللهم اجعل لهم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا. اللهم آوهم وأيدهم وأطعمهم وآمنهم. اللهم عليك بالطغاة والمتجبرين والكفرة والمنافقين. ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
تستمدُّ الأشياءُ قيمتَها عندك من قيمة صاحبها في عينك؛ فقيمة الكلمة الطيبة من قيمة قائلها، وقيمة الهدية من قيمة مُهديها، وهكذا.

ويظهر هنا شيء من عظمة الإرشادات الإلهية التي يحضنا فيها ربُّنا (الشَّكورُ) على قَصْر الطرْف وعدم مَدِّ العين؛ فإنك بذلك تحفظ قلبك مما ينغص عليه فرحه بنعمة الله.

وآثرتُ استعمال اسم (الشكور) هنا لأن له تجلِّيًا كبيرا في هذا الموضع، والشكور هو الذي يَشكر عبدَه ويقبل منه القليل ويعطيه عليه الكثير، فما على العبد إلا أن يمسك عينيه مستعينا بربه ليقابله الله على ذلك بحياة طيبة هانئة يَنعم فيها بالرضا والسكينة، فضلا عن الثواب الأعظم في الآخرة.

ويَظهر هنا أيضا أن طبيعة الشخص وسلوكه وطريقة حياته من أكبر المؤثرات في سعادته وفرحه أو حزنه وألمه؛ فإن كان ممن يقصر طرفه ولا يمد عينيه كان مِن أسعد الناس بما آتاه الله، وكان سببا في راحة وسكون نفسه ومَن حوله. وهذه والله نعمة عظيمة في هذا الزمن الذي شاعت فيه مفاهيم الاستهلاك ومشاعر السخط وقلة الرضا.
"ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته". الإمام الشافعي
قلتُ: وهذا ينطبق إلى حدٍّ كبير على كل علاقة قرناء قريبة ولصيقة للإنسان، كالزوج والزوجة، والأصدقاء الحقيقيين.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
الله أكبر ولله الحمد، سقط بشار وفر كالكلب. الظلم لا يدوم، والعاقبة للمتقين، والرجاء في الله لا ينقطع أبدا، (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).
اللهم وَكُلَّ طاغية يا رب، اللهم طوفانا كبيرا.
يا رب، يا رب.
أنفاس معرفية
"وبعض الناس يقول: يا رب! أخافك وأخافُ من لا يخافك، وهذا لا يجوز، بل عليه أن يخاف الله، ولا يخاف من لا يخاف الله، فإن من لا يخاف الله ظالمٌ من أولياء الشيطان، وهذا قد نهى الله عن أن يُخاف. وإذا قيل: قد يؤذيني، قيل: إنما يؤذيك بتسليط الله له، وإذا أراد سبحانه…
"وكان يقول: لن يخافَ الرجلُ غيرَ الله إلا لمرض في قلبه، فإن رجلا شكى إلى أحمد بن حنبل خوفَه من بعض الولاة، فقال: لو صَحَّحْتَ لم تَخَفْ أحدا، أي: خوفُُك من أجل زوال الصحة من قلبك.
وأخبرَني مَن لا أتهمُه أن الشيخ رضي الله عنه حين وُشِيَ به إلى السلطان المعظَّم الملك الناصر محمد أحضره بين يديه، قال: فكان من جملة كلامه: إنني أُخْبِرْتُ أنك قد أطاعك الناس وأن في نفسك أخذ الملك، فلم يكترث به، بل قال له بنفس مطمئنة وقلب ثابت وصوت عال سمعه كثير ممن حضر: أنا أفعل ذلك! والله إن ملكك وملك المُغْل لا يساوي عندي فلسين، فتبسم السلطان لذلك، وأجابه في مقابلته بما أوقع الله له في قلبه من الهيبة العظيمة: إنك والله لصادق وإن الذي وَشَى بك إليَّ كاذب، واستقر له في قلبه من المحبة الدينية ما لولاه لكان قد فتك به منذ دهر طويل من كثرة ما يُلقَى إليه في حقه من الأقاويل الزور والبهتان ممن ظاهرُ حاله للطغام العدالةُ وباطنه مشحون بالفسق والجهالة".

الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية، أبو حفص البزار.
"وكذلك اللباس؛ كان [ﷺ] يلبَس القميص والعمامة ويلبس الإزار والرداء ويلبس الجبة والفروج وكان يلبس من القطن والصوف وغير ذلك. لَبِسَ في السفَر جبة صوف، وكان يلبس مما يُجلَب من اليمن وغيرها، وغالب ذلك مصنوع من القطن، وكانوا يلبسون من قباطي مصر وهي منسوجة من الكتان. فسُنَّتُه [ﷺ] في ذلك تقتضي أن يلبس الرجل ويَطْعَم مما يَسَّرَهُ الله ببلده من الطعام واللباس. وهذا يتنوع بتنوع الأمصار."

ابن تيمية.
الشخص الذي يعينك ويخفف عنك ولا يكلّفك أو يحمّلك الكثير معنويا أو ماديا؛ يُجبرك بذلك على حبه ومراعاته والإحسان إليه، وتجد في نفسك سعيا تلقائيا بحب وفرح في إشباع حاجاته المعنوية والمادية وتوفير ما لم يصرح بطلبه، هذا إن كنتَ أصيلا وَفِيًّا حافظا للجميل. أما من يُثقل عليك فإنه يصير عبئًا تريد الخلاص منه في أقرب فرصة ممكنة.
أماكن_المشاهير_ومشاهير_الدعاة.pdf
133.1 KB
الحمد لله:
هذه ورقات يسيرة في ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة، وهي: وجود بعض الدعاة المشاهير في أماكن (استهلاكيَّة)، وقيام هذه الأماكن بتصوير الداعية، ونشر صورته على (وسائل التواصل)، وفي الورقات تنبيه على أهمية صيانة الداعية لنفسه، رعايةً لنفسه وقيامًا بحقِّ دعوته، وأسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه، وأن ينفع بها.. إنه سميعٌ قريب.
[العلم التام يستلزم العمل، والفقيه ليس من فهم المعنى أو حفظه فقط، وإنما هو في كلام السلف: من جمع بين العلم والعمل، أي عمل القلب والجوارح، وهذا هو خير من نفعه الله بالوحي والهُدَى]

قال ابن تيمية رحمه الله: "وفي الصحيحين عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: (إنَّ مَثلَ ما بَعثنَي الله به من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصابَ أرضًا، فكانت منها طائفة قَبلَتِ الماءَ فأنبتت الكلأَ والعُشْبَ الكثير، وكانت منها طائفة أمسكتِ الماء، فشربَ الناس وسَقَوا وزرعوا، وكانت منها طائفة إنما هي قِيعانٌ لا تُمسِك ماءً ولا تُنبت كلأً، فذلك مثلُ مَن فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به من الهَدى والعلم، ومثلُ من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أُرسِلتُ به)…

فجعل قبول القلوب بشربها وإمساكها، والأول أعلى، وهو حال من علم وعمل، والثاني حال من حفظ العلم لمن انتفع به… فالماء أثر في الأولى واختلط بها، حتى أخرجت الكلأ والعشب الكثير، والثانية لم تشربه لكن أمسكته لغيرها حتى شربه ذلك الغير، وهذه حال من يحفظ العلم ويؤديه إلى من ينتفع به…

وبعض الناس قال: إن الأول مثل الفقهاء، والثاني مثل المحدثين.
والتحقيق أن الذين سماهم فقهاء إذا كان مقصودهم إنما هو فهم الحديث وحفظ معناه وبيان ما يدل عليه، بخلاف المحدث الذي يحفظ حروفه فقط، فالنوعان مثل الممسك الحافظ المؤدي لغيره حتى ينتفع به، لكن الأول فهم من مقصود الرسول مالم يفهمه الثاني.

وكذلك القرآن إذا كان هذا يحفظ حروفه، وهذا يفهم تفسيره، وكلاهما قد وعاه وحفظه وأداه إلى غيره، فهما من القسم الثاني، وإنما القسم الأول من شرب قلبُه معناه فأثر في قلبه، كما أثّر الماء في الأرض التي شربته، فحصل له به من ذوق طعم الإيمان، ووجد حلاوته ومحبة الله وخشيته والتوكل عليه والإخلاص له، وغير ذلك من حقائق الإيمان التي يقتضيها الكلام، فهؤلاء كالطائفة التي قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، ولا بد أن يظهر ذلك على جوارحهم كما يظهر الكلأ والعشب.

قال الحسن البصري: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقَر في القلب وصدَّقه العمل.
وفي الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: (ألا إن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب).

والسلف كانوا يجعلون «الفقيه» اسمًا لهذا، والمتكلم بالعلم بدون هذا يسمونه «خطيبًا»، كما قال ابن مسعود: إنكم في زمنٍ كثير فقهاؤه قليل خطباؤه، كثير معطوه قليل سائلوه؛ وسيأتي عليكم زمانٌ كثيرٌ خطباؤه قليل فقهاؤُه، كثيرٌ سائلوه، قليلٌ مُعطوه.

وفي الصحيحين عن أبي موسى عن النبي ﷺ أنه قال: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأتْرُجَّةِ طَعْمها طيّبٌ وريحُها طيّبٌ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريحَ لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مرٌّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرّ ولا ريحَ لها).

فهذا قارىء القرآن يسمعه الناس وينتفعون به وهو منافق، وقد يكون مع ذلك عالمًا بتفسيره وإعرابه وأسباب نزوله، إذ لا فرق بين حفظه لحروفه وحفظه لمعانيه، لكن فهم المعنى أقرب إلى أن ينتفع الرجل به، فيؤمن به ويحبه ويعمل به، ولكن قد يكون في القلب موانع من اتباع الأهواء والحسد والحرص والاستكبار، التي تَصُدُّ القلب عن اتباع الحق

وقد بُسِطَ الكلامُ على هذا في مواضع، وبُيِّن أن مثل هذا العلم والفهم الذي لا يقترن به العمل بموجبه لا يكون تاما، ولو كان تاما لاستلزَم العمل، فإن التصور التام للمحبوب يستلزم حبه قطعا، والتصور التام للمخوف يوجب خوفه قطعا، فحيث حصل نوع من التصور ولم تحصل المحبة والخوف لم يكن التصور تاما.

ولهذا قال السلف: كل من عصى الله فهو جاهل. وقال ابن مسعود: وغيره: كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار به جهلا. وقيل للشعبي: أيها العالم! فقال: إنما العالم من يخشى الله."
2024/12/22 18:46:05
Back to Top
HTML Embed Code: