tgoop.com/abdenasr/6154
Last Update:
📚 التحفة العلاجية للتداوي بالرقى الشرعية
لأبي إلياس ناصر الجزائري
الدرس : الثالث و الخمسون
القسم الخامس : الاستشفاء بالرقية الشرعية
- حكم السحر في الإسلام :
2 - حكم تعلم السحر :
- قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -:
قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ﴾ [البقرة: 102] فيه إشارة إلى أنَّ تعلُّمَ السحر كُفْر؛ اهـ[1].
- قال ابن قدامة - رحمه الله تعالى -:
تعلُّم السحر وتعليمه حرام، لا نعلم فيه خلافًا بين أهل العلم.
قال أصحابنا[2]: ويكفُر الساحر بتعلُّمه وفعله، سواء اعتقد تحريمه أو إباحته؛ اهـ[3].
- قال أبو عبدالله الرازي :
العلم بالسحر ليس بقبيح ولا محظور، اتفق المحققون على ذلك؛ لأن العلم لذاته شريف، وأيضًا لعموم قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]؛ ولأن السحر لو لم يكن يُعْلم، لما أمكن الفرق بينه وبين المعجزة، والعلم بكون المعجز معجزًا واجب، وما يتوقف الواجب عليه فهو واجب، فهذا يقتضي أن يكون تحصيل العلم بالسحر واجبًا، وما يكون واجبًا، فكيف يكون حرامًا وقبيحًا؟ اهـ[4].
- قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -:
وفي كلام الرازي نظر من وجوه:
أحدها: قوله: "العلم بالسحر ليس بقبيح"، إن عَنى به ليس بقبيح عقلاً، فمخالفوه من المعتزلة يمنعون هذا، وإن عَنى به ليس بقبيح شرعًا، ففي هذه الآية الكريمة ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ﴾ [البقرة: 102] تبشيع لتعلُّم السحر، وفي الصحيح: ((من أتى عرَّافًا أو كاهنًا، فقد كفر بما أنزل على محمد))[5]، وفى السُّنن: ((من عقد عُقْدةً ونفث فيها، فقد سَحَر)).
وقوله: "ولا محظور، اتفق المحققون على ذلك"، كيف لا يكون محظورًا مع ما ذكرناه من الآية والحديث، واتفاق المحققين يقتضي أن يكون قد نصَّ على هذه المسألة أئمة العلماء، أو أكثرهم، وأين نصوصهم على ذلك؟ ثم إدخاله السحر في عموم قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9] فيه نظر؛ لأن هذه الآية إنما دلت على مدح العالِمين العلمَ الشرعي.
ولمَ قلتَ: إن هذا منه؟ ثم ترقيه إلى وجوب تعلمه بأنه لا يحصل العلم بالمعجزة إلا به - ضعيفٌ بل فاسد؛ لأن أعظم معجزات رسولنا عليه الصلاة والسلام هي القرآن العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ثم إن العلم بأنه معجز لا يتوقف على علم السحر أصلاً.
ثم من المعلوم بالضرورة أن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وعامتهم كانوا يعلَمون المعجز ويُفرِّقون بينه وبين غيره، ولم يكونوا يَعلَمون السحر ولا تعلَّمُوه ولا عَلَّمُوه، والله أعلم؛ اهـ[6].
- قال أبو حيان في البحر المحيط :
وأما حكم تعلُّم السحر، فما كان منه يُعظَّم به غير الله من الكواكب والشياطين، وإضافة ما يُحدِثه الله إليها، فهو كفر إجماعًا، لا يحل تعلُّمه ولا العمل به، وكذا ما قُصِد بتعلُّمه سفْكُ الدماء، والتفريق بين الزوجين والأصدقاء.
وأما إذا كان لا يُعلَم منه شيء من ذلك؛ بل يحتمل، فالظاهر أنه لا يَحِل تعلمه، ولا العمل به.
وما كان من نوع التخييل، والدجل، والشعبذة، فلا ينبغي تعلُّمه؛ لأنه من باب الباطل، وإن قُصِد به اللهو واللعب، وتفريج الناس على خفة صنعته، فيُكْرَه؛ اهـ[7].
✍ أبو إلياس ...
__
[1] - فتح الباري (10/225).
[2] - يعني الحنابلة.
[3] - المغني (10/106).
[4] - نقلاً عن ابن كثير (1/145).
[5] - رواه الأربعة والبزار بأسانيد حسنة بلفظ: ((فصدَّقَه))، ورواه مسلم بلفظ: ((فصدَّقه، لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا)).
[6] - تفسير ابن كثير )1/145).
[7] - نقلاً عن روائع البيان (1/85).
https://www.tgoop.com/abdenasr
https://chat.whatsapp.com/GF7Mo235nyaJ2wwJ5KRjo3
BY إعلان النفير لنصرة المسلمين على مردة الشياطين
Share with your friend now:
tgoop.com/abdenasr/6154