tgoop.com/abdenasr/6535
Last Update:
واعلم اخي المصاب أن البلاء نعمة : فلعل الله قدّر عليك هذا السحر يمتحن تسليمك للقدر وصبرك على البلاء فلا يرى الله منك إلا ما يحب، ولو عافاك لربما كان في هذه العافية ابتلاء لك، فيبتليك بالسحر لتقرب منه، وتتعبد له، فيكون إذ ذاك هذا البلاء نعمة من الله ، وفي الحديث «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ».
و إياك أخي المصاب والعلاج بالأمر المحرم: فالله تبارك وتعالى ما أنزل من داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله، كما في الحديث :" ما أنزل الله داء، إلا قد أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله "، ولا يجوز أن يكون العلاج بأمر محرم فضلا عن أن يكون بشرك، قال صلى الله عليه وسلم :" لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ".
وعلى هذا فلا يجوز الذهاب للسحرة والمشعوذين لطلب فك السحر أو إخراج المس، فبقاء هذا البلاء مع التوحيد والعقيدة الصحيحة خير من ذهابه مع نقص الدين أو اضمحلاله.
واعلم اخي المصاب أنه لابد في الانتفاع من الرقية من صلاح الراقي وتقواه، وأعظم ما يكون به صلاح الراقي أن يكون موحدا لربه قائما بطاعته بعيدا عن مظاهر الشرك وأفعال أهل الفسق، قال ابن القيم رحمه الله :"قُوَى الرُّقْيَةِ وَتَأْثِيرَهَا بِحَسَبِ الرَّاقِي، وَانْفِعَالِ الْمَرْقِيِّ عَنْ رُقْيَتِهِ، وَهَذَا أَمْرٌ لَا يُنْكِرُهُ طَبِيبٌ فَاضِلٌ عَاقِلٌ مُسْلِمٌ ".
أخي المصاب عليك التسلي بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من إصابته بالسحر:
فأعظم الخلق وأحبهم إلى الله أصيب بالسحر ، كما جاء في الصحيح عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ عِنْدِي، لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِي رَجُلاَنِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ » الحديث.
ثم شفاه الله تبارك وتعالى بالرقية الشرعية من القرآن.
فإذا كان خير الخلق ابتلي بهذا الأمر – وإن لم يكن ذلك مؤثرا في تبليغه للشريعة – فكيف بغيره صلى الله عليه وسلم من هو دونه.
وعلم أيها المصاب أن الدنيا ليست بدار السلامة من الآفات والمصائب، بل هي دار الابتلاء، ومن أراد في هذه الدنيا نعيما لا تنغيص فيه وسعادة لا شقاء فيها؛ فقد أخطأ الطريق، فإنما هذا يكون في الدار الآخرة كما قال تعالى {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
أما الدنيا فنعيمها زائل، وعافيتها إلى ذهاب، وماعند الله خير وأبقى وأختم هنا بقصة لعل فيها تسلية لمن أصيب بشيء من السحر أو الصرع أو غيره من الآفات, فعن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ» فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لاَ أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا".
أسأل الله العظيم أن يكتب الشفاء لكل مسلم مصاب مبتلى , وأن يعافينا جميعا في ديننا ودنيانا، إنه ولي ذلك والقادر .
✍ أبو إلياس ...
https://www.tgoop.com/abdenasr
https://chat.whatsapp.com/GF7Mo235nyaJ2wwJ5KRjo3
BY إعلان النفير لنصرة المسلمين على مردة الشياطين

Share with your friend now:
tgoop.com/abdenasr/6535