tgoop.com/abdullah_khateb/211
Last Update:
في الحركة الإصلاحية، تتعاقب الأجيال ويتأثر كل جيل علمياً وفكرياً ونفسياً بالجيل الذي سبقه -موافقة واتباعاّ أو مخالفة وصدوداً-، فما أصاب به الجيل السابق وظهر خيره يحمله الجيل اللاحق، وما أخطأ به الجيل السابق وبان ضرره يصد عنه وينفر منه، وهذه الحركة التقويمية حركة خير ومؤشر حياة ما دام معيارها موافقة الحق واتباع الصراط، أي حين يكون أثر الجيل السابق محركاً وموجهاّ للجيل اللاحق يستثيره للتجديد والتصويب، لا معياراً يبنى عليه ويتحاكم إليه في معزل عن أنوار الكتاب والسنة..
والواقع والتاريخ يشهدان بأن الأثر الذي تتركه الأجيال على بعضها يخرج لدى أغلب الناس عن ضابط الشرع، فيقعون في أقدار متفاوتة من الزيادة والنقصان، بقدر البعد عن معين الكتاب والسنة المبين عن مراد الله تعالى من جهة، وبقدر الأثر الموجب لحركة النفس من جهة أخرى..
ولما كان في الصحوة الماضية -على ما فيها من خير وبركة- شيء من الزيادة والنقص في بعض الأبواب -كأي حركة إصلاحية-، انعكس أثر ذلك -جلياّ- على الصحوة الحاضرة، فقوبل مثلاً نقص مكون الوعي لدى جيل الصحوة السابق بزيادة على غير مراد الشارع في جيل الصحوة الحاضر، وكل زيادة في جهة، تثمر ولا شك نقصاً في أخرى، فكان من ثمرة ذلك وقوع نقص شديد في مكون العلم مقارنة بالجيل السابق، فقلما تجد اليوم برنامجاً علمياً جاداً، أو طالب علم متمكن، وليس المراد حصر أسباب الضعف العلمي في خلل المكونات التربوية، ولكن بيان النسبة بينهما.
سنشهد ولا شك تجديداً وتقويماً بعد حين، وإنما الذي يُرجى أن يكون هذا التجديد استباقياً لا نتيجة للأثر اللاحق، وأن يكون مستمداً من معين الوحي أولاً، مستفيداً من التجارب السابقة ثانياً، خالصاً من الأثر النفسي، ولا يقدر على ضبط هذه المعادلة إلا العلماء الربانيون بعون الله وهدايته.
BY قناة عبدالله الخطيب
Share with your friend now:
tgoop.com/abdullah_khateb/211