tgoop.com/aboreem2007/2484
Last Update:
انتدبت الحكومة الفرنسية في القرن الماضي المسيو " ليون روثر " ليكون جاسوساً على الأمير عبدالقادر الجزائري ، وأوعزت إليه أن يتظاهر عنده بالإسلام ، وأن يتوصل إلى أن يكون موضع ثقته ومحل أمانته .
ففعل ذلك ونجح وأقام في ديار المسلمين ثلاثين عاماً ، تعلم في أثنائها اللغة العربية وفنونها والإسلام وعلومه ، واختبر الأوطان الإسلامية المهمة : الجزائر ، وتونس ، ومصر ، والحجاز ، والقسطنطينية . ثم ألف كتاباً اسمه ( ثلاثون عاماً في الإسلام ) قال فيه : اعتنقت دين الإسلام زمناً طويلاً لأدخل عند الأمير عبدالقادر دسيسة من قِبَل فرنسا ، وقد نجحت في الحيلة ، فوثق بي الأمير وثوقاً تاماً ، واتخذني سكرتيراً له، فوجدت هذا الدين الذي يعيبه الكثيرون منا أفضل دين عرفته ، فهو دين إنساني طبيعي اقتصادي أدبي ،ولم أذكر شيئاً من قوانينا الوضعية إلاّ وجدته مشروعاً فيه ، بل إنني عدت إلى الشريعة التي يسميها " جول سيمون " الشريعة الطبيعية ، فوجدتها كأنها أُخذت عن الشريعة الإسلامية أخذاً، ثم بحثت عن تأثير هذا الدين في نفوس المسلمين فوجدته قد ملأها شجاعة وشهامة ووداعة وجمالاً وكرماً، بل وجدتُ هذه النفوس على مثال ما يحلم به الفلاسفة من نفوس الخير والرحمة والمعروف ، في عالم لا يعرف الشر واللغو والكذب، فالمسلم بسيط لا يظن بأحد سوء ، ثم هو لا يستحل محرماً في طلب الرزق ، ولذلك كان أقل مالاً من الإسرائيليين ، ومن بعض المسيحيين .
ولقد وجدت في الإسلام حل المسألتين الإجتماعيتين اللتين تشغلان العالم طُرّاً :
الأولى : في قول القرآن : ( إنما المؤمنون إخوة ) ، فهذا أجمل مبادئ الاشتراكية .
والثانية : في فرض الزكاة على كل ذي مال ، وتخويل الفقراء ( بواسطة ولي الأمر المسلم ) حق أخذها غصباً إن امتنع الأغنياء عن دفعها طوعاً ، وهذا دواء الفوضوية .
إن الإسلام دين المحامد والفضائل ، ولو أنه وجد رجالاً يُعلّمونه الناس حق التعليم ، ويفسرونه تمام التفسير ، لكان المسلمون اليوم أرقى العالمين ، وأسبقهم في كل الميادين .
BY جِيد المعالي
Share with your friend now:
tgoop.com/aboreem2007/2484