ABUISLAM1 Telegram 2837
إسرائيل.. مشروع استعماري بواجهة دينية
هل كشف ترامب القناع عن الحقيقة؟
#مهدي بن إبراهيم

#عندما يُصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن غزة "موقع عقاري جيد لا يمكن أن نتركه"، ويضيف أن "من الخطأ أن يعود أهل غزة إلى غزة"، فهو لا يكشف فقط عن ازدراء واضح للحقوق الفلسطينية، بل يفضح بوضوح الرؤية الغربية الاستعمارية تجاه فلسطين. هذا التصريح، الذي يتعامل مع غزة كسلعة عقارية وليس كأرض لشعب له حقوق تاريخية، يعيد تسليط الضوء على حقيقة الصراع: فلسطين ليست مجرد قضية دينية أو نزاع عرقي، بل مشروع استيطاني استعماري تديره القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
إسرائيل: قاعدة أمريكية بواجهة يهودية
منذ إنشاء إسرائيل عام 1948، كانت العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة علاقة تبعية استراتيجية، حيث تُستخدم إسرائيل كأداة متقدمة للسيطرة على الشرق الأوسط. ومع مرور الوقت، أصبح واضحًا أن إسرائيل ليست "وطنًا قوميًا لليهود" بقدر ما هي قاعدة عسكرية أمريكية متقدمة تحرس المصالح الغربية في المنطقة، وتعمل كذراع للنفوذ الأمريكي في مواجهة أي قوى إقليمية قد تهدد الهيمنة الغربية.
إسرائيل، بوضعها الحالي، أشبه ما تكون بولاية أمريكية، لكنها تتمتع بوضع خاص يجعلها فوق المساءلة حتى داخل أمريكا نفسها. وهذا ما يفسر الدعم غير المحدود الذي تتلقاه تل أبيب، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي أو السياسي، حتى في ظل الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين والعرب.
لماذا فلسطين؟ الأهمية الجيوسياسية للصراع
تتمتع فلسطين بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، حيث تشرف على البحر المتوسط وتربط بين آسيا وإفريقيا، وتقع في قلب المنطقة العربية. وبالتالي، فإن السيطرة على فلسطين تعني السيطرة على طرق التجارة الدولية وخطوط الطاقة والتحكم في ممرات استراتيجية حساسة.
لكن الأهم من ذلك، أن فلسطين، بارتباطها بالبعد الديني والتاريخي، تشكل نقطة ارتكاز للسيطرة على الوعي الإسلامي، فوجود "إسرائيل" ككيان غربي على أرض المقدسات الإسلامية في القدس والخليل وبيت لحم هو أداة لخلق صراع دائم يبرر التدخلات الغربية المستمرة في شؤون المسلمين.
مشروع إسرائيل: غطاء لاحتلال فلسطين بالكامل
منذ تأسيسها، تتبع إسرائيل سياسة توسعية ممنهجة، فبعدما تم احتلال 78% من فلسطين عام 1948، جاء احتلال الضفة الغربية والقدس وغزة عام 1967. لكن رغم مرور عقود، لم تتوقف محاولات التوسع، سواء عبر الاستيطان في الضفة الغربية، أو عبر محاولات تهويد القدس، أو حتى من خلال التعامل مع غزة كمشكلة يجب التخلص منها، إما بتدميرها أو بتهجير سكانها.
وهنا يأتي تصريح ترامب ليكشف عن أحد السيناريوهات المطروحة إسرائيليًا وأمريكيًا: إفراغ غزة من سكانها وإعادة توطينهم في سيناء أو الأردن أو أي دولة أخرى، بحيث تصبح غزة منطقة مفتوحة للاستثمار والاستيطان الإسرائيلي، أو حتى قاعدة عسكرية أمريكية مباشرة.
ما الهدف الحقيقي؟
إذا نظرنا إلى المشروع الإسرائيلي بمنظور بعيد المدى، نجد أن الهدف النهائي ليس فقط إبقاء دولة "إسرائيل" قائمة، بل تحويل فلسطين بالكامل إلى منطقة يهودية صافية، وإلغاء أي وجود عربي فيها، سواء عبر الاستيطان والتهجير القسري، أو من خلال إشعال حروب مستمرة تضعف الفلسطينيين وتجبرهم على مغادرة أرضهم.
وهذا يتسق تمامًا مع الدور الأمريكي في دعم إسرائيل، فكما استخدم الغرب اليهود كأداة في القرن العشرين لإقامة هذا الكيان، قد يتخلى عنهم في المستقبل بعد تحقيق أهدافه، كما تخلت أوروبا عن اليهود في الماضي ودفعتم للهجرة إلى فلسطين.
الخلاصة
تصريحات ترامب ليست مجرد زلة لسان، بل تعبير صريح عن العقلية الغربية الاستعمارية التي تنظر إلى فلسطين كأرض يجب أن تكون تحت السيطرة الغربية المباشرة. إسرائيل ليست دولة مستقلة، بل ولاية أمريكية غير رسمية تُستخدم كأداة لتحقيق مصالح القوى الغربية في المنطقة. والمشروع الصهيوني، في جوهره، ليس إلا غطاءً لاحتلال فلسطين بالكامل وجعلها قاعدة عسكرية واستراتيجية للغرب في قلب العالم الإسلامي.
https://www.tgoop.com/abuislam1



tgoop.com/abuislam1/2837
Create:
Last Update:

إسرائيل.. مشروع استعماري بواجهة دينية
هل كشف ترامب القناع عن الحقيقة؟
#مهدي بن إبراهيم

#عندما يُصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن غزة "موقع عقاري جيد لا يمكن أن نتركه"، ويضيف أن "من الخطأ أن يعود أهل غزة إلى غزة"، فهو لا يكشف فقط عن ازدراء واضح للحقوق الفلسطينية، بل يفضح بوضوح الرؤية الغربية الاستعمارية تجاه فلسطين. هذا التصريح، الذي يتعامل مع غزة كسلعة عقارية وليس كأرض لشعب له حقوق تاريخية، يعيد تسليط الضوء على حقيقة الصراع: فلسطين ليست مجرد قضية دينية أو نزاع عرقي، بل مشروع استيطاني استعماري تديره القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
إسرائيل: قاعدة أمريكية بواجهة يهودية
منذ إنشاء إسرائيل عام 1948، كانت العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة علاقة تبعية استراتيجية، حيث تُستخدم إسرائيل كأداة متقدمة للسيطرة على الشرق الأوسط. ومع مرور الوقت، أصبح واضحًا أن إسرائيل ليست "وطنًا قوميًا لليهود" بقدر ما هي قاعدة عسكرية أمريكية متقدمة تحرس المصالح الغربية في المنطقة، وتعمل كذراع للنفوذ الأمريكي في مواجهة أي قوى إقليمية قد تهدد الهيمنة الغربية.
إسرائيل، بوضعها الحالي، أشبه ما تكون بولاية أمريكية، لكنها تتمتع بوضع خاص يجعلها فوق المساءلة حتى داخل أمريكا نفسها. وهذا ما يفسر الدعم غير المحدود الذي تتلقاه تل أبيب، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي أو السياسي، حتى في ظل الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين والعرب.
لماذا فلسطين؟ الأهمية الجيوسياسية للصراع
تتمتع فلسطين بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، حيث تشرف على البحر المتوسط وتربط بين آسيا وإفريقيا، وتقع في قلب المنطقة العربية. وبالتالي، فإن السيطرة على فلسطين تعني السيطرة على طرق التجارة الدولية وخطوط الطاقة والتحكم في ممرات استراتيجية حساسة.
لكن الأهم من ذلك، أن فلسطين، بارتباطها بالبعد الديني والتاريخي، تشكل نقطة ارتكاز للسيطرة على الوعي الإسلامي، فوجود "إسرائيل" ككيان غربي على أرض المقدسات الإسلامية في القدس والخليل وبيت لحم هو أداة لخلق صراع دائم يبرر التدخلات الغربية المستمرة في شؤون المسلمين.
مشروع إسرائيل: غطاء لاحتلال فلسطين بالكامل
منذ تأسيسها، تتبع إسرائيل سياسة توسعية ممنهجة، فبعدما تم احتلال 78% من فلسطين عام 1948، جاء احتلال الضفة الغربية والقدس وغزة عام 1967. لكن رغم مرور عقود، لم تتوقف محاولات التوسع، سواء عبر الاستيطان في الضفة الغربية، أو عبر محاولات تهويد القدس، أو حتى من خلال التعامل مع غزة كمشكلة يجب التخلص منها، إما بتدميرها أو بتهجير سكانها.
وهنا يأتي تصريح ترامب ليكشف عن أحد السيناريوهات المطروحة إسرائيليًا وأمريكيًا: إفراغ غزة من سكانها وإعادة توطينهم في سيناء أو الأردن أو أي دولة أخرى، بحيث تصبح غزة منطقة مفتوحة للاستثمار والاستيطان الإسرائيلي، أو حتى قاعدة عسكرية أمريكية مباشرة.
ما الهدف الحقيقي؟
إذا نظرنا إلى المشروع الإسرائيلي بمنظور بعيد المدى، نجد أن الهدف النهائي ليس فقط إبقاء دولة "إسرائيل" قائمة، بل تحويل فلسطين بالكامل إلى منطقة يهودية صافية، وإلغاء أي وجود عربي فيها، سواء عبر الاستيطان والتهجير القسري، أو من خلال إشعال حروب مستمرة تضعف الفلسطينيين وتجبرهم على مغادرة أرضهم.
وهذا يتسق تمامًا مع الدور الأمريكي في دعم إسرائيل، فكما استخدم الغرب اليهود كأداة في القرن العشرين لإقامة هذا الكيان، قد يتخلى عنهم في المستقبل بعد تحقيق أهدافه، كما تخلت أوروبا عن اليهود في الماضي ودفعتم للهجرة إلى فلسطين.
الخلاصة
تصريحات ترامب ليست مجرد زلة لسان، بل تعبير صريح عن العقلية الغربية الاستعمارية التي تنظر إلى فلسطين كأرض يجب أن تكون تحت السيطرة الغربية المباشرة. إسرائيل ليست دولة مستقلة، بل ولاية أمريكية غير رسمية تُستخدم كأداة لتحقيق مصالح القوى الغربية في المنطقة. والمشروع الصهيوني، في جوهره، ليس إلا غطاءً لاحتلال فلسطين بالكامل وجعلها قاعدة عسكرية واستراتيجية للغرب في قلب العالم الإسلامي.
https://www.tgoop.com/abuislam1

BY 🎩 قناة مهدي بن إبراهيم 🎓




Share with your friend now:
tgoop.com/abuislam1/2837

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Among the requests, the Brazilian electoral Court wanted to know if they could obtain data on the origins of malicious content posted on the platform. According to the TSE, this would enable the authorities to track false content and identify the user responsible for publishing it in the first place. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Polls Telegram has announced a number of measures aiming to tackle the spread of disinformation through its platform in Brazil. These features are part of an agreement between the platform and the country's authorities ahead of the elections in October. End-to-end encryption is an important feature in messaging, as it's the first step in protecting users from surveillance.
from us


Telegram 🎩 قناة مهدي بن إبراهيم 🎓
FROM American