🎩 قناة مهدي بن إبراهيم 🎓

الجماعة الإسلامية: ضرورة شرعية ومطلب حضاري
#مهدي بن إبراهيم
مقدمة
#الإسلام دين جماعي بطبيعته، يدعو إلى الوحدة، ويؤسس لحياة قائمة على التعاون والتكامل. ومنذ اللحظة الأولى، لم يكن الإسلام مشروعًا فرديًا، بل كان حركة جماعية تقودها قيادة ربانية، تحمل رسالة التغيير والإصلاح. واليوم، حيث تتكالب الأمم على الأمة الإسلامية، يصبح الانتماء إلى الجماعة الإسلامية العاملة من أجل الإسلام ضرورة شرعية ومطلبًا حضاريًا.
أولًا: الجماعة في الإسلام – أصل لا فرع
يقول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103)، وهذه الآية تضع قاعدة ذهبية بأن العمل الجماعي هو السبيل لحفظ الدين وقوة الأمة.
في حديث النبي ﷺ: "عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد" (رواه الترمذي)، تأكيد على أن الفرد وحده ضعيف، وأن قوة الأمة في وحدتها.
ثانيًا: لماذا الجماعة الإسلامية ضرورة؟
حفظ الهوية الإسلامية: في زمن الغزو الثقافي والعلمنة، تعمل الجماعة الإسلامية على حماية عقيدة المسلمين وهويتهم من الذوبان والضياع.
تحقيق التمكين للإسلام: العمل الفردي مهما كان صادقًا يظل محدودًا، بينما الجماعة تمتلك القدرة على بناء المؤسسات وتكوين الكيانات المؤثرة.
إدارة الصراع مع الأعداء: الأمة مستهدفة، وأعداؤها يعملون جماعيًا، فلا يمكن مواجهتهم إلا بتنظيم قوي ومتماسك.
توجيه الطاقات وعدم هدر الجهود: كم من المخلصين بذلوا جهودًا جبارة، لكنها لم تؤتِ ثمارها بسبب غياب التنظيم والتنسيق؟
ثالثًا: خطر الحياد والانعزال
إن الحياد في قضايا الإسلام هو موقف سلبي، فالله عز وجل يقول: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (النساء: 75)، مشيرًا إلى أن القعود عن نصرة الدين جريمة.
يقول الإمام حسن البنا: "إذا قيل لك أين الطريق؟ فقل هناك، في موكب الجماعة التي تؤمن بالإسلام كمنهج حياة وتسعى لإقامته".
العزلة تعني أن تترك الميدان لخصوم الإسلام ليعبثوا بالأمة دون مقاومة.
رابعًا: صفات العضو الحقيقي في الجماعة الإسلامية
الإخلاص: فلا يعمل لأجل مصلحة شخصية، بل يسعى لنصرة دين الله.
الالتزام والطاعة: لأن العمل الجماعي لا ينجح بدون نظام وانضباط.
التضحية والبذل: فلا بد من تقديم الغالي والنفيس في سبيل المشروع الإسلامي.
العلم والفهم العميق: حتى يكون العمل على بصيرة، وليس مجرد حماس بلا وعي.
الصبر والثبات: لأن الطريق طويل وشاق، ويحتاج إلى رجال ثابتين لا يتزعزعون أمام التحديات.
خاتمة
إن الانتماء إلى الجماعة الإسلامية ليس مجرد خيار، بل هو واجب يفرضه الواقع الشرعي والموضوعي. فمن أراد أن يكون جزءًا من التغيير، وأن يحقق العبودية الحقة لله، وأن يثبت صدق إيمانه، فليكن جنديًا في الصف الإسلامي، عاملاً ومجاهدًا، لا متفرجًا أو ناقدًا من بعيد.
فالركب ماضٍ، والموكب يسير، والأمة بحاجة إلى كل مخلصٍ جادٍ يحمل الراية، فهل ستكون منهم؟
https://www.tgoop.com/abuislam1

Telegram

🎩 قناة مهدي بن إبراهيم 🎓

🌻دعوية - تربوية - سياسية 🌻 تهتم بنشر فكر ومنهج الإخوان المسلمين والرد على الشبهات المثارة حول عمل الجماعة.

www.tgoop.com/abuislam1/2842

165 viewsمهدي بن إبراهيم, edited  Feb 11 at 20:54

الجماعة الإسلامية: ضرورة شرعية ومطلب حضاري
#مهدي بن إبراهيم
مقدمة
#الإسلام دين جماعي بطبيعته، يدعو إلى الوحدة، ويؤسس لحياة قائمة على التعاون والتكامل. ومنذ اللحظة الأولى، لم يكن الإسلام مشروعًا فرديًا، بل كان حركة جماعية تقودها قيادة ربانية، تحمل رسالة التغيير والإصلاح. واليوم، حيث تتكالب الأمم على الأمة الإسلامية، يصبح الانتماء إلى الجماعة الإسلامية العاملة من أجل الإسلام ضرورة شرعية ومطلبًا حضاريًا.
أولًا: الجماعة في الإسلام – أصل لا فرع
يقول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103)، وهذه الآية تضع قاعدة ذهبية بأن العمل الجماعي هو السبيل لحفظ الدين وقوة الأمة.
في حديث النبي ﷺ: "عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد" (رواه الترمذي)، تأكيد على أن الفرد وحده ضعيف، وأن قوة الأمة في وحدتها.
ثانيًا: لماذا الجماعة الإسلامية ضرورة؟
حفظ الهوية الإسلامية: في زمن الغزو الثقافي والعلمنة، تعمل الجماعة الإسلامية على حماية عقيدة المسلمين وهويتهم من الذوبان والضياع.
تحقيق التمكين للإسلام: العمل الفردي مهما كان صادقًا يظل محدودًا، بينما الجماعة تمتلك القدرة على بناء المؤسسات وتكوين الكيانات المؤثرة.
إدارة الصراع مع الأعداء: الأمة مستهدفة، وأعداؤها يعملون جماعيًا، فلا يمكن مواجهتهم إلا بتنظيم قوي ومتماسك.
توجيه الطاقات وعدم هدر الجهود: كم من المخلصين بذلوا جهودًا جبارة، لكنها لم تؤتِ ثمارها بسبب غياب التنظيم والتنسيق؟
ثالثًا: خطر الحياد والانعزال
إن الحياد في قضايا الإسلام هو موقف سلبي، فالله عز وجل يقول: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (النساء: 75)، مشيرًا إلى أن القعود عن نصرة الدين جريمة.
يقول الإمام حسن البنا: "إذا قيل لك أين الطريق؟ فقل هناك، في موكب الجماعة التي تؤمن بالإسلام كمنهج حياة وتسعى لإقامته".
العزلة تعني أن تترك الميدان لخصوم الإسلام ليعبثوا بالأمة دون مقاومة.
رابعًا: صفات العضو الحقيقي في الجماعة الإسلامية
الإخلاص: فلا يعمل لأجل مصلحة شخصية، بل يسعى لنصرة دين الله.
الالتزام والطاعة: لأن العمل الجماعي لا ينجح بدون نظام وانضباط.
التضحية والبذل: فلا بد من تقديم الغالي والنفيس في سبيل المشروع الإسلامي.
العلم والفهم العميق: حتى يكون العمل على بصيرة، وليس مجرد حماس بلا وعي.
الصبر والثبات: لأن الطريق طويل وشاق، ويحتاج إلى رجال ثابتين لا يتزعزعون أمام التحديات.
خاتمة
إن الانتماء إلى الجماعة الإسلامية ليس مجرد خيار، بل هو واجب يفرضه الواقع الشرعي والموضوعي. فمن أراد أن يكون جزءًا من التغيير، وأن يحقق العبودية الحقة لله، وأن يثبت صدق إيمانه، فليكن جنديًا في الصف الإسلامي، عاملاً ومجاهدًا، لا متفرجًا أو ناقدًا من بعيد.
فالركب ماضٍ، والموكب يسير، والأمة بحاجة إلى كل مخلصٍ جادٍ يحمل الراية، فهل ستكون منهم؟
https://www.tgoop.com/abuislam1

BY 🎩 قناة مهدي بن إبراهيم 🎓