ADELALHAMDAN1 Telegram 628
*(تنبيه): بخصوص ما جرى من تصوير كتاب «الرد» و«النقض» ونشره في (النت)
طِباعة الكُتب وتوزيعها أمرٌ مُكلِفٌ جدًّا كما لا يخفى على مَن خاض تجربتها ...
ونحن - طلبة العلم - غالبًا لا نستطيع تحمَّل هذه التكاليف، وقد تحمَّلتها عنَّا مشكورة (دور النشر)، مع ما يُعانيه سوق الكُتب هذه الأزمان مِن الكسادِ، وعزوف كثير مِن الناس عن العلمِ وشراءِ الكُتب، ممَّا اضطر كثيرًا مِن أصحاب المكتبات إلى إغلاق مكتباتهم، وترك هذا المجال!
وإن مِن أكبر ما يُضرُّ بطباعة الكتبِ ونشرها في المُستقبل، ورُبَّما يؤدِّي إلى عزوف كثير مِن دور النشر عن ذلك: المُسارعة إلى تصويرِ الكُتب لا سيما الجديدة منها، ونشرها عبر (النت)، بما لا يسمح لدار النشر باستيفاء ما بذلته مِن تكاليف الإخراج، والطباعة، والتوزيع وما إليه، في سبيل توفير هذه الكتبِ الورقية التي لا غنى عنها، ولولا أن يَسَّر الله وجودها لَمَا وُجِد الكتاب المُصوَّر.
فوجب التنبيه إلى مُراعاة هذا الأمر؛ لأن عَدم المُبالاة به يؤدِّي إلى الإضرارِ بالكتابِ الورقي الذي لا يزال له قدره المعلوم، ويؤدِّي أيضًا إلى الإضرار بِدُور نشر الكتب.
ونشرُ العلم والخير في الناسِ لا يكون بأذيَّة الآخرين، ولا بإيقاعِ الضررِ بهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ضررَ ولا ضِرارَ». وقال صلي الله عليه وسلم لمن أراد التقدَّم إلى الصفوف الأولى يوم الجمعة، وقد آذى بعض المُصلِّين بتخطِّي رقابهم: «اجلس فقد آذيت». ورُبُّنا تعالى يقول في كتابه: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب:58].
ثم يجدرُ التنبيه هنا إلى محذورٍ نتخوَّف وقوعه مِن جرَّاءِ المسارعة إلى تصوير الكتب لا سيما حديثة الطباعة، وهو أنه ربُّما جَرَّ هذا الأمر بعد سنوات إلى تَعسُّر وجود دور النشر والطباعة، فيبحثُ طُلاب العلم والمُحقِّقون لكتب التراث عن دورٍ تطبع نتاجهم العلمي مِن التأليفات والتحقيقات فلا يجدون ! كما أصبحنا الآن لا نجدُ في كثيرٍ مِن البُلدان والمُدن مِن يبيع هذه الكتب، وإن وجدت فبأغلى الأسعار. والله المُستعان.
وهنا أنشد الحريصين على نفعِ الآخرين مِن خلالِ تصوير الكُتب ونشرها في (النت)، أن يُعطوا فُرصةً ومُهلة للدار الناشرة لتمكينها مِن استيفاء حقوقها، واسترداد التكاليف، وتجنيبها الضرر الذي سُيؤدِّي بلا شَكٍّ إلى الإضرار بعدُ بهؤلاء الحريصين وبطلبة العلم الذين ينتفعون بالكُتبِ المُصوَّرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمنُ أحدُكُم حتى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسِهِ». وبايع النبيُّ صلي الله عليه وسلم تميمًا الداري رضي الله عنه على النصحِ لكلِّ مسلمٍ. وقال صلي الله عليه وسلم : «مَن أحبَّ منكم أن يُزَحزَحَ عنِ النارِ، ويَدخُلَ الجنةَ؛ فلتَأتِهِ منيتُه وهو يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، وليأتِ إلى الناسِ الذي يُحِبُّ أن يُؤتَى إليه».

ونسأله سبحانه أن يجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشرِّ ، وأن لا يجعل الحقَّ علينا مُلتبسًا فنضلّ.
كتبه: أبو عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان (1445هـ)



tgoop.com/adelAlhamdan1/628
Create:
Last Update:

*(تنبيه): بخصوص ما جرى من تصوير كتاب «الرد» و«النقض» ونشره في (النت)
طِباعة الكُتب وتوزيعها أمرٌ مُكلِفٌ جدًّا كما لا يخفى على مَن خاض تجربتها ...
ونحن - طلبة العلم - غالبًا لا نستطيع تحمَّل هذه التكاليف، وقد تحمَّلتها عنَّا مشكورة (دور النشر)، مع ما يُعانيه سوق الكُتب هذه الأزمان مِن الكسادِ، وعزوف كثير مِن الناس عن العلمِ وشراءِ الكُتب، ممَّا اضطر كثيرًا مِن أصحاب المكتبات إلى إغلاق مكتباتهم، وترك هذا المجال!
وإن مِن أكبر ما يُضرُّ بطباعة الكتبِ ونشرها في المُستقبل، ورُبَّما يؤدِّي إلى عزوف كثير مِن دور النشر عن ذلك: المُسارعة إلى تصويرِ الكُتب لا سيما الجديدة منها، ونشرها عبر (النت)، بما لا يسمح لدار النشر باستيفاء ما بذلته مِن تكاليف الإخراج، والطباعة، والتوزيع وما إليه، في سبيل توفير هذه الكتبِ الورقية التي لا غنى عنها، ولولا أن يَسَّر الله وجودها لَمَا وُجِد الكتاب المُصوَّر.
فوجب التنبيه إلى مُراعاة هذا الأمر؛ لأن عَدم المُبالاة به يؤدِّي إلى الإضرارِ بالكتابِ الورقي الذي لا يزال له قدره المعلوم، ويؤدِّي أيضًا إلى الإضرار بِدُور نشر الكتب.
ونشرُ العلم والخير في الناسِ لا يكون بأذيَّة الآخرين، ولا بإيقاعِ الضررِ بهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ضررَ ولا ضِرارَ». وقال صلي الله عليه وسلم لمن أراد التقدَّم إلى الصفوف الأولى يوم الجمعة، وقد آذى بعض المُصلِّين بتخطِّي رقابهم: «اجلس فقد آذيت». ورُبُّنا تعالى يقول في كتابه: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب:58].
ثم يجدرُ التنبيه هنا إلى محذورٍ نتخوَّف وقوعه مِن جرَّاءِ المسارعة إلى تصوير الكتب لا سيما حديثة الطباعة، وهو أنه ربُّما جَرَّ هذا الأمر بعد سنوات إلى تَعسُّر وجود دور النشر والطباعة، فيبحثُ طُلاب العلم والمُحقِّقون لكتب التراث عن دورٍ تطبع نتاجهم العلمي مِن التأليفات والتحقيقات فلا يجدون ! كما أصبحنا الآن لا نجدُ في كثيرٍ مِن البُلدان والمُدن مِن يبيع هذه الكتب، وإن وجدت فبأغلى الأسعار. والله المُستعان.
وهنا أنشد الحريصين على نفعِ الآخرين مِن خلالِ تصوير الكُتب ونشرها في (النت)، أن يُعطوا فُرصةً ومُهلة للدار الناشرة لتمكينها مِن استيفاء حقوقها، واسترداد التكاليف، وتجنيبها الضرر الذي سُيؤدِّي بلا شَكٍّ إلى الإضرار بعدُ بهؤلاء الحريصين وبطلبة العلم الذين ينتفعون بالكُتبِ المُصوَّرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمنُ أحدُكُم حتى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسِهِ». وبايع النبيُّ صلي الله عليه وسلم تميمًا الداري رضي الله عنه على النصحِ لكلِّ مسلمٍ. وقال صلي الله عليه وسلم : «مَن أحبَّ منكم أن يُزَحزَحَ عنِ النارِ، ويَدخُلَ الجنةَ؛ فلتَأتِهِ منيتُه وهو يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، وليأتِ إلى الناسِ الذي يُحِبُّ أن يُؤتَى إليه».

ونسأله سبحانه أن يجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشرِّ ، وأن لا يجعل الحقَّ علينا مُلتبسًا فنضلّ.
كتبه: أبو عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان (1445هـ)

BY قناة أبي عبد الله عادل آل حمدان


Share with your friend now:
tgoop.com/adelAlhamdan1/628

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Click “Save” ; End-to-end encryption is an important feature in messaging, as it's the first step in protecting users from surveillance. Ng was convicted in April for conspiracy to incite a riot, public nuisance, arson, criminal damage, manufacturing of explosives, administering poison and wounding with intent to do grievous bodily harm between October 2019 and June 2020. A new window will come up. Enter your channel name and bio. (See the character limits above.) Click “Create.” How to Create a Private or Public Channel on Telegram?
from us


Telegram قناة أبي عبد الله عادل آل حمدان
FROM American