AGRFAISAL_RESEARCHER Telegram 490
🙈 *ملخص كتاب "نظام التفاهة"... وتسمية الأشياء بأسمائها*

*يحلل الدكتور آلان دونو في كتابه "نظام التفاهة"*
( ترجمة مشاعل عبد العزيز الهاجري، دار سؤال للنشر والتوزيع، بيروت الطبعة الأولى، 2020) بنية النظام الرأسمالي بجميع أنساقه ومؤسساته، بدقة وأسلوب شيّق يثير انفعالات متناقضة لدى القارئ ويمسّه بالصميم. ويتناول هذا النظام من محاور أساسية عدة تقع في قلب ممارساته، لمعاينة آثاره على أطياف المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة، إذ يرى أننا نمر اليوم في مرحلة تاريخية لا مثيل لها، تسود فيها سيطرة التافهين، كما يدعوهم، على محاور الدولة الحديثة كلها. ولنظام التفاهة هذا رموز تافهة ولغة تافهة وشخصيات وأدوات تافهة. أما سر نجاحه فيكمن في قدرته على إيهام الأفراد بكونهم أحراراً.
*يبدأ المؤلف تشريحه النقدي* من بذرة النظام الاجتماعي وركائزه، ويقصد بها الأكاديميات وقطاع التعليم، باعتبارها آلة إنتاج المعرفة والثقافة الاجتماعية، فيكشف عن تواطؤ هذه المراكز ذات التوجه الإنتاجي والتجاري البحت الذي يعود بالضرر على الأساتذة والطلبة وحتى على القطاع الإداري، لأنه يجعل الفكرة المحورية لعمل هذه الجامعة أو ذاك المعهد هي زيادة الإنتاج ولو أدى ذلك إلى إهمال غاية العمل التدريسي الأساسية التي تتمثل في تكوين المعرفة ونقلها. وهذا ينعكس على لغة الكتابة الأكاديمية التي يصفها دونو بالمتعفنة بسبب بقاء كل من يمارسها أسيرا" للنهج التجاري إياه. فنظام التفاهة يُقصي أي محاولة للعودة إلى هدف التعليم المعرفي والنهوض به فلا ينتج سوى الكاتب العاطل عن العمل، والمعلم غير المستقر، والأستاذ الجاهل. يتسنى لهؤلاء وحدهم أن يعملوا بشكل حر من دون القلق بشأن عدد الأبحاث التي ينبغي إنجازها سنوياً.
*يلقي الكاتب الضوء* على المرحلة التي بلغناها في ظل نظام التفاهة، إذ أصبحت المهنية الأكاديمية مجرد روتين تعيس يقضي على البحث والشغف المعرفي، حتى أصبح الخلاص يتمثل في البقاء بلا وظيفة والتمتع بالحرية في الإبداع أو الكتابة أو البحث.
*ولا يلبث أن يرتقي* الكاتب في بحثه عن التفاهة سلمها إلى مستويات أعلى ليصل إلى التجارة ورأس المال، حيث يحرك اقتصادنا اليوم روبوتات وخوارزميات لسنا قادرين على استيعاب آلية عملها وسرعتها، لكننا مجبرين على دفع ثمن أخطائها. في هذا السياق تُستخدم برامج التثقيف الاقتصادية لتشتيت الناس ومنعهم من إدراك الفوضى السائدة في سوق البورصة. فبدلاً من توعية الفرد بشكل حقيقي تهدف هذه البرامج إلى تضليله. هذا الاقتصاد الغبي كما يسميه الكاتب، يغيّب عقولنا ويطحننا بالضرائب بينما يتغنى بإنتاج الطائرات النفّاثة فائقة التكلفة لأصحاب المال ورؤسائه الفاسدين الذين ينهبون الثروات العامة.
*وتبقى الصين حاضرة* حين يتناول دونو الصناعة والتجارة. فهو يحذرنا من أن الأوليغارشية خطت خطواتها الأولى بتحويل المشهد الصناعي الصيني نحو المناطق الحرة ومناطق الأوف شور، التي تعتبر ملاذات ضريبية يسهل التداول المالي فيها بعيداً عن أعين القانون، ليتيح المجال للسلطة الرأسمالية بممارسة ألاعيبها كافة لنهب خيرات الشعوب بقانونها الحر. وبدلاً من تطور المؤسسات نحو استيعاب الموظفين وزيادة معدلات الدخل وإنعاش الموارد البشرية، تتجه الشركات الى تقليل الوسطاء وصرف الموظفين واختصار النفقات لزيادة الأرباح. أما الأخطر في ذلك كله فهو أن المتواطئ الرئيس مع خططهم هي نقابات العمال.
*أما عن النتائج الطبيعية* لهذا كله فتتلخص بالهوس المالي، وبالقيمة المطلقة التي تتمتع بها النقود فتكون قادرة على تحقيق أية طموحات. ويؤدي ذلك إلى آثار اجتماعية وخيمة كظهور شخصيات تعاني من أمراض نفسية مرتبطة حصراً بالنقود، مثل الجَشع والإسراف والطمّع وغيرها.
*ويفرق الكاتب على المستوى الثقافي والحضاري* مفهومين للاقتصاد، المادي والوجداني، موضحاً أن الأول أصبح يحكم الثاني؛ إذ لم تعد العفوية والحرية الانفعالية والرفاه العاطفي أمورا" ممكنة في منأى عن الحالة المادية، كما بات رأس المال مستحوذاً على كل حق بالرفاه الشعوري، إلى درجة لم تعد فيها حتى الفكاهة قادرة على النيل من النظام التافه.
*تتجلى أدوات نظام التفاهة* في المشاهير والأثرياء، الذين ينبرون إلى الدفاع عما يسببه من كوارث مدمّرة بيئياً وبشرياً. أما الفنان الحقيقي فيختفي، إذ أن المطلوب هو فن بلاستيكي يُنتج سلعاً فنيةً لا تعكس سوى صورة التفاهة الاقتصادية.
*يؤكد دونو في نهاية كتابه أهمية قيام ثورة شاملة* على هذا النظام الفاشي والطائفي والسلالي وادواتهم الذي يقودنا إلى الانحطاط الأخلاقي والنفسي والمادي والاجتماعي، على أن تستفيد من أخطاء الاتجاهات الفكرية السابقة، كاليسار مثلاً، فتعمل على تحديد بوصلتها بثقة تترافق بالحرص العميق والنقد البنّاء.
*ويستعرض بأسلوب* نقدي الحركات والأحزاب التي سعت لتحديد قالب مناسب للتنظيم الاجتماعي البشري، ويشخص الثغرات التي أدت إلى تداعيها



tgoop.com/agrfaisal_researcher/490
Create:
Last Update:

🙈 *ملخص كتاب "نظام التفاهة"... وتسمية الأشياء بأسمائها*

*يحلل الدكتور آلان دونو في كتابه "نظام التفاهة"*
( ترجمة مشاعل عبد العزيز الهاجري، دار سؤال للنشر والتوزيع، بيروت الطبعة الأولى، 2020) بنية النظام الرأسمالي بجميع أنساقه ومؤسساته، بدقة وأسلوب شيّق يثير انفعالات متناقضة لدى القارئ ويمسّه بالصميم. ويتناول هذا النظام من محاور أساسية عدة تقع في قلب ممارساته، لمعاينة آثاره على أطياف المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة، إذ يرى أننا نمر اليوم في مرحلة تاريخية لا مثيل لها، تسود فيها سيطرة التافهين، كما يدعوهم، على محاور الدولة الحديثة كلها. ولنظام التفاهة هذا رموز تافهة ولغة تافهة وشخصيات وأدوات تافهة. أما سر نجاحه فيكمن في قدرته على إيهام الأفراد بكونهم أحراراً.
*يبدأ المؤلف تشريحه النقدي* من بذرة النظام الاجتماعي وركائزه، ويقصد بها الأكاديميات وقطاع التعليم، باعتبارها آلة إنتاج المعرفة والثقافة الاجتماعية، فيكشف عن تواطؤ هذه المراكز ذات التوجه الإنتاجي والتجاري البحت الذي يعود بالضرر على الأساتذة والطلبة وحتى على القطاع الإداري، لأنه يجعل الفكرة المحورية لعمل هذه الجامعة أو ذاك المعهد هي زيادة الإنتاج ولو أدى ذلك إلى إهمال غاية العمل التدريسي الأساسية التي تتمثل في تكوين المعرفة ونقلها. وهذا ينعكس على لغة الكتابة الأكاديمية التي يصفها دونو بالمتعفنة بسبب بقاء كل من يمارسها أسيرا" للنهج التجاري إياه. فنظام التفاهة يُقصي أي محاولة للعودة إلى هدف التعليم المعرفي والنهوض به فلا ينتج سوى الكاتب العاطل عن العمل، والمعلم غير المستقر، والأستاذ الجاهل. يتسنى لهؤلاء وحدهم أن يعملوا بشكل حر من دون القلق بشأن عدد الأبحاث التي ينبغي إنجازها سنوياً.
*يلقي الكاتب الضوء* على المرحلة التي بلغناها في ظل نظام التفاهة، إذ أصبحت المهنية الأكاديمية مجرد روتين تعيس يقضي على البحث والشغف المعرفي، حتى أصبح الخلاص يتمثل في البقاء بلا وظيفة والتمتع بالحرية في الإبداع أو الكتابة أو البحث.
*ولا يلبث أن يرتقي* الكاتب في بحثه عن التفاهة سلمها إلى مستويات أعلى ليصل إلى التجارة ورأس المال، حيث يحرك اقتصادنا اليوم روبوتات وخوارزميات لسنا قادرين على استيعاب آلية عملها وسرعتها، لكننا مجبرين على دفع ثمن أخطائها. في هذا السياق تُستخدم برامج التثقيف الاقتصادية لتشتيت الناس ومنعهم من إدراك الفوضى السائدة في سوق البورصة. فبدلاً من توعية الفرد بشكل حقيقي تهدف هذه البرامج إلى تضليله. هذا الاقتصاد الغبي كما يسميه الكاتب، يغيّب عقولنا ويطحننا بالضرائب بينما يتغنى بإنتاج الطائرات النفّاثة فائقة التكلفة لأصحاب المال ورؤسائه الفاسدين الذين ينهبون الثروات العامة.
*وتبقى الصين حاضرة* حين يتناول دونو الصناعة والتجارة. فهو يحذرنا من أن الأوليغارشية خطت خطواتها الأولى بتحويل المشهد الصناعي الصيني نحو المناطق الحرة ومناطق الأوف شور، التي تعتبر ملاذات ضريبية يسهل التداول المالي فيها بعيداً عن أعين القانون، ليتيح المجال للسلطة الرأسمالية بممارسة ألاعيبها كافة لنهب خيرات الشعوب بقانونها الحر. وبدلاً من تطور المؤسسات نحو استيعاب الموظفين وزيادة معدلات الدخل وإنعاش الموارد البشرية، تتجه الشركات الى تقليل الوسطاء وصرف الموظفين واختصار النفقات لزيادة الأرباح. أما الأخطر في ذلك كله فهو أن المتواطئ الرئيس مع خططهم هي نقابات العمال.
*أما عن النتائج الطبيعية* لهذا كله فتتلخص بالهوس المالي، وبالقيمة المطلقة التي تتمتع بها النقود فتكون قادرة على تحقيق أية طموحات. ويؤدي ذلك إلى آثار اجتماعية وخيمة كظهور شخصيات تعاني من أمراض نفسية مرتبطة حصراً بالنقود، مثل الجَشع والإسراف والطمّع وغيرها.
*ويفرق الكاتب على المستوى الثقافي والحضاري* مفهومين للاقتصاد، المادي والوجداني، موضحاً أن الأول أصبح يحكم الثاني؛ إذ لم تعد العفوية والحرية الانفعالية والرفاه العاطفي أمورا" ممكنة في منأى عن الحالة المادية، كما بات رأس المال مستحوذاً على كل حق بالرفاه الشعوري، إلى درجة لم تعد فيها حتى الفكاهة قادرة على النيل من النظام التافه.
*تتجلى أدوات نظام التفاهة* في المشاهير والأثرياء، الذين ينبرون إلى الدفاع عما يسببه من كوارث مدمّرة بيئياً وبشرياً. أما الفنان الحقيقي فيختفي، إذ أن المطلوب هو فن بلاستيكي يُنتج سلعاً فنيةً لا تعكس سوى صورة التفاهة الاقتصادية.
*يؤكد دونو في نهاية كتابه أهمية قيام ثورة شاملة* على هذا النظام الفاشي والطائفي والسلالي وادواتهم الذي يقودنا إلى الانحطاط الأخلاقي والنفسي والمادي والاجتماعي، على أن تستفيد من أخطاء الاتجاهات الفكرية السابقة، كاليسار مثلاً، فتعمل على تحديد بوصلتها بثقة تترافق بالحرص العميق والنقد البنّاء.
*ويستعرض بأسلوب* نقدي الحركات والأحزاب التي سعت لتحديد قالب مناسب للتنظيم الاجتماعي البشري، ويشخص الثغرات التي أدت إلى تداعيها

BY الباحث عن الأمل


Share with your friend now:
tgoop.com/agrfaisal_researcher/490

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

With the administration mulling over limiting access to doxxing groups, a prominent Telegram doxxing group apparently went on a "revenge spree." Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. Click “Save” ; Avoid compound hashtags that consist of several words. If you have a hashtag like #marketingnewsinusa, split it into smaller hashtags: “#marketing, #news, #usa. How to Create a Private or Public Channel on Telegram?
from us


Telegram الباحث عن الأمل
FROM American