Telegram Web
7- عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :"عَجِلْتَ أَيُّهَا المُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادْعُهُ". قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ   :"أَيُّهَا المُصَلِّي ادْعُ تُجَبْ".
أخرجه الترمذي في السنن (5/516رقم3476).
وحسنه الترمذي، وصححه ابن خزيمة، والألباني.

8- عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي وَالنَّبِيُّ ﷺ، وَأَبُوبَكْرٍ، وَعُمَرُ مَعَهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأْتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ، ثُمَّ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ :"سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ".
أخرجه الترمذي في السنن (2/488رقم593).
قال الترمذي :"حَسَنٌ صَحِيحٌ". وصححه ابن حبان، وحسنه الألباني.
 
9- عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ :"مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ".
أخرجه البخاري في الصحيح (2/54رقم1154).
قال النووي في الأذكار (96) :" قوله ﷺ "تَعَارَّ" معناه: استيقظ".

https://www.radiosunna.com/article_232.html

 
حديث باطل لا أصل له مشتهر في مواقع التواصل
في أن يوم عرفة خير ما طلعت عليه الشمس
مع ذكر حديث ثابت يغني عنه
 
قال النبي :"خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَافَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ حَجَّةٍ فِي غَيْرِهَا".
هذا حديث باطل لا أصل له؛ قال ابن ناصر الدين الدمشقي في مجلس في فضل يوم عرفة (164) :"هذا حديث باطل لا يصح".
وقال الحافظ في فتح الباري (8/271) :"أَمَّا مَا ذَكَرَهُ رَزِينٌ فِي جَامِعِهِ مَرْفُوعًا :"خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَافَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ حَجَّةٍ فِي غَيْرِهَا". فَهُوَ حَدِيثٌ لَا أَعْرِفُ حَالَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ صَحَابِيَّهُ وَلَا مَنْ أَخْرَجَهُ".
وقال السخاوي في الأجوبة المرضية (3/1127) :"هذا شيء انفرد رزين بإيراده، ولم يذكر صحابيه ولا من خرجه والله أعلم".
ووافقهم العلامة محمد ناصر الدين الألباني، في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (3/341رقم1193)، (7/137رقم3144)، وقال :"باطل لا أصل له".
 
 
ويغني عنه :
ما روته أم المؤمنين عَائِشَةُ رضي الله عنها : أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ  قَالَ :"مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟".
أخرجه مسلم في الصحيح (2/982رقم1348).
تنبيهان :
التنبيه الأول : صح عن النبي ﷺ أن يوم الجمعة خير يوم طلعت فيه الشمس فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :"خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا".
أخرجه مسلم في الصحيح (2/585رقم854).
التنبيه الثاني : اشتهر عند العامة أن يوم عرفة لو وافق يوم الجمعة يعدل ثنتين وسبعين حجة؛ قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (1/65) :"أَمَّا مَا اسْتَفَاضَ عَلَى أَلْسِنَةِ الْعَوَامِّ بِأَنَّهَا تَعْدِلُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ حَجَّةً، فَبَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ".
 
كتبه :
أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

 https://www.tgoop.com/ahmadbazmool/3598
سؤال وجواب عن ثبوت الحديث ومعناه
لفضيلة أ د #الشيخ_أحمد_بازمول حفظه الله

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد :
فقد سئلت عن حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ يَدْعُو : " رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا ، لَكَ ذَاكِرًا ، لَكَ رَاهِبًا ، لَكَ مِطْوَاعًا إِلَيْكَ ، مُخْبِتًا ، أَوْ مُنِيبًا ، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأَجِبْ دَعْوَتِي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ، وَاهْدِ قَلْبِي ، وَسَدِّدْ لِسَانِي ، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي " .
هل الحديث صحيح ؟
وما معنى قوله ﷺ : " وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي " .
الجواب :
الحديث أخرجه أبو داود في السنن (2/83رقم1510) .
وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود .
ومعنى قوله ﷺ : " وَاسْلُلْ " أي أخرج .
وقوله ﷺ ( سَخِيمَةَ ) : أي غشه وغله وحقده .
والمعنى : أن المسلم يسأل الله أن يخرج من قلبه الحقد والغل والغش .
كتبه :
أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

https://www.radiosunna.com/article_266.html
أسئلة وأجوبة
في صيام #عاشوراء
لفضيلة أ د #الشيخ_أحمد_بازمول حفظه الله
https://www.radiosunna.com/article_301.html

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
إن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد : فهذه أسئلة وأجوبة متعلقة بمسائل مهمة متعلقة بصيام عاشوراء.

إعداد
أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الخميس 8 محرم 1447هجري 
السؤال الأول :
ما المراد بيوم عاشوراء ؟
الجواب :
المراد بـ"عَاشُورَاء" الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ.
انظر: فتح الباري للحافظ (4/245).
السؤال الثاني :
يقال إن عاشوراء هو اليوم التاسع؛ بدليل ما رواه مسلم في الصحيح (2/797رقم1133) عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ :"إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا"، قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصُومُهُ قَالَ :"نَعَمْ".
الجواب :
كون عاشوراء هو اليوم العاشر هو قول الأكثر.
انظر : فتح الباري للحافظ (4/245).
والجواب عن حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما من وجهين :

الوجه الأول :
أن مراد عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن يصوم اليوم التاسع والعاشر فيوافق سنة النبي ﷺ في صيام عاشوراء .
بدليل ما رواه عَبْدُاللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :"فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ".
قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ .
وفي لفظ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :"لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ". يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
أخرجه مسلم في الصحيح (2/798رقم1134).
قال البيهقي في معرفة السنن والآثار (6/351) :"كأنه أراد بقوله له: نعم، ما روي في الحديث قبله، عن عزمه ﷺ على صومه".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1/468) :"معنى قول ابن عباس: "صم التاسع"، يعني: والعاشر. هكذا ثبت عنه".
وقال الحافظ فتح الباري (4/245) :"ظَاهِرٌ فِي أَنَّهُ ﷺ كَانَ يَصُومُ الْعَاشِرَ".
قلت : وهذا ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما صريحًا حيث قال :"صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ، خَالِفُوا اليَهُودَ".
أخرجه الشافعي في السنن المأثورة (317رقم337)، وعبدالرزاق في المصنف (4/287رقم7839)، وسعيد بن منصور (1/284-اقتضاء الصراط) من طرق عن ابن عباس.
وصححه الألباني في جلباب المرأة المسلمة (177).، وقال :"قد روى نحوه مرفوعًا بسند ضعيف".
الوجه الثاني :
ما جاء صريحًا أن عاشوراء هو اليوم العاشر :
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ :"أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمُ عَاشِرٍ".
أخرجه الترمذي في السنن (3/119رقم755).
قال الترمذي :"حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ العِلْمِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَوْمُ التَّاسِعِ، وقَالَ بَعْضُهُمْ: يَوْمُ العَاشِرِ، ... وَبِهَذَا الحَدِيثِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ".
والحديث صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (755).
والحديث ذكره الحافظ في فتح الباري (4/246) مؤيدًا به من قال إن عاشوراء هو العاشر.
قلت : وكذا جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :"إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بصيام يوم عاشوراء يوم العاشر".
أخرجه البزار في المسند (18/153رقم122).
قال الحافظ في مختصر زوائد مسند البزار (1/346) :"إسناده صحيح". ووافقه الألباني في السلسلة الضعيفة (8/311).
وأما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"عَاشُورَاءُ يَوْمُ التَّاسِعِ".
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (9/322).
فهو حديث لا يصح؛ قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (8/309رقم3849) :"موضوع".
السؤال الثالث :
ما فضل صيام عاشوراء ؟
الجواب :
صيام عاشوراء له فضل عظيم؛ يكفر السنة الماضية، كان النبي ﷺ يتحراه .
فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ؟ فَقَالَ ﷺ :"يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ".
أخرجه مسلم في الصحيح (2/819رقم1162).
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال َ:"مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ - يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ".
أخرجه البخاري في الصحيح (3/44رقم2006)، ومسلم في الصحيح (2/797رقم1132).
قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (2/63) :"أَمَّا صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَإِنَّهُ كَانَ يَتَحَرَّى صَوْمَهُ عَلَى سَائِرِ الْأَيَّامِ".
وقال ابن رجب في لطائف المعارف (48) :"يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة ...".
تنبيه : تكفير صيام عاشوراء لسنة ماضية لا يدخل فيه حقوق العباد؛ إذ حقوق العباد لابد من أدائها والتحلل منها في الدنيا.
السؤال الرابع :
ما حكم صيام عاشوراء ؟
يستحب صيامه، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،: أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ".
أخرجه البخاري في الصحيح (3/24رقم1893)، ومسلم في الصحيح (2/792رقم1125).
وعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ :"صَامَ النَّبِيُّ ﷺ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ".
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لاَ يَصُومُهُ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ صَوْمَهُ.
أخرجه البخاري في الصحيح (3/24رقم1892)، ومسلم في الصحيح (2/793رقم1126).
وهذا الحديث يدل على استحباب صيام عاشوراء وعدم وجوبه، ولا ينكر على من أفطره فقد دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ :"إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ".
أخرجه مسلم في الصحيح (2/794رقم1127).
ومع ذلك يحرص المسلم على صيامه، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال َ:"مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ - يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ".
أخرجه البخاري في الصحيح (3/44رقم2006)، ومسلم في الصحيح (2/797رقم1132).
قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (2/68) :"النَّبِيَّ ﷺ حَثَّهُمْ عَلَى صِيَامِهِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ صَوْمَهُ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ، وَاسْتَمَرَّ الصَّحَابَةُ عَلَى صِيَامِهِ إِلَى حِينِ وَفَاتِهِ، وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ بِالنَّهْيِ عَنْهُ وَكَرَاهَةِ صَوْمِهِ، فَعُلِمَ أَنَّ الَّذِي تُرِكَ وُجُوبُهُ لَا اسْتِحْبَابُهُ".
السؤال الخامس :
ما السنة في صيامه ؟
روى عَبْدُاللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :"فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ".
قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ .
وفي لفظ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :"لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ". يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
أخرجه مسلم في الصحيح (2/798رقم1134).
وبهذا يظهر أن السنة وردت في صيام عاشوراء على صورتين:
- الصورة الأولى: أن يصوم يومًا قبله (التاسع)، ويصوم عاشوراء.
- الصورة الثانية: أن يصوم عاشوراء فقط .
وأما صيام العاشر والحادي عشر!
أو صيام يومًا قبله ويومًا بعده أي التاسع والعاشر والحادي عشر؛ فدليلهما ضعيف لا يثبت.
قال الألباني في السلسلة الضعيفة (9/288) :"ذِكْرُ اليوم الذي بعده منكر فيه؛ مخالف لحديث ابن عباس الصحيح".
وأما صيام التاسع بمفرده فليس بصوم لعاشوراء؛ قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (2/72) :"وَأَمَّا إِفْرَادُ التَّاسِعِ فَمِنْ نَقْصِ فَهْمِ الْآثَارِ، وَعَدَمِ تَتَبُّعِ أَلْفَاظِهَا وَطُرُقِهَا، وَهُوَ بَعِيدٌ مِنَ اللُّغَةِ وَالشَّرْعِ".
وانظر : اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام (1/470).
السؤال السادس :
هل يجوز صيامه لو وافق يوم السبت ؟
يشرع صيام عاشوراء ولو وافق يوم السبت؛ والنهي عن صيام يوم السبت، محله من أفرده بالصيام في غير ما شرع.
انظر : لطائف المعارف لابن رجب (54).



السؤال السابع :
هل يشرع في عاشوراء غير الصيام ؟
قال ابن تيمية كما في المستدرك على مجموع الفتاوى (3/256) :"عاشوراء لم يشرع فيه غير الصوم باتفاق علماء المسلمين فكل ما يفعل فيه غير ذلك من الاختضاب والكحل والتزين والاغتسال والتوسع على العيال غير العادة فيه من حبوب وغيرها هو من البدع المحدثة في الدين لم يستحبها أحد".
وقال ابن رجب في لطائف المعارف (54) :"وأما اتخاذه مأتمًا كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنه فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعًا ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتمًا فكيف بمن دونهم".



كتبه :
أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول
2025/07/07 19:36:33
Back to Top
HTML Embed Code: