tgoop.com/ahmadbinhazem/119
Last Update:
ولستُ أرى في أنواع الزهدِ زهدًا أعجبَ مِن زهدِ طلاب علم الشريعة في الأدب!
ويكأن الأدب عندهم ساحة مجون، وميدان خلاعة، وخارم مروءة، ومضيعة وقت.. مع أنهم أشد الناس له فاقة وحاجة!
يستهوي طالب العلم اليوم أن يطالع كتب الفقه والأصول والعلوم المجردة.. فإذا نظر في شيء من كتب الأدب استعاذ بالله منها استعاذة وجل هارب..
طلبة العلم هم حملة الحق.. وما أحوج الحق لحسنِ الكساء! قبيحٌ بالشيخ أن تكون كتابته وكلامه جافة لا روح فيها! وإن من أصعب المشاق عندي أن أقرأ لكاتب -أضطر إليه لجودة بحثه- تخلو كتابته من حياة الأدب والبيان!
وهل يحب الناس سماع دروس المشايخ إلا لحلاوة عرضها، وبلاغة أسلوبها، ومتعة أخبارها، بعيدا عن العلوم المجردة والنصائح الموجهة!
ثم إن العلم جاف محدد، وطالبه يحتاج نفسا صفية شفافة، فأنى له أن يجد هذه النفس بمحض قال وسمعتُ، وقاسَ ورأيت، ونظر وخالفتُ!
ما أحوج طالب العلم لجولات في "الإحياء" و "المدارج" و "أدب الدين والدنيا" و "الييان والتبين" و "العود الهندي" و "مقامات الحريري" وهلم طربا.. يستروح بها، يغذي بها روحه وعقله وطرافته وملاحة حديثه ومتعة أخباره!
على ألا يستغرق، وأن يحسن ضبط النفس وسياستها، فعادة هذه الكتب أنها تجتال طالب العلم عن جادة التحقيق إلى متعة البيان!
ولو رام الإنسان تعداد حاجة الطالب إلى هذا الفن لخرج بشيء حسن ذي بال، غير أنه خاطر عابر بعد جولة عابرة في كتاب أدبي ثمين سمين :)
BY أحمد بن حازم
Share with your friend now:
tgoop.com/ahmadbinhazem/119