Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
الجهاد بكل مقتضياته، وبكل مشقاته.. الجهاد وما يتبعه من تعب ونصب، وتضييق وحرمان، وألم وتضحية، وجراح واستشهاد =

هو بعد هذا كله= 《الجهاد في سبيل الله》 مجردًا مِن الصيت والذكر والظهور، مجردا من المباهاة والفخر والخيلاء..

مجردا من إحساس أهل الأرض به وإشاراتهم إليه وإشادتهم بصاحبه.. وإلا فلا أجر عليه ولا ثواب!


#في_ظلال_الظلال.
درسٌ لأخيكم، وصايا بين يدي العشر الأواخر 🌸
[ما استُجلب رزقُ الله بمثلِ= تركِ معصيةِ الله]

هذه كلمةٌ مِن عيونِ كلام ابن القيم رحمه الله، تنمُّ عن فقهٍ عميق بالسنن والقوانين الإلهية!

الله عزوجل يقول: { ومَن يتقِ اللهَ يجعلْ له مخرجًا، ويرزقْه مِن حيث لا يحتسب} !

أن تُرزقَ من حيث لا تحتسب، وأن تُجعل لك المخارج الواسعة مِن المكاره الواقعة.. هذا أمرٌ مقرون بتقوى الله عز وجل، أي أن تَجعلَ بينك وبين مساخطه تعالى حاجزًا ووقاية.

أفيأتي فلانٌ مِن الناس، كلما خلا بمحارم الله انتهكها، وكلما زاحمته الشهوات يركبها، وكلما تهيأت له سيئة قال هيت لك.. ثم يشكو الضيق وضنك العيش!

وهو الذي ارتكب أسباب الضيق والضنك والفقر والهم والغم، ولو كان قد اتقى الله لجعلت له المخارج والأرزاق، ولو ضُيق عليه في أمرٍ من أمور الدنيا ومُنع منه فإنه يُمنع ويُضيق عليه بلا هم وغم!

فما أحرى العاقل وقد لسعته كربات الدنيا، أن تؤزه هذه الكربات ليتوب إلى الله توبة نصوحا، ويجعل بينه وبين مساخطه تعالى حاجزا ووقاية.. فهذا مقصد عظيم من مقاصد الله في ابتلاء عباده.. ان يعيدهم إليه بسياط المِحن!
1 تكبيرة الإحرام.
2 قراءة الفاتحة، والبسملة آية منها.
3 التشهد الأخير.
4 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في جلسة التشهد الأخير.
5 التسليمة الأولى.

هذه الخمس هي أركان الصلاة القولية -بعضها مجمع عليه وبعضها مختلف فيه-

احرص أن تقرأها بتركيز، أن تلفظها بشكل صحيح، أن تحرك بها لسانَك، أن تُسمع بها نفسك، إذا هجم عليك التثاؤب في شيء منها تعيده، أن تتدبرها وتحسن فهمها.

فهذه الأقوال أولى من غيرها لفرضيتها.
أحوالٌ وأسمار...

في هذا الجوِّ الرهيب، المفعم بالمشاعر المختلطة.. بين خوفٍ ورجاءٍ وحزنٍ وإيمان.. تحت أزيز الطائرات ولهيب المدافع وأصوات الصواريخ...

في هذا الجو .. مثلي كمثل خراش:

تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد!

إي والله .. تضطرب الخواطر في جوف الإنسان فما يدري مع أي خاطر يعيش، وأي فكرة يصيد، وأي شعور به يستبد!

غير أني مذ بدأتِ الجولة.. يسيطر عليَّ شعورُ الإيمان، الإيمان بالله تبارك وتعالى.. الله جل في علاه.. الخالق المالك المدبر المتصرف القوي الحكيم ..

لو شاء الله لانتصر لنا في غمضة عين، وانتقم منهم في لمح البصر، ولكن...

[ مَن لنا بهذه الأحوال إن لم نعش هذه الظروف!! ]

في كل قصفٍ تسمعهم يلهجون بذكره تعالى.. كبارا وصغارا.. رجالا ونساء ..

ومع كل مصيبة.. ترى التسليم المطلق، والاطمئنان العجيب، والرضى المذهل.. إنا لله.. وإنا إليه راجعون.. تهون معها الدنيا وما عليها!

ياللهِ ما أحقرَ الدنيا، وما أحقر تكالبنا عليها، وما أعجبَ ما كنا فيه من غفلةٍ عما يُراد بنا!

في هذه الأحوال.. تطيش العبارات، وتسخف الإشارات، وتذهب الأفكار والفلسفات .. ولا يبقى معنا إلا إيمان العجائز.. رضينا بك يارب.. فارضَ عنا !

سبحانك ربنا ما أحكمك.. سبحانك ربنا ما أعجبَ أقدارَك كيف تُدار.. سبحانك ربنا ما أعجب ما تحدثه في كونك وملكك.. بين أوليائك وأعدائك ..

في هذه الأحوال .. تستشعر التضحية بحب.. يارب في سبيلك وابتغاء مرضاتك، تهون عليك نفسك، يرخص عندك دمك، تتغير عندك الأولويات والمركزيات.. حياةٌ لا كالحياة!

في هذه الأجواء.. أطوف في صفحات الفيس، فأرى كثيرا من الأصحاب والأحباب.. لم تتوقف حياتهم لأجلنا، بل لم ينتبهوا لأحوالنا .. ينشرون النكات والضحكات والحياة عندهم هي الحياة..

ولا والله لا أعتب عليهم قط، فقد كنا مثلهم مرارا وتكرارا، غير أني أستشعر برود مشاعرنا، وعظم خذلاننا.. يوم كنا كذلك، وإخواننا في الشام.. في العراق.. في اليمن.. أفغانستان.. الأسرى .. المعذبون المنكلون المشردون .. ونحن لا نبالي.. بل كيف نبالي.. والملهيات والمشتات والواردات على الخواطر أعظم من أن تُحصى .. غفرانك اللهم غفرانك، غفرانك اللهم غفرانك!

سبحانك اللهم وبحمدك.. أستغفرك وأتوب إليك.. طغى القلم، ولو تركت له العنان لزاد.. فإني أكبح فيض الخواطر كبحا!
أذكرُ جيدًا ذاك اليوم إذ كنتُ صغيرا، كنت مستلقيًا على ظهري أستمع محاضرةً تبثها الإذاعة، ولا أذكر -الآن- عن المحاضرة شيئا!

غير أني أذكر منها كلمةً قالها المحاضر، أخذت بمجامع قلبي، لا زلتُ أحفظها حتى اللحظة، بحركاتها وسكناتها، انتشيتُ بها نشوةً استفزتني لأقوم مِن فوري إلى دفترٍ مِن دفاتري أقيدها، فكانت لحلاوتها تجري على لساني تلك الفترة صباحًا ومساء!

تلك الكلمة كانت= [ اللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالتَه ]

جاءت عرضًا في سياقِ الكلام، متصلةً بكلام المحاضرِ بلا أي فصل أو إشارة، لكني ما خرجتُ مِن المحاضرة إلا بها!

وما كنتُ يومها أعرف بلاغة ولا صرفًا ولا نحوا، غيرَ أن فصاحة نظمها يأخذ بالألباب!

فلما شببت عن الطوق، وصرتُ أعرف القرآن، وصار لي وردٌ من آياته، أدركتُ السر!

لا زلتُ أذكر حتى اللحظة فجاءتي لما عرفتُ أنها جزءُ آيةٍ مِن سورة الأنعام، ولا زلتُ أذكر حتى اللحظة مشاعري صغيرًا وأنا أنافس على ختمة رمضانية، فتمر بي هذه الآية تقلب كياني!

سبحانك ربنا ما أحلى كلامك!
وبقيَتْ شواهدُ القبور بالقيروان شاهدةً على ذلك إلى اليوم، حيث كُتب عليها بعد الشهادتين: [ وأن القرآن كلام الله، وليس بمخلوق]

والشواهد مؤرخة بصَفر عام اثنين وتسعين ومئتين.

أوصى العلماءُ أن يُكتب الحقُّ على شواهدِ القبور، لمَّا عجزوا عنه على المنابر، فواجب العلماء أن يبينوا الحقَّ حسب المقدور، والله كفيلٌ بإظهاره!

[ 📖 المغربية، للشيخ الطريفي نصره الله]
الإمامُ الغزالي رحمه الله، في سياقِ تقريرِ حجية القياس.. تعرَّضَ لمن أنكر القياس وحكم بإحالته عقلًا لا شرعا.

والذي يقول بمنع القياس عقلًا.. حجته أن الله تعالى لا يحكم إلا بالمصلحة، ولا مصلحة في توريط العباد بالقياس وهو مظنة الجهل والغلط، ولا يتحقق المجتهد به من حكم الله تعالى!

فذكر الإمام جملة من المصالح، ومنها أن الله تبارك وتعالى لعله أراد لطفًا بعباده، بتحميلهم كلفة الاجتهاد، وكدِّ القلب والعقل في الاستنباط لنيلِ الثواب الجزيل، والرفعة من الله تعالى.. { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}

ثم سطَّرَ عبارةً تُكتب بماءِ العين بل أغلى، فقال:

[ وتجشُّم القلب بالفِكر= لا يتقاعدُ عن تجشُّم البدن بالعبادات] !

وهذه واللهِ مِن الفقهِ النفيس العالي..

أن تضعَ رأسك على فراشك تستقبل نومك.. والأفكار تدوي في رأسك دوي النحل..

كيف تنجح مركز التحفيظ.. كيف تُحصن الجيل.. كيف تعلم الناس.. كيف تبث الوعي..كيف ترد الشبهات.. ماذا تضع خطة كذا، وماذا تصنع في كذا ...

كل هذا الهم وهذه الحرقة.. لا تتقاعد ولا تقل أجرًا عن قيام الليل وصيام النهار وكدِّ الجسد في سبيل الله تعالى!

الله مطلعٌ على هذه الخواطر، وهي كريمة جدا على الله تعالى، تقع عند ربنا بميزان عظيم..

لا أنسى يوم أن جمعتني مائدة طعام مع أحد الأشياخ، فقال لي وكنت طفلا صغيرًا يومَها: هذا الطعام يجب أن يُغذي في المسلم طاقتين.. طاقة بدنه يسعى في سبيل الله.. وطاقة عقله يفكر لدين الله!

إي والله ما أحرانا اليوم أن نحمل الهم، وأن يشغلنا القلق، وأن تزعجنا الخواطر، أن نصحو وننام على همِّ تحصين ثغرات الإسلام والمسلمين!
غالبُ المبتدعة أُتوا في ضلالهم -في الغالب- مِن جهلهم، أما الروافض فقد وضع أصل نحلتهم منافق زنديق للتآمر على الأمة والكيد لها.

فالخوارج مِن المبتدعة صنيعةُ فكرٍ جاهل، والروافض صنيعة فكرٍ متآمر، وضع أصولَه عد حاقد، وزنديق ماكر.

[ 📖 الغزو الباطني للأمة الإسلامية، بتصرف يسير]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي لِصِدِّيقٍ أن يكونَ لَعَّانًا.

📖 مُسلم.
يا غُلام : سَمِّ اللهَ ، وادعُ إلى دينِكَ ، وابدأ بِمن يَليكَ .

يا غلام : إنِّي أعلمُكَ كلماتٍ ؛ إنَّما حَركةُ الحياةِ انعكاسٌ لأسماءِ اللهِ فَتدبَّر أسماءَهُ تَفهم الحياة .

يا غلام : جئتَ إلى الحياة بإرادتهِ وتَركَ لكَ أن تعيشها بإرادتِكَ .

يا غلام : إنَّما أرسلَ اللهُ محمَّداً لِيُخرِجَ الدِّينَ من المَعبَد ، ولذلك حاربتهُ قُريشٌ ، ومُجرمٌ ولا علاقة له بدين محمد من يُريدُ إعادةَ الدينِ إلى المسجد .

يا غلام : هَدفُ المسجدِ هو المُؤمن ، وليس هدف المؤمن المسجد ؛ أليس جُعلت له الأرضُ مسجداً وطَهوراً ؟!

يا غلام : علامةُ صِحَّةِ دينكَ أن يكون تَديُّنُكَ للأمَّة لا لِذاتكَ ، فالتديُّنُ الفرديُّ كلُّ أحدٍ يُحسِنهُ ، وكلُّ الطواغيتِ تُوافقُ عليه .

يا غلام : إذا سمعتَ طاغيةً يُثني على الإسلام فاعلم أنه لا يقصدُ إسلامَ محمدٍ عليه الصلاة والسلام بل يعني دينَ (هُبَل) بطبعتهِ الجديدة !

يا غلام : إذا سمعتَ طاغيةَ يُثني على شيخٍ فاعلم أنهُ يُثني على سَدَنةِ هُبَل بلباسِهمُ الجديد !

يا غلام : اعلم أنَّ الفَرَجَ الذي يأتي مع الشِّدةِ هو الفرجُ الذي يَصنعهً الإنسانُ ، وأنَّ النصرَ الذي يأتي مع الصبر هو الصبرُ المُقترِنُ بالعمل !

واعلم أنَّ الصبرَ مع الوعي ! وأنَّ النصرَ مع الفهم .

يا غلام : إنَّما هو دينُكَ المقصودُ بالحرب .. فاعلم أنهم لن يَدَعُوه سالماً ولن يسمحوا له بالخروج من الطُّقوس .

رُفِعَت الأقلامُ وجَفَّت الصُّحُفُ ...

نَصٌّ صحيحٌ فَهِمَهُ كلُّ الأئمَّةِ ، وعليهِ كلُّ أمَّةِ عَصرِ الرِّسالةِ . وهو صريح دين الإسلام صُغته على طريقة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الأستاذ إبراهيم العسعس
ُدارسة.

روى القفطيُّ في الإنباه، أنَّ أبا الأسود لما عزم على وضع النحو عرضَ الأمر على ابنِ عباس.

[ قيل: وأتى أبو الأسود عبدَ الله بن عباس، فقال: إنى أرى ألسنة العرب قد فسدت، فأردتُ أن أضع لهم شيئًا لهم يقوِّمون به ألسنتَهم.

قال ابن عباس: أما إنه حق.. استعن بسورةِ يوسف]

لم خصَّ سورةَ يوسف، وما وجه استفادة النحو منها؟
جاء في ترجمة أحمد بن أبي الأسود النحوي أنه كان قد عتب على ابن الزندي بعد مودةٍ وتواصل.

فركب إليه ابن الزندي وسأله الرجعة إلى ما كان عليه - من المودة والتواصل- فلم يجبه إلى ذلك.

وكاتبه ابن الزندي مرارًا.. وأرسل إليه مرة رسولا، وجاءه الرسول ببطاقة، وعنده جماعة مِن طلابه، فلما قرأها.. مدَّ يده إلى القلم فأخذه، وكتب إليه:

[ أما بعد، فإنَّ طول المناجاة يورث الملال، وقلّة غشيان الناس أفضل، وللقلوبِ نبوة، فإنْ أُكرِهَتْ= لم يكن لما يتولد منها لذة، ولا بد مِن استجمامها إلى غايتها.

أسأل الله أن يجعلها منا عزمة، ومنك سلوة، والملتقى إن شاء الله في داره وجواره، حيث لا تَحاسُب ولا تَصاحُب، والسلام ]
مقتطفات من كتاب " توالي التأسيس لمعالي محمد بن إدريس " في مناقب الإمام الشافعي للحافظ ابن حجر:

♤ ذكر الحافظ ابن حجر 79 شيخًا من شيوخ الإمام الشافعي.

♤ وكانت معظم أحاديث الأحكام حاصلة عنده، لا يشذ عنه منها إلا النادر، ويكفي في الدلالة على ذلك قول الإمام أبي بكر بن خزيمة وقد سُئل: هل تعرف للنبي -صلى الله عليه وسلم- سنة صحيحة لم يودعها الشافعي في كتابه؟ قال: لا.

♤ قال الحميدي: سمعت مسلم بن خالد الزنجي -شيخ الشافعي- يقول للشافعي: " أفتِ يا أبا عبد الله، فقد آن لك والله أن تفتي" وهو ابن خمس عشرة سنة!

♤ كان ابن عيينة إذا جاءه شيءٌ من التفسير والفتيا التفت إلى الشافعي وقال: سلوا هذا.

♤ جاء في وصف الشافعي: لم تُعرف له صبوة!!

___

كان محمد بن الحسن الشيباني -من كبار أصحاب الرأي- يقول: إن تكلم أصحاب الحديث يوما فبلسان الشافعي!

♤ قال يحيى بن سعيد القطان -من كبار المحدثين- : إني لأدعو الله للشافعي في كل صلاة لما فتح الله عليه في العلم ووفقه للسداد فيه.

♤ قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي: لما نظرت الرسالة للشافعي أذهلتني؛ لأنني رأيت كلام رجل عاقل فصيح ناصح، فإني لأكثر الدعاء له. وقال: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها!
__

أخرج الآبري من طريق الزعفراني قال:

كنا نحضر مجلس بشر المريسي فكنا لا نقدر على مناظرته، فقدِم الشافعي فأعطانا كتاب "الشاهد واليمين" فدرسته في ليلتين ثم تقدمت إلى حلقة بشر فناظرته فيه فقطعته، فقال:

ليس هذا من كيسك، هذا من كلام رجل رأيته بمكة معه نصف عقل أهل الدنيا!

__

قال الإمام أحمد: قدِمَ الشافعي فوضعنا على المحجة البيضاء، وقال: كانت أقضيتنا في أيدي أصحاب أبي حنيفة ما تُنزع حتى رأينا الشافعي فكان أفقه الناس في كتاب الله وسنة رسوله!

♤ وقال هلال بن العلاء: رحم الله الشافعي هو الذي فتح لأصحاب الحديث الأقفال!

♤ قال الإمام أحمد: هذا الذي ترون -يقصد العلم- كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعي!

♤ وقال أيضا: كان الفقه قفلا على أهله حتى فتحه الله بالشافعي!

♤ وقال أيضا: ما أحد مس محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة.

♤ وقال أيضا: ما من أحد وضع الكتب منذ ظهرت أتبع للسنة من الشافعي.

♤ وقال علي بن المديني: لا أترك للشافعي حرفا واحدا إلا كتبته فإن فيه معرفة!

♤ وقال أبو الوليد بن أبي الجارود: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكبر من مشاهدته إلا الشافعي فإن لسانه أكبر من كتبه.

♤ كان الحميدي يقول: حدثنا سيد الفقهاء: الشافعي.

♤ قال يونس بن عبد الأعلى: كان الشافعي إذا ذكر التفسير كأنه شهد التنزيل!

___

ق
ال أبو ثور -وكان من اهل الرأي- :

لما ورد الشافعي العراق جاءني الحسين بن علي الكرابيسي وكان يختلف معي إلى أهل الرأي، فقال لي: ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه -يزعم الفقه- فقم بنا نسخر منه.

وكان أهل الرأي يسخرون من أهل الحديث لقلة بضاعتهم في الفقه والأحكام.

فذهبنا إليه فسأله الحسين عن مسألة فلم يزل يقول قال الله قال رسول الله حتى أظلم علينا البيت فتركنا ما كنا فيه واتبعناه.

__

قال هارون بن سعيد الأيلي: ما رايت مثل الشافعي، قدم علينا مصر فجئناه وهو يصلي فما رأينا أحسن صلاة منه، ولا أحسن وجهها، فلما تكلم ما رأينا أحسن كلاما منه، فافتتنا به!

♤ عن ابن عبد الحكم قال: كان أصحاب الحديث ونقاده يجيئون إليه فيعرضون عليه، فربما أعل نقدهم وأوقفهم على غوامض من نقل الحديث لم يقفوا عليها، فيقومون وهم يتعجبون.
ويجيئه أصحاب الأدب فيقرأون عليه الشعر فيفسره، ولقد كان يحفظ عشرة آلاف بيت من شعر هذيل بإعرابها وغريبها ومعانيها، وكان من أضبط الناس للتاريخ!

♤ قال الجاحظ: نظرت في كتب هؤلاء النبغة الذين نبغوا فلم أر أحسن تأليفا من المطلبي كأن كلامه ينظم درا إلى درّ !

♤ أخرج الحاكم من طريق بحر بن نصر:

كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا: اذهبوا إلى هذا المطلبي نقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن فيتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته، فإذا رأى ذلك أمسك.
"إنما يرجو العلم من انبعثت جمرةٌ في قلبه تذكّره ضياعَ أيامه وتنسيه جميع أولاده وأمواله"

الحسن اليوسي (١١٠٢هـ)
[ أما بعد يا معشر قريش.. فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءكم بجيشٍ كالليل، يسير كالسيل، فوالله لو جاءكم وحده لنصره الله وأنجز له وعده.. فانظروا لأنفسكم، والسلام ]

هذه الرسالة التي تقطر إسلامًا وإيمانًا.. هي نَصُّ الرسالة التي أرسلها حاطبُ بن أبي بلتعة إلى كفارِ قريش!

ورُمي على إثرها بالخيانة والنفاق، وكادت عنقه تذهب بها!

يظهر جليًا فيها أنه لم يكتبها سخطة ولا ردة ولا ولاءً.. وإنما كتبها لتكون له يدٌ عندهم.

ومع ذلك.. يُرمى بالنفاق، وتكاد عنقه تُضرب.. ولا يشفع له إلا أنه شهدَ بدرًا!

فمِن الظلم والجهل.. أن يُقاس خونة زماننا عليه رضي الله عنه وأرضاه، فإنهم ما خانوا وحسب، ولكنهم والوا وانتموا ورضوا وأقروا!
#إفادات:

اعلم أنَّ الفقه في القديم، كان متناوِلًا لِ:

لعلمِ الحقيقة، وهي الإلهيات..
وعلمِ الطريقة، وهي مباحث المهلكات والمنجيات..
وعلمٍ الشريعة الظاهرة..

ومِن ثَم عرَّفه أبو حنيفة: بمعرفة النفس ما لها وما عليها، وسمّى كتابه في العقائد بالفقه الأكبر، قال تعالى: ( ليتفقهوا في الدين)

ثُم لما تصدّى قوم بالبحث عن العقائد، وسمّوا العلم الكافل لذلك بالكلام= اختص الفقه بالمطالب العملية الشاملة للتصوف أيضًا، وهو علم الأخلاق.

ومِن ثَم قال بعض المحققين في شرح المنهاج: إن تحريم الرياء والحسد مِن الفقه!

وصار هذا عرفا، واستمر عليه زمان مديد، ثم حدث في زمان لاحق اختصاص الفقه بالأحكام الظاهرة، ومِن ثَم ترى كتب الفقه للمتأخرين خالية مِن علم الطريق.

[ محب الله بن عبد الشكور البهاري الحنفي، 1119 ه]
مِن الأمثلةِ الواقعية، التي يضربها الفقهاء في باب الشهوات والمعاصي= تشبيهُ الشهوةِ بالشجرة!

وذلك أنَّ الشجرةَ يسهل اقتلاعُها في أول غرسِها، أما إذا تطاولت عليها الأيام، وامتدت بها السنوات فإنها تزداد رسوخًا وتجذرًا وتعمقًا!

وكذلك الشهوات تمامًا.. فإياك أن ترخي لنفسك الحبل، وتدعَها ترتع في الشهوات والمعاصي، وتحسب أن الأمر بيدك .. تمنعها متى شئت، وتفطمها إذا أردت!

كلا.. فإن هذا مِن تسويل الشيطان، أما من حيث الحقيقة.. فإنك تزيدها تجذرًا وتعمقًا ..

وكل ساعة تعطيها لنفسك في الشهوات= أنت فعليا تُعطيها فرصتَها في التكمن.. وتُصعِّب على نفسك مهمةَ الكفِّ والإقلاع!

ومهما ظننتَ أن الأمر صعبٌ الآن.. فتيقن أنه في المستقبل أصعب وأصعب.. ومما تقرر علميًا= أنَّ الدفعَ أسهلُ مِن الرفع!

فادفعها عن نفسك الآن، وإلا عانيتَ مرارةَ الرفع في المستقبل، وليتك تفلح!

إياك أن تحسب.. أنك غدًا تتزوج.. او يكبر سنك.. أو تضعف شهوتك.. أو ... ، كلا .. فإن الشهوة شجرةٌ تزداد رسوخا مع الأيام.. وكل تلك الأماني تسويلات وأحلام.

وقد نستطيع أن نقول هذا في جانبِ الطاعاتِ والأفعال.. فإياك أن ترخي لنفسك حبل الكسل، وتحسب أن الأمر بيدك مستقبلا.. تقوى على القيام، والصيام، والقرآن، والصدقات ..

فإن كنت تجد اليوم صعوبة.. فغدا كذلك.. فلا بد من عزمةِ أسد، ومجاهدةٍ صادقة.. والله المستعان.

والنفسُ كالطفلِ إن تهمله.. شبَّ على
حبِّ الرَّضاعِ، وإن تفطمه ينفطمِ
هذا الكتاب، حقُّه أن تُعقد له الدورات، ويشرحَ في المساجد والحلقات، شرحُه أولى مِن حفظه، وغرسُه في القلوب أولى مِن إنجازِ ختمِه.

جمع فيه الشيخُ أُسس التربية، وأبرز المفاهيم التي ينبغي أن يتربى عليها الجيل الصاعد، لا سيما في زمان فقدان الهوية الإسلامية.

وكل باب في هذا الكتاب، عنوانه فقط حقه أن يُقرر في محاضرة مفردة!

ولئن طالت بالناس حياة، ليكونن لهذا الكتاب في صدور أصحابه أعظم الأثر، لا سيما وهو الوحي المصفى!

وإني أخشى أن يُهمله الناس والأشياخ لمعاصرة صاحبه، فالمعاصرة كما تعلمون حجاب عن الفضائل، والله المستعان!
2024/10/21 01:13:20
Back to Top
HTML Embed Code: