tgoop.com/ahmadcoffee/103357
Last Update:
-
أحقًّا ما زلنا على قيد الحياة؟
أحقًّا ما زلنا نتنفس؟
سنة مرّت بثقلها وألمها وتعبها، سنة مرّت عفوًا يا سادة لم تمر بل داست علينا، مزقتنا خنقتنا دمرتنا وبالنهاية قتلتنا، اليوم مرّت سنة على استشهاد رفيق الدرب، لا أصدق أنني أنظر إلى ذكرياتنا وهو راحل، كان يلقب نفسه بعاشق الشهادة وبإذن الله فإنه قد نالها، كبر آدم وأصبح يتساءل عن والده وأين هو، بكل حين ينظر لي نظرة معجونة ببريق غريب" اليهود جرحوا بابا من عينه" كيف لطفل لم يتعدى الثلاث سنوات ونصف يتكلم مثل هذا الكلام؟! آدم يخبرني بحكايا كثيرة عن والده "بابا بعطيني مصروف، أنا بحب بابا، بابا بالجنة فوق بحبني بابا، وبجيبلي أشياء كتير" يتكلم وكأن والده ما زال معنا، آدم يحب ذكريات والده صوره ومقتنياته وحتى عطره، ياه عطره تلك قصة ثانية، فآدم لا يخرج إلا بعدما يضع من عطر والده، آدم حمل صفة العناد من والده، يشبه هيئته كثيرا، ورحاب التي لم ترَ والدها، أصبحت تراه على خلفية الهاتف فتضحك وتصفق بيديها وكأن صورته مصدر الفرح بالنسبة لديها، إلى الآن لا أتخيل أننا سنحيا بدونه؟ أننا سنعيش باقي عمرنا وهو بعيد عنا ولن نراه بعد الآن؟ تبا للفراق ما أقساه وما أشقاه، حتى أن تبًا كلمة أحببتها بسببه هو من كان يقولها عندما يغضب، تبا للذكريات المتدفقة الآن بهذه الليلة الباردة، تتدفق فيزيد احتراق قلبي، لم يبقَ شيء نبكيه، جف البكاء فالراحل لم يكن حبيبا ولا رفيقا ولا صاحبا ولا أخا ولا أبا ولم يكن سندا ولم يكن أمانا بل كان حياة نتنفسها، أحمد نم في سلام فوصيتك أبناؤك وهم بعينيّ، أتحمل كل شقاء الدنيا لأجلهما، والكل يقول " لم نرَ زوجة شهيد تسعى مثلك لتوفير احتياجات أطفالها وإسعادهم" هم لا يعلمون أن هؤلاء وصيتك وحق الوصية التنفيذ.
21/10/2024
BY كتاب وقهوة 📚☕️
Share with your friend now:
tgoop.com/ahmadcoffee/103357