tgoop.com/ahrofy/2841
Last Update:
ولأنّكِ عالمة غير معلّمة كنتِ ترَين المشاية وأنتِ تسيرين، لا أعلم إن كنتِ قد وضعتِ شيئاً في هذا الطريق غير قدميكِ وأطراف عباءتك... ماذا صنعتِ؟
هل قرأتِ آياتٍ من الذكر الحكيم لتُخلق آية المشاية، أم سبّحتِ بمسبحة أمك الزهراء لنواظب على المشي كما نواظب على تسبيحاتها كأننا حبات طين عُجنت بفاضل طينتكم.
كنتِ تنظرين تارة الى أهل بيتك الذين لم يُبقوا لهم باقية، وتارة الى اكتظاظ المشاية الذين أخذ الله ميثاقهم.
كنتِ تنظرين ماذا فعل العطش والجوع بأطفال سيد الشهداء ثم تبصرين مواكب الخدمة، يبذلون ما أتوا به متشابهاً لكنه بطعم آخر، كأنه من الجنة.
سوف تستذكرين وحدة أبي عبد الله وقد اجتمع عليه ثلاثون ألفاً، وتنظرين كيف تجتمع المواكب وتتزاحم لتخدم ثلاثون مليون زائر له.
كنتِ تسمعين زمجرة أعوان يزيد وهم يرافقون مسيركم ثم تتناهى الى مسامعكِ: (هلا بزوار أبو علي).
طافوا بكِ وبرأس سيد الشهداء البلدان فتحشّد شيعتكم من كل بقاع العالم وعلى بعد المسافة ليتيمموا بهذا الطريق وترتفع أعلام بلدانهم فتمتلئ عينكِ بها بعدما امتلأت بمنظر الرؤوس المُشالات على الأسِنّة.
صبركِ الذي وُصف بالجبال صنع في أقدام الزائرين رسوخاً، غير مبالين ببردٍ أو حر أو حاكم جائر أو إرهاب.
الجميل الذي رأيتيه عندما سُئلتِ عن صنع الله بكِ نُثر في هذا الطريق، وصار أجمل لوحة.
ماذا صنعتِ يا زينب؟!
_ زهراء حسام
BY نِثارُ أَحرُف
Share with your friend now:
tgoop.com/ahrofy/2841