tgoop.com/alakeedah/128
Last Update:
18_ (الأصل الثامن عشر):
إنَّ مُناصرةَ الكفَّار ومعاونتَهُم في حربِهم على المسلمين كُفرٌ أكبرُ، صاحبُه مُخلَّد في النار إنْ ماتَ عليه ،ودليلُه:
قالَ تعالىٰ : { تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) }
المائدة[ 81 ]
وقَالَ تعالىٰ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) }
المائدة[ 51 ]
قال الطبري: فإنَّ مَنْ توَلَّاهُم ونَصَرهم على المُؤمنينَ فهوَ منْ أهلِ دينِهِم وملَّتهِم، فإنَّه لا يتَوَلَّى مُتَوَلٍّ أحداً إلَّا وهُوَ بهِ وبدِينِه وماهُوَ عليه راضٍ ، وإذا رضِيَهُ ورضِيَ دينَه فقد عادَى ماخالفَهُ وسَخِطَهُ، وصارَ حُكمُهُ حُكمَهُ .
قالَ ابنُ حزم : وصحَّ أنَّ قوْلَ اللّٰه تعالَىٰ: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } إنَّما هو على ظاهرِه بأنَّه كافرٌ مِنْ جُملةِ الكفَّار فقط، وذا حقٌّ لايختلف فيه اثنان من المسلمين .
وقالَ تعالىٰ : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) }
النساء[ 98 ]
قالَ ابنُ عبَّاس : أنَّ ناساً مِن المسلمين كانوا مع المشركين يُكَثِّرون سوَادَ المُشركين على عهدِ رسولِ اللّٰه صلَّى اللّٰه عليْه وسلَّم، يأتي السهمُ فيُرمى به، فيُصيبُ أحدَهم فيقتله، أو يُضربُ فيُقتل، فأنزل الله : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ..} رواه البخاري
وقال ابن عباس : كانَ قومٌ من أهلِ مكَّة أسلَمُوا، وكانوا يَسْتَخْفون بالإسلام ، فأخرجهُم المشركين
يوم بدر معهم.
قال ابن تيمية: فمَن قفزَ عنهم _ أي عن المسلمين _ إلى التتار كانَ أحقَّ بالقتالِ مِنْ كثيرٍ منَ التتار، فإنَّ التتار فيهم المُكره وغيرُ المكره، وقد استقرَّت السنَّة بأنَّ عقوبة المرتدِّ أعظم من عقوبة الكافر الأصلي من وجوهٍ متعددة .
BY صوتيات العقيدة
Share with your friend now:
tgoop.com/alakeedah/128