tgoop.com/albasairaslfia/5719
Last Update:
حيث صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في موعظته الوداعية زاجرًا أمَّته ومُحذَّرًا لهم: (( وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )).
الثاني: أنَّها مَردودة على صاحبها وفاعلها ومثحدِثها لا يقبلها الله مِنه.
حيث صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )).
ويَعني النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (( أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا )) أي: أحدَث في دِينِنا، وبقوله (( فَهُوَ رَدٌّ )) أي: مَردود على فاعله غير مقبول مِنه.
وصحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ )).
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا ))، أي: مَن تعبَّد لله بعبادة لم تَرِد في نصوص شريعته فهي مَردودة عليه، وغير مقبولة مِنه.
الثالث: أنَّها شَرٌّ ومُحدَثةٌ وضلالةُ وفاعلها مُتوعَّد بالنَّار والعذاب فيها.
حيث صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خطَب في الناس: (( إِنَّ أَصَدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ )).
وصحَّ مِثله أيضًا: عن عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ.
ولا رَيب عند الجميع: أنَّ ما وُصِف في الشرع بأنَّه شَرٌّ، وبدعة، وضلالة، وفي النَّار، ومَردود على صاحبه، يدخل في المُحرَّمات الشديدة، والمنكرات الغليظة، والآثام الشنيعة.
ومِن عجيب أمر بعض النَّاس وغرابته الشديدة، أنَّه يقول عن الاحتفال بالمولد النَّبوي أو غيره مِن الموالد:
«إنَّه بدعة حسَنة».
مع أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حَكم بأنَّ كل بدعة أُحْدِثَت في الدِّين بعدَه تكون: «ضلالة».
فصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقول في خطبه: (( وَشَرّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )).
وصحَّ عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل ــ رضي الله عنهم ــ أنَّهم قالوا: (( كُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )).
ولفظة: «كل» مِن صِيغ العُموم عند أهل اللغة والأصول والفقه وغيرهم.
فتدُل على أنَّ جميع البدع: «ضلالات».
والضَّلالات لا حَسَن فيها أبدًا.
وقد صحَّ عن ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: (( كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنَةً )).
وصحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا )).
وقال العلامة الشريف صديق حسن القِنَّوجي الهندي ــ رحمه الله ــ في كتابه “دليل الطالب على أرجح المطالب” (ص:646-647):
«يَعلم كلُّ عارف: أنَّ أهل العلم بالسُّنة وأصحاب المعرفة بالحديث مُتفقون على أنَّ البدعة ــ سواء كانت صغيرة أو كبيرة ومِن أين كانت ــ ضلالة، وكل ضلالة في النَّار، كما دلَّت الأدلة الصَّحيحة مِن السُّنة المُطهَّرة على ذلك.
وبِه قال أهل الحق، ولا اعتداد بقول مَن قال بخلاف ذلك، مِن أُسَراء رِبْقة التقليد، فإنَّهم ليسوا مِن أهل العلم بإجماعٍ مِن أهله، كما صرَّح بذلك ابن عبد البَرِّ، وصاحب “الإيقاظ”، وغيره».اهـ
ولا ريب أنَّ المؤمن المُتَّبِع الرشيد العاقل اللبيب:
سيأخذ بحُكم رسول ربِّ العالمين صلى الله عليه وسلم، وحُكم أصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، في شأن البدع جميعها وأنَّها ضلالات ومحرَّمة، سواء كانت مولدًا أو غيره، ولن يَعدِل عن قولهم وحُكمهم فيُفارِقه إلى قول وحُكم غيرهم كائنًا مِن كان.
الإشارة الخامسة:
قُل للمُحتفل بالمولد النَّبوي وغيره مِن الموالد ــ سدَّده الله وأرشده ــ:
إنَّ بعضَكم ــ أصلحه الله وسدَّده ــ لا يُغالط إلا نفسه، ولا يَضُر إلا بدِينه وآخِرته، حين تَسمعه يقول مسوِّغًا لنفسه ولغيره الاحتفال بالمولد النَّبوي:
«إنَّ معنا على الاحتفال بالمولد النَّبوي أكثر المسلمين اليوم».
فيُقال له ــ هداه الله وأرشده ــ:
إنَّ مِثل هذا الكلام والتَّبرير لا ينفع عند الله يوم القيامة، حين الجزاء والحساب، لأنَّك تعلم يقينًا أنَّ الله ــ عزَّ وجلَّ ــ ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يجعلا الكثرة ميزانًا لِمعرفة الحق، ولا دليلًا لِصِحَّة قول أو فِعل أو ترْك.
بل الميزان هو: قال الله تعالى، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وفعَل وترَك، وقال الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ وفعلوا وتركوا.
بل إنَّ ربَّك وربَّ العالمين جميعًا سبحانه قد كشف للجميع في كتابه العزيز حال الأكثرية مِن الناس، فقال ــ جلَّ وعزَّ ــ: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله }.
BY عيون البصائر
Share with your friend now:
tgoop.com/albasairaslfia/5719