tgoop.com/albasairaslfia/5720
Last Update:
وبيَّن رسوله صلى الله عليه وسلم إليك وإلى الناس أنَّ أمَّته سَتفترِق في دِينِها إلى فِرَق كثيرة، وأنَّ جميع هذه الفِرَق على ضَلال وانحراف، وفي النَّار، إلا واحدة، حيث صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ )).
ويُقال له أيضًا:
إنَّ مع مَن لا يحتفلون بالمولد النَّبوي وغيره مِن الموالد الرُّكن الأقوى، والجانب الأعلى، والدليل الأكبر.
معهم: الله ــ جلَّ وعلا ــ إذ لم يأمرهم بِها، ولا رغَّبهم فيها، ولا دعاهم إليها.
ومعهم: الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة ــ رضي الله عنهم ــ، وجميع أهل القرون الثلاثة الأولى، وأئمة المذاهب الأربعة وتلامذتهم، ومَن في أزمنتهم مِن أئمة الإسلام والسُّنة مِن فقهاء ومحدِّثين، في مُختلِف البلدان، حيث لم يحتفلوا، ولا دعوا الناس للاحتفال.
فهنيئًا لِمَن كان هؤلاء جميعًا في جانبه، ومعه فيما هو عليه، ولا ريب أنَّه المُحِق والمُصيب وعلى الصِّراط السَّوي يسير.
1 ــ وقد قال الفقيه التِّزْمَنْتي الشافعي ــ رحمه الله ــ عن الاحتفال بالمولد النَّبوي كما في “السِّيرة الشامية” (1/ 442):
«هذا الفِعل لم يقع في الصَّدر الأوَّل مِن السَّلف الصالح مع تعظيمهم وحُبِّهم له صلى الله عليه وسلم إعظامًا ومحبَّة لا يَبلغ جميعنا الواحد مِنهم».اهـ
2 ــ وقال الفقيه الفاكهاني المالكي ــ رحمه الله ــ عن الاحتفال بالمولد النَّبوي في رسالته “المورد في عمل المولد” (ص:20):
«لا أعلم لهذا المولد أصلًا في كتاب ولا سُّنَّة، ولا يُنقل عمله عن أحد مِن علماء الأمَّة الذين هُم القُدوة في الدِّين، المُتمسِّكون بآثار المُتقدِّمين».اهـ
3 ــ وقال فقيه بلاد اليمن القاضي الشوكاني ــ رحمه الله ــ في “فتاويه” (2/ 1095):
«والحاصل: أنَّ المُجوِّزين وهُم شٌذوذ بالنِّسبة للمانعين».اهـ
الإشارة السادسة:
قُل للمُحتفل بالمولد النَّبوي وغيره مِن الموالد ــ سدَّده الله وأرشده ــ:
ــــ ماذا لو أدرَك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حال كثير جدًّا مِن المُحتفِلين بمولده اليوم وأبصرَهم، وهُم:
يُشركون بِه صلى الله عليه وسلم مع الله تعالى، فيَصرفون له عبادة الدعاء، فهذا يدعوه قائلًا: «مَدد يا رسول الله»، وهذا يدعوه فيقول: «فرِّج عنِّا يا سيِّدي رسول الله»، وهذا يدعوه فيقول: «أغثنا يا رسول الله»، وهذه تدعوه فتقول: «أدرِكنا يا حَبيب الله، الفرَج يا سيِّد الخلق»، وأُخْرى تدعوه فتقول: «أدخلنا في شفاعتك يا نبيَّ الله».
والله ــ جلَّ وعلا ــ قد نهاه صلى الله عليه وسلم، ونَهى الناس جميعًا عن دعاء أيِّ مخلوق معه سبحانه، حتى ولو كان ملَكًا مقرَّبًا أو نبيًّا مرسَلَا أو وليًّا صالحًا، فقال سبحانه: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لله فَلَا تَدْعُوا مَعَ الله أَحَدًا }.
وصحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال مُخوِّفًا ومُحذِّرًا مِن دعاء غير الله: (( مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ الله نِدًّا دَخَلَ النَّارَ )).
ــــ ماذا لو أدرَك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حال كثير جدًّا مِن المُحتفِلين بمولده اليوم وأبصرَهم، وهُم:
يَرقصون ويَتمايلون ويُغنُّون ويَضْرِبون بالدُّفوف أو الطبول أو غيرها مِن آلات الموسيقى في أماكن الاحتفالات، وفي بيوت الله المساجد.
وما بنُيت المساجد لِمثل هذا، ولا يجوز عند أحد مِن أئمة الإسلام والسُّنة جميعًا أنْ يُفعل فيها مِثل ذلك.
وآلات المعازف أيضًا محرَّمة بنصِّ سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّحيحة المُتعدِّدة، وإجماع العلماء واتفاقهم، وقد نقله جمع كثير مِن الفقهاء والمُحدِّثين مِن مُختلِف المذاهب الفقهية والبلدان والعصور.
ــــ ماذا لو أدرَك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حال كثير جدًّا مِن المُحتفِلين بمولده اليوم وأبصرَهم، وهُم:
يُلقون الأحاديث الباطلة المكذوبة والضعيفة شديدًا وما لا يَصِحُّ في سِيرته أو مدحه أو صفاته أو فضائله.
وقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )).
ــــ ماذا لو أدرَك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حال كثير جدًّا مِن المُحتفِلين بمولده اليوم وأبصرَهم، وهُم:
يختلطون بالنساء في هذه الاحتفالات، وتَراه مِنهم في الطُّرقات أو الزَّوايا أو الخلْوات، أو الخيام الكبيرة، أو غيرها مِن الأماكن، وهذه مُتبرِّجة سافرة مُتزيِّنة مُتطيِّبة، وهذه بجوار الرَّجل الأجنبي عنها تُحادِثه وتُضاحِكه، وهذه جسدها بجسد هذا مُلتصِق، وهذه ترقص وتتمايل أمام الرِّجال، وهذه تُغنِّي وتُنشِد لهم بجميل صوتها، بل أصبحنا نَرى هذا الاختلاط مِنهنَّ اليوم في المساجد.
الإشارة السابعة:
قُل للمُحتفلين بالمولد النَّبوي وغيره مِن الموالد ــ سدَّدهم الله وأرشدهم ــ:
BY عيون البصائر
Share with your friend now:
tgoop.com/albasairaslfia/5720