tgoop.com/albasairaslfia/5721
Last Update:
إنْ كانت نفوسهم فيها رغبَة ونشاط وتحمُّس لِفعل الطاعات، والمنافسة والمسابقة إلى الحسنات المُنجيات، والاجتهاد في العبادات، والإكثار والزيادة في القُربات:
فلتَدَع عنها الاحتفال بيوم المولد النَّبوي وغيره مِن الموالد، لاسِيَّما بعدما عرَفت بدايته، ومَن أحدَثه، وحُكمه، ولا تُخاطر بأنفسها في الاحتفال، والدعوة إليه، والمعاونة عليه بقول أو فِعل أو مال أو طعام، ناهيك عن الحُكم بإباحته أو مشروعيته.
ولِيقولوا لأنفسهم:
يا نفس: كم مِن العبادات والطاعات التي جاءت في القرآن الكريم، وصحَّت في السُّنة النَّبوية، وأنت لا تفعلينها، ولا تجتهدين في تحصيلها؟
يا نفس: هَلُمّ إلى فعلها والإكثار مِنها، والتزوُّد قبل الوفاة، وقبل العرْض والحساب والجزاء.
يا نفس: إنَّ مِن العيب الشديد أنْ تُقصِّري أو تتساهلي أو تَضعُفي أو تتكاسلي في عبادات كثيرة مِن أقوالٍ وأفعال قد ثبتت فيها النُّصوص الشرعية، وتنوَّعت وتعدَّدت، وجاء الوعيد على تركها، وعِظَم الأجر في فعلها، وأنت لا تقومين بِها، ولا تتحمَّسين لَها.
ولِيَعْلَم كل أحد:
أنَّ مَن كان يُحب الله تعالى، فقد أرشده الله سبحانه لِطريق وشاهد محبَّته، وامتحنه بِه، فقال ــ عزَّ وجلَّ ــ: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }.
وقد اتَّبَعناه صلى الله عليه وسلم لِتحصل لَنا محبَّة ربِّنا فلم نحتفل بالمولد النبوي وغيره مِن الموالد، لأنَّه صلى الله عليه وسلم لم يَحتفل بِها، ونرجو أنْ نَنال بذلك محبَّة الله لَنا ومغفرته، وأنْ نكون مِمَّن يُحبُّه سبحانه.
وقد قال تلميذ الصحابة الحسن البصري ــ رحمه الله ــ في قوله تعالى: (( { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }، قَالَ: «وَكَانَ عَلَامَةُ حُبِّهِ إِيَّاهُمُ اتِّبَاعَ سُّنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» )).
وكتبه:
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.
https://www.tgoop.com/albasairaslfia
BY عيون البصائر
Share with your friend now:
tgoop.com/albasairaslfia/5721