tgoop.com/albaydha/173
Last Update:
( ٥ من ٦ )
ثالثًا: وجود المصلحة في الاستشهاد وغلبتها على المفسدة.
لا شك أن أقوال الفريقين في غاية الانحراف، وهي إلحاد وكفر بيّن، ولكن المبادئ التي يقوم عليها كفرهم ليست متماثلة، فالملحد المادي المعاصر يبني إلحاده على منطلقات -يراها- «علمية» ومعطيات مادية محسوسة قابلة -في كثير من الأحيان-للاختبار والمناقشة، فهو -في الجملة- مُطّرد المنهج يُقدّر الدليل والحجة وإن كان انحرف في إسقاطه وتوظيفه وزاغ زيغًا بعيدًا.
ولذلك يقوم كثير من نقده للملاحدة الروحانيين على بيان مخالفة ما يدّعيه رواد الروحانية من الخرافات للقواعد العلمية الصحيحة، وزيف المصطلحات والمبادئ التي يسترقونها لترويج خرافاتهم، فيكشف الماديون حقيقة «التطفل العلمي» لدى أولئك، وتلبيسهم على الناس بـ «العلم الزائف».
وهذه نقطة التقاء مهمة نحتاج إليها في نقد الطرح الروحاني، تكاد تكون ثغرة خالية إلا من إسهامات هؤلاء الملاحدة للأسف.
وفي المقابل، نجد أن النقد الروحاني للإلحاد المعاصر لا يستند إلى أي منطلقات مشتركة، فمنهجهم تلفيقي مضطرب، لا يقوم على علمٍ صحيح ولا على إيمان مستقيم، فمبادؤهم العلمية مزيفة باطلة، وقواعدهم الإيمانية باطنية حدسية منحرفة. فلا توجد نقطة التقاء سليمة يمكن الاستفادة منها في نقد الإلحاد، بل المفسدة في الاستشهاد بأقوالهم -من وجهة نظري- تفوق أي مصلحة مرجوة.
BY | قناة البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/albaydha/173