Telegram Web
مفتاح النجاة هو اللجوء إلى الله، ففي ظلال رحمته تهدأ الأرواح، ومن فيض عطائه تُروى القلوب، ومهما اشتدت عواصف الحياة، يبقى الأمان الحقيقي في السجود بين يديه؛ سبحانهُ جل جلاله.

-سوزان الضحيك
في عالم يختنق بالبغضاء، وحده الحب يمتلك القدرة على إخماد نار الكراهية، هو النور الذي يكشف زيف الظلام، والقوة التي تفتح مغاليق القلوب. هو القوة التي لا تُقهر، وهو السلاح الذي يجتاز به الإنسان ظلمات الشر ليعيد للنفس طمأنينتها وسلامها.

-سوزان الضحيك
يأتي على المرء حينٌ يكتشف فيه أن العالم بأسره ليس أكثر من صدى صوته يتردد في فراغٍ بعيد. كل ما يبتغيه حينها أن يجد كفًّا تربّت على كتفه دون أن تُثقل، وقلبًا يُصغي إليه دون أن يُقاطع.

يأتي وقتٌ تُصبح فيه الأحلام الكبيرة عبئًا على الروح، فلا يطلب من الحياة إلا زواية صغيرة يجلس فيها بسلام، يتحدث بلا حذر، يصمت بلا تفسير، وينظر في عيني إنسانٍ واحدٍ فقط ليُدرك أنه مفهوم، حتى ولو لم يُعبّر.

في ذلك الوقت، لا يبحث المرء عن انتصاراتٍ عظيمة، ولا عن تصفيق الجموع، بل عن لحظة حقيقية تُشبه حضنًا واسعًا، يمسح ما علق بروحه من غبار الأيام، ويدعوه أن يبقى… بلا أقنعة، بلا خوف.

-سوزان الضحيك
ما أبهى الطمأنينة التي تحلُّ على القلب كنسيمٍ هادئ، لا تسأل عن شيءٍ مضى، ولا تخشى ما هو آتٍ، بل تكتفي بالحاضر كأنه الكون كله. إنها حالة الرضا التي تجعل النقص اكتمالًا، والخسارة مكسبًا، وتُلبس الأيام ثوبًا من جمالٍ لا يُرى بالعين، بل يُحسّ بالروح.

ما أعمق اليقين الذي يجعل المرء يُطيل النظر إلى حياته، لا بحثًا عن الكمال، بل امتنانًا لما هو عليه الآن، فيتبدّل الألم أُنسًا، وتتحوّل العواصف إلى لحظات سكونٍ يباركها القلب. يا رب، اجعلنا من أهل الرضا الذين يلتقطون النور من بين شقوق الظلام، ويجدون في كل حالٍ حكمة وسلامًا.

-سوزان الضحيك
استحالة أن يستمر الحب بلا غذاء، واستحالة أن تزهر العلاقات الإنسانية بلا عناية. كل علاقة على وجه الأرض، بين الزوج وزوجته، بين الصديق وصديقه، وحتى بين الأم وأبنائها، تحتاج العلاقة إلى لغة تسقيها كما يسقي المطر الأرض العطشى. الكلمة الطيبة ليست رفاهية؛ بل هي ضرورة تُعيد تشكيل القلوب وتُصلح ما كسره التعب، تُرمّم الشروخ الخفية، وتُعلّمنا كيف نرى الجمال في أنفسنا وفيمن نحب.

في زحمة الحياة، قد نجد عيوبًا في من نحب، وقد يُثقلنا ضيق الحال وضغوط الزمن، لكن الكلمة الطيبة تُغطي كل نقص، تُضفي جمالًا على كل عيب، وتجعلنا نغضّ الطرف عن ما لا نطيق.

{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ } بدأ الله تعالى بالكلمة الطيبة قبل العبادة. لأن الكلام الحسن يُنعش الأرواح، يُصلح العلاقات، ويغفر الزلات. بالكلمة الطيبة تُبنى البيوت وتُصان القلوب، وبها تُغفر الزلات التي قد تُهدّم أعظم العلاقات.

تخيّل حياة بلا كلمات مشجّعة، بلا عبارات تدفعك للأمام، بلا صوت يُذكّرك أنك مميز وأنك محبوب رغم كل شيء. فالكلمة تُداوي، تُرمّم، وتُضيء.
كم من جرح طواه الزمان، أتى كلام لطيف فشَفاه!
وكم من شرخ في العلاقة أصلحته كلمة واحدة صادقة جاءت في وقتها المناسب!

فالكلمة الجميلة ليست مجرد قول، بل هي فعل يُحيي، يُقوّي، ويُغيّر؛ إنها جسر بين القلوب.

-سوزان الضحيك
الزواج ليس عقدًا يُبرَم على الورق، بل ميثاقُ سكنٍ تُبرِمه الأرواح. هو أن تجد في الآخر امتدادًا لنفسك، وسلامًا تسكُن إليه بعد تعب الطريق. أن تكون له وطنًا، ويكون لك أمانًا، أن تتقاسما الحياة بكل ما فيها من فرحٍ وثقل، لا لأنكما مضطران، بل لأنكما اخترتما أن تكونا معًا.

هو أن تضع يدك في يده، لا لتتكىء فقط، بل لتنهضا معًا، أن يكون صوته ملاذك حين تصمت الأصوات، وحضوره دفئك حين تبرد الأيام. هو يقينٌ بأنك لست وحدك، وأنك دائمًا على مقربة من قلبٍ يعرفك ويختارك كل يوم من جديد.

-سوزان الضحيك
لا تدع إخفاقات الآخرين تنسج قيودك، فأنت كائن فريد يحمل في أعماقه شمسًا لم تشرق بعد. إنّ ما تعثّر فيه غيرك قد يكون طريقًا ممهداً لخطاك، وما أظلم قلوب الآخرين قد يُنير قلبك بشعلة من الأمل لا تخبو. عِش حياتك كما أنت، كلوحة لا تُكرّر، ودع طاقتك النفسية وإرادتك الصافية تكون الدليل، فالنتائج لك وحدك، امضِ بثقة بأنك قادر على رسم نهايات مختلفة، لأنك تحمل في أعماقك طاقة لا تشبه إلاك.

-سوزان الضحيك
لا تُهدر وقتك في معارك لا تُجدي، فبعض العواصف لا تستحق أن تُبحر فيها. اختر بحكمة أين تضع قوتك، ودع ما لا يستحق يمر بلا أثر.

-سوزان الضحيك
تتجلى قيمة العلاقة في المجهود الصادق، لا في الكلمات أو الوعود الفارغة. تظهر قيمتها في الأفعال التي تُترجم الحب إلى واقع، في الوقت الذي يُعطى بلا حساب، وفي الأمان الذي يبنى بالثقة والاحترام.

-سوزان الضحيك
في لحظات العجز التي تلي أوقات الجهد الشاق، تتكشف أمامك حقيقة واحدة؛ أن كل خطوة زائدة كنت تعتقد أنها بلا جدوى، هي التي تقربك من هدفك. لا تستسلم، فالله لا يضيع جهدًا، وكل سعي صادق يُختبر ليُكافأ.

-سوزان الضحيك
لا أستطيع تقبل أولئك الذين يعجزون عن قول كلمة لطيفة في الوقت المناسب. فالكلمة الطيبة ليست مجرد تعبير، بل هي وقود للروح، ونور يضيء في الظلمات. نحن لا نستحق سوى أن يُقدّر كل جميل نصنعه، وأن تُقال لنا كلمات تملأ قلوبنا بالأمل وتجعلنا أقوى في مواجهة الحياة.

-سوزان الضحيك
أنا لست من أولئك الذين يحبون الكلام الكثير، بل أجد راحتي في المسافات التي تمنحني توازنًا بين القرب والبعد. هناك أرواح قليلة الكلام، لكن كلماتها تحمل دفقًا من الحب، تعبر عن مشاعر عميقة وتلامس القلب. هذا الحب يعيد تشكيل كل شيء حولي، ليجعل اللحظات الصغيرة والمسافات البسيطة أكثر دفئًا، حيث تصبح الكلمات أكثر قربًا وأشد تأثيرًا، والمسافات هي ما يترك في الروح أعمق الأثر.

-سوزان الضحيك
في لحظات الضياع التي نعتقد فيها أن كل شيء قد ضاع، تأتي نعمة الهدوء لتعيدنا إلى أنفسنا. حين نبدأ في تقدير النعم التي نملكها، نكتشف أن الطريق لم يكن مغلقًا بل كان مليئًا بالفرص التي لم نرها. الاستسلام ليس نهاية، بل بداية لاكتشاف حمد الله في كل تفاصيل الحياة.

-سوزان الضحيك
في كل ما تقدمه للآخرين، ضع في اعتبارك كيف يمكن للطرف الآخر أن يراه ويفسره، لأن ليس كل خير يُفهم كما هو مقصود. أحيانًا تكون اللطافة قسوة، والحب يُترجم بشكلٍ مغاير. لا تقدّم شيئًا إلا وأنت واثق من أن الطرف الآخر سيقدر نواياك، لأن ما يبدو لك طبيعيًا قد يكون عبئًا عليه، وإعطاء المساحة لا يعني غياب الاهتمام.

-سوزان الضحيك
أحيانًا يكون البعد عن المشهد أصدق لك من الانغماس فيه، فالتواجد في الهوامش يحطمك أكثر من العزوف عن العودة إليها. لا تطارد ماضٍ قد تجمد في نفوس من أحببتهم. تعلّم أن تتنحى حينما يقتضي الأمر، فبعض الودّ لا يعود كما كان، وبعض الوجع لا يلتئم بالعودة إليه، بل بتركه خلفك والانتصار على نفسك أولاً.

-سوزان الضحيك
إنَّ نعمة التجاوز هي أسمى ما قد يحققه الإنسان في لحظات ضعفٍ وهزيمة. أن تتجاوز الأحزان والمشاعر التي كانت تدمرك يوماً، وتبني من جديد على أنقاض الماضي، أن تترك كل ما كان يعذبك وراءك، أن تتجاوز الأفكار والمشاعر التي كانت تستهلكك، أن تمضي قدماً دون أن تنظر خلفك، مُؤمناً أن كل شيء سيزول في النهاية. نعمة التجاوز هي تلك القوة التي تجعلك تواصل الحياة رغم كل ما مررت به، وكل من خذلك، وكل ألم عايشته.

-سوزان الضحيك
في عيون المحب، حتى أصغر أفعالك تتحول إلى أعظم الإنجازات. قد تكون ضئيلاً في نظر الآخرين، لكنك في عيني من يحبك شمس تشرق في دنياهم، وقمر يضيء لياليهم. تلك المحبة هي التي تجعلنا نرى في البساطه عمقاً وفي التردد شجاعة، وفي الأخطاء فرصة. لن تجد هذا الحب إلا حيث تكون أنت بكل تفاصيلك، دون تزييف أو ادعاء. فأنت، في النهاية، أكبر مما يراه الناس، وأجمل مما تظن.

-سوزان الضحيك
علّمتني 2024 أن الحكمةَ وليدةُ التجارب، وأنَّ كلَّ تحدٍّ يخفي بين طيّاته نعمةً تستتر عن أعيننا، لتكشف لنا قيمتَها في أوانها. أدركتُ أنَّ الخيرَ دائمًا فيما يختاره الله، وأنَّ الرضا بما قسم هو السبيلُ الأوحد للسلام الداخلي.

أيضًا، علّمتني أنَّ السعادةَ ليست في كثرةِ ما نملك، بل في عمقِ من نُحب ومن نُشاركهم تفاصيلَ حياتِنا. وأنَّ الأوقاتَ الصعبة، مهما ثقلتْ، لا تبقى، لكنها تتركُ أثرًا يَصقلُنا ويزيدنا فهمًا لمعاني الحياةِ وحقائقها.

وعلّمتني أنَّ الصبرَ ليسَ ضعفًا كما يراه البعض، بل قوّةٌ هادئةٌ تُنقذنا من مهاوي اليأس. وأنَّ الحبَّ الحقيقي هو ذلك الذي يصمد أمام المسافات، والعلاقات الصادقة هي التي لا تنكسر مهما عصفتْ بها رياحُ الحياة.

وأخيرًا، علّمتني أنَّ العطاءَ بلا مقابل هو ما يملأ القلبَ طمأنينة، وأنَّ الخيرَ الذي نزرعه لا يضيع، بل يعود إلينا في وقتٍ نحتاجه. وأنَّ الاعتناءَ بالنفسِ وتقديرَ قيمتِها ليس أنانيةً، بل ضرورةٌ تجعلُنا أقوى. فوق كل هذا، تعلّمتُ أنَّ الدعاءَ قادرٌ على أن يُبدّل الأحوال، وأنَّ كلَّ نهايةٍ ما هي إلا بدايةٌ جديدة تحملُ معها وعدًا بأن القادمَ أجمل، بإذن الله.

-سوزان الضحيك
لقد انقضى العام، ثَلاثُمائةٍ وخمسةٌ وستون يومًا طُويت كصفحاتِ كتابٍ قُرئ بعنايةٍ واحتفظنا منه بعبَرِه ودروسه. عامٌ مضى كريحٍ عابرة، يحمل في طيّاته أيامًا مرّت سريعًا بأفراحها وأحلامها، وأيامًا بطيئة بأحزانها وآلامها. تركَ العام بصماته على قلوبنا وأرواحنا، غيّرنا، أنضجنا، وفتح أعيننا على معانٍ كنّا عنها غافلين.

سنةٌ كانت كأرجوحةِ مشاعر، تمايلت بنا بين الوجع والفقد، وبين الحب والفخر. سنةٌ ودعنا فيها ما أحببنا واحتضنّا فيها مَن مَنَحَنا الأمل، سنةٌ كانت مزيجًا عجيبًا من الانكساراتُ والانتصاراتُ. سنةٌ كانتْ درسًا بليغًا، وضعتْنا على مَحَكِّ الحقيقة، وعرّفتنا بقيمة كل لحظة نعيشها. علّمتنا أن بعضُ الأيامِ تسرقُ الأنفاسَ بخفّتِها وجمالِها، وأُخرى تُثقِلُ القلبَ حتى نشعرَ أنَّنا نُكافحُ للبقاءِ؛ منها ما مرّ كوميضٍ خاطف، سريعٌ بجمالِهِ وسعادتِهِ، ومنها ما زَحَفَ ببطءِ قاتلٍ مُثقَلًا بصعوباتِهِ وأحزانِهِ.

عامٌ مضى، لكنه سيبقى حيًا في ذاكرة قلوبنا، بأثره وبما تركه من دروسٍ لا تُنسى. عشناه بحلوه ومرّه، وها نحنُ نصل إلى نهايته بحلمٍ تحقق، بشعورٍ لا يشبه أي يوم مضى. يومٌ يعادل ألف عام، يومٌ انتظرناه بصبرٍ نافد، بل هو يومٌ حلمت به أجيالٌ قبلنا، يومٌ وُلدت فيه الأمنيات من رحم المستحيل، وتحقق فيه ما كنا نظنه بعيد المنال. يومٌ واحد أثبت لنا أن لا شيء صعب على الله، وأنه سبحانه القادر على تغيير الأحوال بلمحةٍ من رحمته ولطفه. في ذلك اليوم تذكّرنا أن الأمل في الله لا يخيب، وأن دعاء المؤمن لا يُرد، مهما طال الانتظار. {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}

« الحمدُ لله » هي الكلمةُ الأصدقُ والأعمقُ التي تليقُ بنهايةِ هذا العامِ وبدايةِ آخر. نحمدُكَ يا اللهُ على لطفِكَ الذي غمرَنا في لحظاتِ الضعفِ، وعلى الخيرِ الذي أغدقتَهُ علينا برحمتِكَ، وعلى الشرِّ الذي دفعتَهُ عنّا ونحنُ غافلون. لك الحمدُ على الدمعِ الذي جبرته، وعلى الأحلامِ التي أيقظتها، وعلى كلِّ لحظةٍ سكنت فيها أرواحُنا بذكرك. ونسألك يا جابر القلوب في بداية عامنا الجديد أن تكرمنا بكل ما تتمناه فلُوبُنا، وأن نخطُّ في بداية أولى صفحاتنا أعمالًا تُرضيك، وتُزهرُ قلوبَنا وقلوبَ من حولَنا بالخيرِ والحبِّ والنور.

انتهى عامٌ ورحل، لكنَّهُ سيبقى في ذاكرتِنا بأثرِهِ لا بانقضاءِ أيّامِهِ. أعوامُنا لا تموتُ، بل تُعيدُ تشكيلَنا كلَّما ودّعْنا عامًا واستقبلْنا آخر. فالحياةُ ليستْ إلّا مزيجًا من النهاياتِ والبداياتِ، نعيش فيها ما نُحب وما لا نُحب، نُخطئ ونصيب، لكننا دائمًا نؤمن أن الغد أفضل وأن الأمل لا يخبو.

اللهم في ختام هذا العام وبداية عامٍ جديد، نسألك أن يكون عامًا مليئًا بالمحبة، مُكلّلًا بالنجاحات، ومُشرقًا بالفرَج الذي طالما دعوناك به. اللَّهُمَّ اجعلْنا ممَّن ترضى عنهم، وبارِكْ لنا في أعمارِنا، ووفِّقْنا لما تحبُّ وترضى. ارزقْنا فرحًا يشرحُ الصُّدورَ، وصفاءً يملأُ القلوبَ، واغفرْ لنا ما مضى، واجعلِ القادمَ أجملَ وأبهى.
ليس في هذه الدنيا ملاذٌ أشدُّ طُمأنينةً للمرء من لحظةٍ يلتقي فيها بإنسانٍ يراه كما هو، بلا قناعٍ ولا زيف، بلا حذرٍ ولا تكلُّف. لحظةٌ يتجرَّد فيها الكلام من زخارفه، ويغدو الحضور وحده كافياً ليُشيع في النفس سلاماً لا تسعه الكلمات.

في تلك اللحظة، يُدرك المرء أن الحياة ليست في الجلبة ولا في السباق، بل في بساطة الشعور بأنه مفهومٌ دون شرح، مألوفٌ دون تبرير، ومحبوبٌ كما هو، بعثراته وضعفه قبل قوته وإنجازاته.

-سوزان الضحيك
2025/01/02 15:34:05
Back to Top
HTML Embed Code: