tgoop.com/alfatawaa2/22342
Last Update:
• بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ •
سلسلةُ الفتاوى اَلْمكتوبة
للشيخ الفاضل أبي عبدِالله
محمد بن أحمد العنسي
حفظهُ اللهُ ورعاهُ.
يقولُ السَّائلُ: في واحِد سافَرَ إلى أمريكا وهو ناوٍ أنْ يُسافِرَ إلى كَنَدا، ولهُ مِنَ المُدَّةِ تِسعةُ أشهُرٍ مُنتَظِرًا أنْ يُسافِرَ إلى كَنَدا، لا يَعلَمُ متى، ولَكِنَّهُ ظَلَّ يَجمَعُ ويَقصُرُ الصَّلاةَ ولا يُصَلِّي الجُمُعةَ بحُجَّةِ أنَّهُ وَجَدَ فتوى لابنِ تَيمِيَّةَ بذلك. هَلْ هذا العَمَلُ صَحيحٌ؟ وضِّحُوا لنا الحُكمَ الصَّحيحَ في ذلك، جَزاكُمُ اللهُ خَيرًا.
الجَوابُ: الَّذي سافَرَ إلى أمريكا وصَلَ إلى ذلكَ المَكانِ، ولم يَنوِ الإقامةَ، وليسَ لهُ أهلٌ في ذلكَ البَلَدِ، وإنَّما هو على تَهَيُّؤٍ للسَّفَرِ لِقَضاءِ حاجَةٍ لهُ، فهُو لا يَزالُ مُسافِرًا، لِمِثلِ هذا الَّذي لا يَدرِي مَتى تُقضَى حاجَتُهُ أو كان مُتَرَدِّدًا، نَعمْ، لا يَزالُ مُسافِرًا، يَعني في حُكمِ المُسافِرِ.
والمُسافِرُ يترخُصَّ بالرُّخَصِ الوارِدَةِ في الكِتابِ والسُّنَّةِ، وهي قَصرُ الرُّباعِيَّةِ. والقَصرُ عندَ بَعضِ أهلِ العِلمِ واجِبٌ، وعِندَ بَعضِهم سُنَّةٌ مُستَحَبَّةٌ. فَهَلْ إنْ لَمْ يَقصُرْ عَمِلَ بالسُّنَّةِ؟ وإنِ احتاجَ إلى الجَمعِ بَينَ الصَّلاتَينِ اللَّتَينِ مِن شَأنِهِما أنْ تُجمَعا، كالعَصرِ مع الظُّهرِ، والمَغرِبِ مع العِشاءِ، يَجمَعُ لأنَّهُ مُسافِرٌ.
أيضًا في مَسأَلَةِ الصِّيامِ، لو أدْرَكَهُ شَهرُ رَمَضانَ وهو في ذلكَ البَلَدِ لا يَزالُ مُسافِرًا، فلا يَجِبُ عليهِ أنْ يَصومَ.
وهكذا صَلاةُ الجُمُعةِ لا تَجِبُ عليهِ، ولَكِنْ فَرقٌ بَينَ عَدَمِ الوُجوبِ وبَينَ جَوازِ الحُضورِ في صَلاةِ الجُمُعةِ.
فإنْ بَقاءُ هذهِ المُدَّةِ دونَ أنْ يُصَلِّي الجُمُعةَ أو يَحضُرَ مَساجِدَ المُسلِمينَ أو يَسمَعَ ذِكرًا يُعرِّضُ نَفسَهُ للغَفلَةِ الشَّديدةِ وقَسوَةِ القَلبِ، خُصوصًا في ذلكَ البَلَدِ الَّذي فيهِ فِتَنٌ مُدلِهَمَّةٌ، فِتَنٌ تَدَعُ الحَليمَ حَيرانَ.
فَشَأنُ المُسافِرِ أنَّهُ يَترَخَّصُ، وهذا لا يُنكِرُهُ أحَدٌ ولا يَعترِضُ عليهِ، ولَكِنْ في الجانِبِ الآخَرِ، لهُ أنْ يَصومَ إنْ أدْرَكَهُ رَمَضانُ، يَجوزُ لهُ ذلكَ ما دامَ ماكِثًا في ذلكَ البَلَدِ، وليسَ مَشغولًا بِغَزوٍ أو قِتالٍ أو مُتنَقِّلًا مِن مَكانٍ إلى مَكانٍ، وإنَّما هو ماكِثٌ في ذلكَ المَكانِ، فإذا صامَ أبرأَ لِذِمَّتِهِ ما لَمْ يَشُقَّ عليهِ الصِّيامُ، واللهُ أعلمُ.
وهكذا يُصَلِّي مع جَماعَةِ المُسلِمينَ، ما هُناكَ مانِعٌ، يَحضُرُ صَلاةَ الجَماعَةِ ويُصَلِّي. وإنِ احْتاجَ إلى أنْ يُصَلِّي وَحدَهُ مَثَلًا، فبَعضُ أهلِ العِلمِ يَقولونَ يَجِبُ عليهِ صَلاةُ الجَماعَةِ ما دامَ نازِلًا، ويَسمَعُ الأذانَ، وهناكَ مَساجِدُ يُصَلِّي فيها المُسلِمونَ، فيَحضُرُ مع المُسلِمينَ.
فإن انشَغَلَ مَثَلًا وصَلَّى وَحدَهُ، صَلَّى رَكعتَينِ، ولَكِنَّهُ يَحضُرُ الجَماعَةَ مع المُسلِمينَ. وهكذا إذا كانَتْ هُناكَ مَساجِدُ تُقامُ فيها الجُمُعةُ، يُصَلِّي مع المُسلِمينَ ويَسمَعُ الذِّكرَ، ويَشهَدُ الجُمُعةَ مع المُسلِمينَ.
فلا يَظلُّ هكذا، إنَّما جاءَ عن بَعضِ السَّلَفِ أنَّهُم كانوا يُرابِطونَ في الثُّغورِ، فيَكونونَ رُبَّما بَعيدينَ عن أماكِنِ الجُمُعاتِ والجَماعاتِ، فيَقصُرونَ.
أمَّا إنسانٌ في مِصرٍ مِن الأمصارِ، في مَدينَةٍ واسِعَةٍ كَبيرَةٍ، وفيها مُسلِمونَ وفيها مَساجِدُ، ويُصَلُّونَ ويَتعَمَّدُ اعتِزالَ الصَّلاةِ ويَتعَمَّدُ تَركَ الجُمُعةِ، فهَذا يُخشَى عليهِ مِن أنْ يَقسُوَ قَلبُهُ، ويَنحَرِفَ انحِرافًا عَظيمًا.
اللهُ المُستعانُ.
*ــــــــــــــــــــــــــــــــــ*
🗯 للاشتراك في قناة *فتاوى مشايخ أهل السنة والجماعة* على:
♦️ *التلجرام Telegram*
https://www.tgoop.com/alfatawaa2
♦️ *الواتساب WhatsApp*
(اضغط متابعة بعد الدخول)
https://whatsapp.com/channel/0029VaYA9Vb4NVimzepjdL2Q
🗯 للاشتراك في قناة *الشيخ الفاضل أبي عبدالله محمد بن أحمد العنسي حفظه الله* على:
♦️ *التلجرام Telegram*
https://www.tgoop.com/aleinsv
BY فتاوى مشايخ أهل السنة والجماعة
Share with your friend now:
tgoop.com/alfatawaa2/22342