tgoop.com/alfatawaa2/22368
Last Update:
• بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ •
سلسلةُ الفتاوى اَلْمكتوبة
للشيخ الفاضل أبي عبدِالله
محمد بن أحمد العنسي
حفظهُ اللهُ ورعاهُ.
يقولُ السَّائلُ:
لَقَدْ تَصايَحْنا أَنا وحُرْمَتي، ومِنْ ثُمَّ عَصَّبْتُ فَقُلْتُ لَها: "أَنْتِ طَالِقٌ، طَالِقٌ، طَالِقٌ." والآنَ لا أَعْرِفُ ما أَعْمَلُ، وَكانَتْ نِيَّتِي أَنْ أُؤَدِّبَها.
الجوابُ:
الَّذِي تَعْمَلُهُ يا أَخِي، إِنَّكَ قَدْ طَلَّقْتَ زَوْجَتَكَ. فَقَوْلُكَ لَها: "أَنْتِ طَالِقٌ، طَالِقٌ، طَالِقٌ"، هَذَا طَلَاقٌ صَرِيحٌ، لا يَحْتَمِلُ التَّأْوِيلَ، خَاصَّةً وأَنْتَ وَاجَهْتَها، حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ فِي حَالَةِ تَعَصُّبٍ أَوْ غَضَبٍ وأَنْتَ تَعِي مَا تَقُولُ كَمَا ذَكَرْتَ، فَهَذَا طَلَاقٌ وَاقِعٌ عَلَيْها.
فَيَبْقَى الآنَ النَّظَرُ: هَلْ هِيَ طَلْقَةٌ أُخْرَى قَدْ طَلَّقْتَها مِنْ قَبْلُ؟ أَمْ هِيَ أَوَّلُ طَلْقَةٍ؟ فَإِنْ كُنْتَ قَدْ طَلَّقْتَها مِنْ قَبْلُ، فَبِحَسَبِهِ تَكُونُ هِيَ الثَّانِيَةَ أَوِ الثَّالِثَةَ.
إِنْ كَانَتْ هَذِهِ الطَّلْقَةُ الأُولَى أَوِ الثَّانِيَةَ، فَإِذَا بَقِيَتْ لَكَ رَغْبَةٌ فِيهَا، رَاجِعْها قَبْلَ انْتِهَاءِ العِدَّةِ. رَاجِعْها قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ عِدَّتُها. وعِدَّتُها إِنْ كَانَتْ تَحِيضُ ثَلاثَ حَيْضَاتٍ، وَإِنْ كَانَتْ لا تَحِيضُ وَلَيْسَتْ بِحَامِلٍ فَعِدَّتُها ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، وَإِنْ كَانَتْ حَامِلًا فَعِدَّتُها وَضْعُ الحَمْلِ.
فَإِذَا كَانَتِ الطَّلْقَةُ الثَّانِيَةَ، رَاجِعْها إِنْ بَقِيَتْ لَكَ فِيهَا رَغْبَةٌ قَبْلَ انْتِهَاءِ العِدَّةِ، وأَشْهِدْ عَلَى رَجْعَتِها أَفْضَلَ. وأَمَّا إِنْ لَمْ يَبْقَ لَكَ فِيهَا رَغْبَةٌ، فَدَعْها وَشَأْنَها، نَعَمْ.
وأَمَّا إِنْ كَانَتِ الطَّلْقَةُ هِيَ الثَّالِثَةَ، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ، صَارَتْ أَجْنَبِيَّةً عَنْكَ، لا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تُعِيدَها أَوْ أَنْ تُحَدِّثَ نَفْسَكَ بِإِرْجَاعِها. ولا تَحِلُّ لَكَ حَتَّى تَتَزَوَّجَ بِرَجُلٍ آخَرَ، ويُقْصَدُ بِذَلِكَ الزَّوَاجُ إِرَادَةُ العِشْرَةِ، أَي يَتَزَوَّجُها الثَّانِي بِقَصْدِ العِشْرَةِ، لا لِقَصْدِ التَّحْلِيلِ، وأَمَّا لِقَصْدِ التَّحْلِيلِ فَهَذَا حَرَامٌ. قَدْ لَعَنَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ-: "المُحَلِّلَ وَالمُحَلَّلَ لَهُ."
وأَمَّا قَوْلُكَ: "وَكَانَتْ نِيَّتِي أَنْ أُؤَدِّبَها"، فَكَانَ تَأْدِيبُها بِدُونِ أَنْ تُطَلِّقَها. أَمَّا بِالطَّلاقِ، فَمَا هُوَ تَأْدِيبٌ؟ لأَنَّ الطَّلاقَ فِرَاقٌ، قَدْ يَكُونُ فِرَاقًا مُؤَقَّتًا وَقَدْ يَكُونُ فِرَاقًا دَائِمًا. أَنَّكَ تُفَارِقُها، وهَذَا يَعْنِي أَنَّها تَبِينُ مِنْكَ وتَحْرُمُ عَلَيْكَ، نَعَمْ. هَذَا مَا هُوَ تَأْدِيبٌ.
اللهُ المُسْتَعَانُ.
*ــــــــــــــــــــــــــــــــــ*
🗯 للاشتراك في قناة *فتاوى مشايخ أهل السنة والجماعة* على:
♦️ *التلجرام Telegram*
https://www.tgoop.com/alfatawaa2
♦️ *الواتساب WhatsApp*
(اضغط متابعة بعد الدخول)
https://whatsapp.com/channel/0029VaYA9Vb4NVimzepjdL2Q
🗯 للاشتراك في قناة *الشيخ الفاضل أبي عبدالله محمد بن أحمد العنسي حفظه الله* على:
♦️ *التلجرام Telegram*
https://www.tgoop.com/aleinsv
BY فتاوى مشايخ أهل السنة والجماعة
Share with your friend now:
tgoop.com/alfatawaa2/22368