tgoop.com/alhashemi00/117
Last Update:
كريم النفس إذا اغتنى لم ينسه حديثُ الغنى قديمَ الإحسان ، ومن أبين مواضع كرم النفس موضع امرئ بلغ أشده ، واستغنى عن شيخه ، ثم لم يزل يتعاهد إحسانه بالجزاء.
وما أبهاه محل صاحبي ذاك في نفسي ، إذ لا يفتأ ذاكرا شيخه (عبد الله) رحمة الله عليه ، منوها بفضله تارة ، ومرطبا لسانه بالدعاء له أخرى.
ويا بعد ما بين هذه المنزلة السنية ، وبين امرئ حصل من شيخه نفعا ، واغتذى عقله بوقته ، حتى إذا صلب عوده ، وأعجبته نفسه = تلمس لأبيه في العلم عيوبه ، ولذ له طرقها ، وصار ليث الحق الذي يروم النصح للمسلمين ، زعم ، وما بعُقَق غير كفران الإحسان ، عياذا بالله من منزلة (من يأكل من الصحن ويتفِّ فيه) كما يقال بالحجاز.
ودون هذا منزلة ، رجل تخرج بشيخه ، ثم أنعم الله عليه فبزه ، ورزقه ما لم يرزقه ، فصغر في عينه معروفه ، ورأى أنه ليس بشيء إلى ما قد صار عنده.
بالله عليك ، هبك حصلت من العلم قنطارا ، فأين غَناء مُدَّه في الأيام الأُوَل ؟!
رحم الله أشياخنا الذين بصرنا الله بهم بعد العمى ، ودلنا بهم على نور الوحي ، وأجرى لميتهم عمله الصالح بعده ، وختم لأحيائهم بالخير.
#ملامح_من_منهج_العلم
BY تقييدات أبي الحسن
Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/117