tgoop.com/alhashemi00/133
Last Update:
ما أرسلتَ النظر في نصوص الوحي وكررته = إلا رجعت بأن أعظم المطلوب من المؤمنين إقامةُ الصلاة ، وليس غرض ذلك بيان عظم منزلتها في الأحكام فحسب ، بل من ذلك بيان عظم أثرها في إصلاح القلب وتزكيته.
وما أكثر ما يغفل الناس من العامة والخاصة ومن طلاب العلم وأربابه عن أثرها الخفي في التزكية ، فيشكو الرجل القسوة في قلبه ، وتشكو المرأة سخطها من البلاء ، ويشكو الشاب غلبة الشهوات له ، وما يخطر لواحدهم التداوي بإقامة الصلاة ، ويحسب أداء عدد ركعات الفرض بوضوء في الوقت إقامةً مثمرة ، فلا يشتغل بالإصلاح ظانا أنه لا أصلح مما كان.
ولستُ أحصي مصداق هذا المعنى وشهادة التجربة له ، فما تنيخ قسوة بقلب مع صلاة مقامة ، ولا يبقى سخط على الرب مع صلاة مقامة ، بل ذكر بعض الناس مرة شكوكا تعتريه في الرب وأفعاله ، ثم لم يلبث فصرح بأن له إخلالا سابقا بالصلوات ، فما كان ذلك غريبا ولا مستنكرا ، فما أكثر ما تكون صلاة العبد سر خلله وخفي داءه.
وإذا استحضر العبد هذا ، صار نديمه من الهموم = التفتيش عن صلاته وتعاهدها ، لأنها ركن الإيمان الأعظم وروحه الذي يحيا به ، والتي تركها أشنع من القتل والزنا وشرب الخمر وقذف المحصنة.
وحضور القلب في الصلاة محتاج إلى مجاهدة مستمرة ، لأنها متكررة كل يوم ، والنفس تضعف مع هذا التكرار ولا تبقى لها حرارة البداية ، ولكن استمرار المجاهدة أعظم معين ، ولا يزال العبد يتألم لتقصيره ، ويجاهد لدفعه فيكرمه الله بحضور قلبه على قدر مجاهدته.
علق الله قلوبنا بالقرب منه ، وجعل أنسنا بالوقوف بين يديه ، وصيرنا من أهل التلذذ بمناجاته ، وحبب إلينا الصلاة والقيام ، وجعله خير عملنا ، آمين.
BY تقييدات أبي الحسن
Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/133