tgoop.com/alhashemi00/137
Last Update:
تذييلٌ:
قلتُ: ومما يقوّي هذا النّظر الذي ذكره الصديق النبيل واستشهد له بقرينة السّياق، وقرينة الخطِّ (في المخطوط) ما عُرِف عن العزِّ رحمه الله من التفاته إلى المقاصد ودورانه عليها؛ فهذا القول به أشبه، وبأصوله أليق؛ فإنّه نظر إلى معنى حفظ القرآن وعدم تغييره، وكان ذلك يقع في الصدر الأول بالتزام الرسم المأثور، لتوافر القراء وأهل العلم وضبطهم القراءة، فلا يلتبس عليهم، فلما تغير الحال وكثر الجهال، صار الحفظ للنص القرآني باتباع الرسم الحادث؛ لأنه يتفق فيه اللفظ مع الخط، فيؤمن معه من تغيير القارئ لما يقرأ، وبهذا يكون الحكم عند العز دائرا مع المقاصد، فلما كان الرسم الحادث في هذه العصور أقرب إلى حفظ النص من التغيير، كان هو المطلوب، فهذه هي طريقة العز في النَّظر، وهي أولى به؛ ولهذا كان يتفرّد بأقوالٍ من هذا الجنس، أدّاه إليها إمعانُه في النّظر المصلحيّ المقاصديّ، رحمه الله وغفر له.
BY تقييدات أبي الحسن
Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/137