tgoop.com/alhashemi00/139
Last Update:
قال ابن الجوزي رحمه الله :
"بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبِعْ عزها بذُّلِّ المعاصي ، وصابِرْ عطش الهوى في هجير المشتهى ، وإن أمضَّ وأرمض.
فإذا بلغت النهاية من الصبر ؛ فاحتكم وقل ، فهو مقام من لو أقسم على الله لأبره.
تالله لولا صبر عمر ما انبسطت يده بضرب الأرض بالدِّرة ، ولولا جدُّ أنس بن النضر في ترك هواه ، وقد سمعتَ من آثار عزمته : (لئن أشهدني الله مشهدًا ، ليرين الله ما أصنع) ، فأقبل يوم أحد يقاتل حتى قتل ، فلم يعرف إلا ببنانه ، فلولا هذا العزم ما كان انبساط وجهه يوم حلف : (والله لا تكسر سن الربيع).
بالله عليك تذوق حلاوة الكفِّ عن المنهيِّ ، فإنها شجرة تثمر عز الدنيا وشرف الآخرة.
ومتى اشتد عطشك إلى ما تهوى ، فابسط أنامل الرجاء إلى من عنده الرِّيُّ الكامل ، وقل : قد عِيلَ صبر الطبع في سنيِّه العجاف ، فعجِّل لي العام الذي فيه أُغَاث وأعصِر.
بالله عليك تفكر فيمن قطع أكثر العمر في التقوى والطاعة ، ثم عرضت له فتنة في الوقت الأخير ، كيف نطح مركبُه الجرفَ ، فغرق وقت الصعود ؟!
أف والله للدنيا ، لا ، بل للجنة إن أوجب نيلها إعراض الحبيب.
إنما نسب العامي باسمه واسم أبيه ، فأما ذوو الأقدار ؛ فالألقاب قبل الأنساب.
قل لي : من أنت ، وما عملك ، وإلى أي مقام ارتفع قدرك يا من لا يصبر لحظة عما يشتهي ؟!
بالله عليك أتدري من الرجل ؟ الرجل والله من إذا خلا بما يحب من المحرم ، وقدر عليه ، وتقلل عطشًا إليه = نظر إلى نظر الحق إليه ، فاستحيا من إجالة همه فيما يكرهه ، فذهب العطش.
كأنك لا تترك لنا إلا ما لا تشتهي ، أو ما لا تصدق الشهوة فيه ، أو ما لا تقدر عليه ، كذا والله عادتك ، إذا تصدقت أعطيت كسرة لا تصلح لك ، أو في جماعة يمدحونك.
هيهات والله ! لا نلت ولايتنا حتى تكون معاملتك لنا خالصة ، تبذل أطايبك ، وتترك مشتهياتك ، وتصبر على مكروهاتك ، علمًا منك - تدخر ثوابك لدينا - إن كنت معاملا بأنك أجير ، وما غربت الشمس.
فإن كنت محبًا رأيت ذلك قليلا في جنب رضى حبيبك عنك ، وما كلامنا مع الثالث".
[صيد الخاطر]
BY تقييدات أبي الحسن
Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/139