tgoop.com/alhashemi00/141
Last Update:
لا تبطل عملك
في الصحيح أن أمير المؤمنين عمر ذكر في قول الله : (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) أنه مثل لعمل "لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ، ثم بعث الله له الشيطان ، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله".
قال ابن القيم :
"فلو فكر العاقل في هذا المثل وجعله قِبْلة قلبه لكفاه وشفاه ، فهكذا العبد إذا عمل طاعةً لله ، ثم أتبعها بما يبطلها ويفرقها من معاصي الله = كانت كالإعصار ذي النار المحرق للجنة التي غرسها بطاعته وعمله الصالح.
... فلو تصور العامل بمعصية الله بعد طاعته هذا المعنى حق تصوره ، وتأمَّله كما ينبغي = لما سولت له نفسه -والله- إحراقَ أعماله الصالحة وإضاعتها ، ولكن لا بد أن يغيب عنه علمُه بذلك عند المعصية ، ولهذا يستحق اسم الجهل ، فكل من عصى الله فهو جاهل.
... وتأمَّل كيف ضرب سبحانه المثل للمنفق المرائي -الذي لم يصدر إنفاقه عن الإيمان- بالصفوان الذي عليه التراب ، فإنه لم ينبت شيئًا أصلًا ، بل ذهب بذره ضائعًا ، لعدم إيمانه وإخلاصه ، ثم ضرب المثل لمن عمل بطاعة الله مخلصًا نيته لله ، ثم عرض له ما أبطل ثوابه = بالجنة التي هي من أحسن الجنان وأطيبها وأزهاها ، ثم سُلِّط عليها الإعصار الناري فأحرقها.
فإنَّ هذا نبت له شيء وأثمر له عمله ثم احترق ، والأول لم يحصل له شيء يدركه الحريق ، فتبارك من جعل كلامه حياةً للقلوب وشفاءً للصدور وهدًى ورحمة".
[طريق الهجرتين (٢/ ٨١١)]
#الفهم_المعطى
BY تقييدات أبي الحسن
Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/141