tgoop.com/alhashemi00/143
Last Update:
في مبتدأ استقامة العبد وشروعه في طلب العلم بالله ومعرفة أسمائه وصفاته وشرائعه = يكون لنفسه وهج وحرارة ، وألق يشبه ألق الشيء الجديد ، ثم إذا حصَّل قدرا من ذلك ؛ عرض لنفسه ملل بطول الوقت وبعد الغاية ، فتذهب هذه الحلاوة منها وتقسو ، فيمر على الآيات والتذكير مرور المالِّ المعتاد ، وربما توهم أنه قد جاز القنطرة فاستغنى عنها ، فهو المحبوب الذي له دالَّة على الرب ، وإنما الوعظ والتذكير يُستصلح به غيره ، وأما هو فقد صار من القوم وأرباب الولاية !
فإذا حصل له ذلك فهو أحوج شيء إلى أوقات الاغتسال ، اغتسال قلبه بالنور السماوي في أوقات العبادة الفاضلة ، والتخلي عن الناس والإقبال على نفسه حتى يطهرها ويعيد لها بهجتها الأولى ، ويقربها إلى أنسها بربها ومناجاته ، ويزيل عنها الملل واستطالة الطريق وأوضار العجب والتيه وفساد الظنون المردية.
بعدما أسلم الصحابة وتركوا الكفر بالله وذاقوا حلاوة الإيمان ، ومضت عليهم مدة = عاتبهم الله وذكرهم ، وحذرهم من هذا العارض الذي يصيب من عرف العلم وقاربه من الملل ، وأنه أصاب أهل الكتاب قبلهم ، فهو من أدواء أرباب العلوم ، قال ربنا : "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون".
أخرج مسلم عن ابن مسعود أنه قال : "ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) إلا أربع سنين".
BY تقييدات أبي الحسن
Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/143