ALHASHEMI00 Telegram 154
(ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﺃﻓﻴﻀﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﺃﻭ ﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻟﻮا ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺣﺮﻣﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ)

قال ابن عباس : "ينادي الرجل أخاه فيقول : يا أخي إني قد احترقت فأغثني ، فيقول : إن الله حرمهما على الكافرين" أخرجه ابن أبي حاتم.

في هذا الموقف يوم القيامة معان ، أولها شدة عذاب الكفار ، وأنه يجتمع عليهم مع عذاب الأجساد عذابُ النفوس بفقد المغيث وخذلان القريب.

وفي هذا المعنى نكتة ، وهي أن الكافر قد قرَّح قلب المؤمن وسخَّن عينه في الدنيا ، إذ كان يدعوه للإيمان ويرجو صحبته في الجنة ويخاف عليه النار فيأبى ، فعوض الله المؤمن بقرة العين في الآخرة ، وأذاق الكافر حسرة إعراض القريب جزاء وفاقا.

وقد أشار لذلك المقداد بن الأسود رضي الله عنه ، فقال : "والله لقد بعث النبي ﷺ على أشد حال بعث عليها نبي قط ، في فترة وجاهلية ، ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل ، وفرق به بين الوالد وولده ، حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا ، وقد فتح الله قفل قلبه بالإيمان ، ويعلم أنه إن هلك دخل النار ، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار ، وإنها للتي قال الله عز وجل : (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين)" أخرجه البخاري في الأدب المفرد "٨٧".

وثاني هذه المعاني تكرر البراءة من الكفر وزيادة رسوخه في النفوس ، إذ لا ينقطع استقباحه بانقطاع التكليف ، فالمؤمنون مع انشغالهم بنعيم الجنة لم يضعف في نفوسهم ذلك ، فهم يبرؤون من الكفر وأهله ، ويهونون عليهم ولا يبالون بهم.

وهم في تلك الحال أكمل منهم في الدنيا ، فإن المؤمن يبقى بنفسه حدب - لا يضره - على قريبه الكافر في الدنيا مع معاداته له ، ثم إذا رآه على حال أهل النار القبيحة زالت علائق القرابة كلها من نفسه ، فكان على أكمل أحوال البغضاء ، وكانت نفسه أتم نعيما بزوال المنغص منها.

وقد جاء هذا المعنى في الصحيح في قصة إبراهيم عليه السلام ، إذ يقول إبراهيم : "يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون ، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟!

فيقول الله تعالى : إني حرمت الجنة على الكافرين ، ثم يقال : يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟ فينظر فإذا هو بذِيخ ملتطخ ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار".

والذيخ المتلطخ : ذكر الضباع الملطخ بالقذر ، فإذا رآه إبراهيم عليه السلام على تلك الحالة خرجت شفقته عليه من نفسه.

نسأل الله بعظمة منته وكرمه أن يجعلنا من أهل كرامته ويعيذنا من عذابه ، وألا يرينا ما نكره فيه على من نحب ، وأن يقر أعيننا بهم في الدارين ، آمين.

#الفهم_المعطى



tgoop.com/alhashemi00/154
Create:
Last Update:

(ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﺃﻓﻴﻀﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﺃﻭ ﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻟﻮا ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺣﺮﻣﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ)

قال ابن عباس : "ينادي الرجل أخاه فيقول : يا أخي إني قد احترقت فأغثني ، فيقول : إن الله حرمهما على الكافرين" أخرجه ابن أبي حاتم.

في هذا الموقف يوم القيامة معان ، أولها شدة عذاب الكفار ، وأنه يجتمع عليهم مع عذاب الأجساد عذابُ النفوس بفقد المغيث وخذلان القريب.

وفي هذا المعنى نكتة ، وهي أن الكافر قد قرَّح قلب المؤمن وسخَّن عينه في الدنيا ، إذ كان يدعوه للإيمان ويرجو صحبته في الجنة ويخاف عليه النار فيأبى ، فعوض الله المؤمن بقرة العين في الآخرة ، وأذاق الكافر حسرة إعراض القريب جزاء وفاقا.

وقد أشار لذلك المقداد بن الأسود رضي الله عنه ، فقال : "والله لقد بعث النبي ﷺ على أشد حال بعث عليها نبي قط ، في فترة وجاهلية ، ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل ، وفرق به بين الوالد وولده ، حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا ، وقد فتح الله قفل قلبه بالإيمان ، ويعلم أنه إن هلك دخل النار ، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار ، وإنها للتي قال الله عز وجل : (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين)" أخرجه البخاري في الأدب المفرد "٨٧".

وثاني هذه المعاني تكرر البراءة من الكفر وزيادة رسوخه في النفوس ، إذ لا ينقطع استقباحه بانقطاع التكليف ، فالمؤمنون مع انشغالهم بنعيم الجنة لم يضعف في نفوسهم ذلك ، فهم يبرؤون من الكفر وأهله ، ويهونون عليهم ولا يبالون بهم.

وهم في تلك الحال أكمل منهم في الدنيا ، فإن المؤمن يبقى بنفسه حدب - لا يضره - على قريبه الكافر في الدنيا مع معاداته له ، ثم إذا رآه على حال أهل النار القبيحة زالت علائق القرابة كلها من نفسه ، فكان على أكمل أحوال البغضاء ، وكانت نفسه أتم نعيما بزوال المنغص منها.

وقد جاء هذا المعنى في الصحيح في قصة إبراهيم عليه السلام ، إذ يقول إبراهيم : "يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون ، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟!

فيقول الله تعالى : إني حرمت الجنة على الكافرين ، ثم يقال : يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟ فينظر فإذا هو بذِيخ ملتطخ ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار".

والذيخ المتلطخ : ذكر الضباع الملطخ بالقذر ، فإذا رآه إبراهيم عليه السلام على تلك الحالة خرجت شفقته عليه من نفسه.

نسأل الله بعظمة منته وكرمه أن يجعلنا من أهل كرامته ويعيذنا من عذابه ، وألا يرينا ما نكره فيه على من نحب ، وأن يقر أعيننا بهم في الدارين ، آمين.

#الفهم_المعطى

BY تقييدات أبي الحسن


Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/154

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

“[The defendant] could not shift his criminal liability,” Hui said. Just at this time, Bitcoin and the broader crypto market have dropped to new 2022 lows. The Bitcoin price has tanked 10 percent dropping to $20,000. On the other hand, the altcoin space is witnessing even more brutal correction. Bitcoin has dropped nearly 60 percent year-to-date and more than 70 percent since its all-time high in November 2021. With the administration mulling over limiting access to doxxing groups, a prominent Telegram doxxing group apparently went on a "revenge spree." The best encrypted messaging apps Hui said the time period and nature of some offences “overlapped” and thus their prison terms could be served concurrently. The judge ordered Ng to be jailed for a total of six years and six months.
from us


Telegram تقييدات أبي الحسن
FROM American