tgoop.com/alhashemi00/155
Last Update:
من أعظم النعم التي من الله على المؤمنين أنه جعل لهم حظا من الأنس به ، تلتذ به قلوبهم وتسعد ، وتسكن به نفوسهم في المصاب ، فإذا ابتلي العبد ببلاء فإن له في وقوفه بين يدي ربه مسلما نفسه له ، صارفا نجواه إليه ، شاكيا حاله بعين دامعة ولسان بالكاد يبين عما في قلبه ، جامعا بين المحبة والتعظيم والطمع واللجأ = فرجًا لا يقل عن الفرج بزوال الهم وذهاب الأذى.
ولذة التعرف إلى الرب والقرب منه جنةٌ في الدنيا قبل جنة الآخرة ، وأقل الناس من يدخل هذه الجنة ، كما أن أقلهم من يدخل جنة الآخرة ، وأقلهم من يصبر على طرق بابها حتى يدخلها ، فيشهد استحالة بلائه رضا وخيرا وسرورا ، حتى يذهل الناس منه ويعجبون كيف هو ساكن مطمئن مع ما يجد من الألم الذي لا يطاق ؟!
فيا طوبى لمن عرف هذه الجنة فلزم بابها ، ولم ييأس من نيل لذة دخولها ، وتذكر كيف سبقه الموقنون إليها ، واستحضر حين مسته نفحاتها فبرد بها صدره ، وتهللت بأريجها نفسه ، وكلما طال عليه الانتظار تعلل بذكرها ، وأنشد قول القائل :
لها أحاديث من ذكراك تشغلها ..
عن الطعام وتلهيها عن الزادِ
إذا شكت من كلال السير أوعدها ..
روحُ القدوم فتحيا عند ميعادِ
BY تقييدات أبي الحسن
Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/155