tgoop.com/alhashemi00/156
Last Update:
من أغلاط النظر في المباحثات العلمية = إغفال الفرق بين ما يذكره المخالف - مما لا يعتقد حجيته - على وجه الاستئناس أو الإلزام ، وبين دفعك استدلاله عليك بما هو حجة عندك ، فإن الأول لا يوصف بالتناقض بخلاف الثاني ، وكثيرا ما يُظن عكس هذا.
وتأمل ذلك في استدلال منكر حجية خبر الواحد بقصة عمر في الاستئذان ، حين طلب أبا موسى شاهدا معه على روايته ، وهي خبر واحد ، فإن هذا الخبر إن ذكره المنكر على وجه الاستئناس أو إلزام السني بذلك = لم يصح أن يوصف بالتناقض ، وليس هذا بجواب صحيح للسني لو قاله¹ ، لأن المنكر إن ذكره استناسا لم يكن معتمدا عليه ناقضا لإنكاره حجية خبر الواحد ، وإن ذكره للإلزام فإن الإلزام إبطال ، والإبطال يصح باعتبار اعتقاد الغير ، ولا يجب بناؤه على اعتقاد القائل.
بل السني لو أجاب عن هذا فقال : أنت لا تثبت خبر الواحد ، فلا حجة لك علي = كان هذا منه تناقضا ، لأنه رد ما يصحح حجيته ، وما هو لازم له سواء أخطأ خصمه أم لا.
وهذا الغلط بإغفال الفرق بين هذين الأمرين واقع في أبواب كثيرة من العلم ، ويُخدع عنه لكونه فسادا في المسلك لا في الثمرة ، إلا أنه قد يخفى من جرائه وجه الحق فى الثمرة أيضا ، فحري بالناظر التفطن إليه ، وامتحان دعاوى التناقض في إطلاقها ، والتنبه لاطراد أصوله وتلاؤمها.
____
¹ ولذا تجد الأئمة لا يجيبون بذلك ، بل يذكرون أجوبة أخرى لها وجه صحيح ، كما صنع الشافعي في الرسالة.
#ملامح_من_منهج_العلم
BY تقييدات أبي الحسن
Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/156