ALHASHEMI00 Telegram 158
تقييدات أبي الحسن
قال ابن القاسم صاحب مالك (ت : ١٩١ هـ) : "وقد يكون في غير أهل البدع من هو شر من أهل البدع ، وذلك أن أهل البدع فعلوا ما فعلوا بتأويل تأولوه ، وكانوا بذلك أعذر ممن تقحم في فعل الشيء بعد معرفته ‌بتقحمه". [تفسير الموطأ للقَنازعي (١/ ١٣٦)] وعلى هذا المعنى من…
تذييل :

التعليل من قوله "وذلك" ليس من كلام ابن القاسم ، قال عيسى بن سهل (ت : ٤٨٦ هـ) :

"وقول ابن عتاب في جوابه : (قد قال كبير من أصحاب مالك : قد يكون في غير أهل الأهواء من¹ هو أشد من أهل الأهواء) = هو قول ابن القاسم في تفسير ابن مُزَين ، حكاه عنه عيسى بن دينار وقال به.

وقال يحيى بن إبراهيم بن مُزَين في تفسير هذا : (يريد ابن القاسم أعذر ممن ركب شيئًا بعد معرفته وتقحمه² وجرأته على ذلك ، فصاروا شرًا من أهل الأهواء)".

[الإعلام بنوازل الأحكام لابن سهل (ص : ٧٣١)]

ثم تعقب ابن سهل كلام ابن مُزَين ، فقال :

"وفي هذا التأويل عذر لأهل البدع في تحريفهم لكتاب الله عز وجل ومفارقتهم للسنة والجماعة بتأويلهم ، ولا خلاف أنهم غير معذورين في مخالفة سبيل المؤمنين.

وقد قال أبو الحسن علي بن محمد بن القابسي في كلام ابن مزين : (ما أدري ما تفسير ابن مزين هذا ، وإنما أراد ابن القاسم أن في غير أهل الأهواء من هو شر من أهل الأهواء ، وهم الذين يتدينون بالسنة وتكون منهم جهالات من وراء نسك ، فهم يغرون به من يسقطونه في جهالتهم ، وأهل الأهواء الناسُ لهم منافرون ، هذا وجه قوله عندي ، والله ولي التوفيق.

وكيف يقال لمن يخطئ وجه الصواب في الاعتقادات : أنت أعذر ممن سلم له اعتقاده من الخطأ وزل بالجهالة فيما دون الاعتقادات وأتى ذلك تقحمًا ؟! هذا بعيد ، والله أعلم).

هذا كله من كلام أبي الحسن ، وهو صحيح حسن ، وبالله التوفيق".

وفي هذا التعقب نظر من وجوه :

الأول : أن ما حكاه من الإجماع على عدم العذر إن كان المقصود به ترك المؤاخذة القادحة في الدين ، وهو الظاهر من كلام ابن مزين ، فليس يصح هذا الإجماع ، بل هو خلاف قاعدة الشريعة في عدم المؤاخذة على الخطأ والاشتباه ، و"من كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ = فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان ، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية ، هذا الذي عليه أصحاب النبي ﷺ وجماهير أئمة الإسلام" كما يقول أبو العباس ابن تيمية رحمه الله.

ولذلك ذهب جماهير الأئمة إلى قبول شهادة أهل الأهواء وروايتهم ، ولو كانوا غير معذورين فيما انتحلوه لكانوا غير عدول ، ولم يقبل ذلك منهم كما لم يقبل من الفساق المتقحمين.

الثاني : أن هذا المعنى الذي ذكره ابن مزين يوافق كلام ابن القاسم ، فقد قال لما سأله سحنون عن وجه الفرق بين الخوارج والمحاربين في الدماء :

"لأن الخوارج خرجوا على التأويل ، والمحاربين خرجوا فسقا وخلوعا على غير تأويل ، وإنما وضع الله عن المحاربين إذا تابوا حد الحرابة حق الإمام ، وإنه لا يوضع عنهم حقوق الناس ، وإنما هؤلاء الخوارج قاتلوا على دين يرون أنه صواب".

[المدونة (٢/ ٤٨)]

فلو لم يكن أهل الأهواء أعذر عنده من الفساق المتقحمين لما وضع عنهم حقوق الناس ، وهذا يدلك على أن كلامه على ما ذكر ابن مزين ، لا على ما وجهه القابسي بنفرة الناس من أهل الأهواء واغترارهم بغيرهم.

الثالث : أن ابن مزين (ت : ٢٥٩ هـ) أدرك جماعة من أصحاب مالك ، وابن القاسم شيخ شيخه ، فهو أعرف به من القابسي (ت : ٤٠٣ هـ) وابن سهل ، ولا يبعد أن يكون أخذ هذا عن شيخه.
____
¹ في المطبوع هنا "ومن" ولا وجه للواو ، وقد تقدم كلام ابن عتاب في (ص : ٧٢٨) على الصواب.
² تصحف في المطبوع إلى : "وتفحمه".



tgoop.com/alhashemi00/158
Create:
Last Update:

تذييل :

التعليل من قوله "وذلك" ليس من كلام ابن القاسم ، قال عيسى بن سهل (ت : ٤٨٦ هـ) :

"وقول ابن عتاب في جوابه : (قد قال كبير من أصحاب مالك : قد يكون في غير أهل الأهواء من¹ هو أشد من أهل الأهواء) = هو قول ابن القاسم في تفسير ابن مُزَين ، حكاه عنه عيسى بن دينار وقال به.

وقال يحيى بن إبراهيم بن مُزَين في تفسير هذا : (يريد ابن القاسم أعذر ممن ركب شيئًا بعد معرفته وتقحمه² وجرأته على ذلك ، فصاروا شرًا من أهل الأهواء)".

[الإعلام بنوازل الأحكام لابن سهل (ص : ٧٣١)]

ثم تعقب ابن سهل كلام ابن مُزَين ، فقال :

"وفي هذا التأويل عذر لأهل البدع في تحريفهم لكتاب الله عز وجل ومفارقتهم للسنة والجماعة بتأويلهم ، ولا خلاف أنهم غير معذورين في مخالفة سبيل المؤمنين.

وقد قال أبو الحسن علي بن محمد بن القابسي في كلام ابن مزين : (ما أدري ما تفسير ابن مزين هذا ، وإنما أراد ابن القاسم أن في غير أهل الأهواء من هو شر من أهل الأهواء ، وهم الذين يتدينون بالسنة وتكون منهم جهالات من وراء نسك ، فهم يغرون به من يسقطونه في جهالتهم ، وأهل الأهواء الناسُ لهم منافرون ، هذا وجه قوله عندي ، والله ولي التوفيق.

وكيف يقال لمن يخطئ وجه الصواب في الاعتقادات : أنت أعذر ممن سلم له اعتقاده من الخطأ وزل بالجهالة فيما دون الاعتقادات وأتى ذلك تقحمًا ؟! هذا بعيد ، والله أعلم).

هذا كله من كلام أبي الحسن ، وهو صحيح حسن ، وبالله التوفيق".

وفي هذا التعقب نظر من وجوه :

الأول : أن ما حكاه من الإجماع على عدم العذر إن كان المقصود به ترك المؤاخذة القادحة في الدين ، وهو الظاهر من كلام ابن مزين ، فليس يصح هذا الإجماع ، بل هو خلاف قاعدة الشريعة في عدم المؤاخذة على الخطأ والاشتباه ، و"من كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ = فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان ، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية ، هذا الذي عليه أصحاب النبي ﷺ وجماهير أئمة الإسلام" كما يقول أبو العباس ابن تيمية رحمه الله.

ولذلك ذهب جماهير الأئمة إلى قبول شهادة أهل الأهواء وروايتهم ، ولو كانوا غير معذورين فيما انتحلوه لكانوا غير عدول ، ولم يقبل ذلك منهم كما لم يقبل من الفساق المتقحمين.

الثاني : أن هذا المعنى الذي ذكره ابن مزين يوافق كلام ابن القاسم ، فقد قال لما سأله سحنون عن وجه الفرق بين الخوارج والمحاربين في الدماء :

"لأن الخوارج خرجوا على التأويل ، والمحاربين خرجوا فسقا وخلوعا على غير تأويل ، وإنما وضع الله عن المحاربين إذا تابوا حد الحرابة حق الإمام ، وإنه لا يوضع عنهم حقوق الناس ، وإنما هؤلاء الخوارج قاتلوا على دين يرون أنه صواب".

[المدونة (٢/ ٤٨)]

فلو لم يكن أهل الأهواء أعذر عنده من الفساق المتقحمين لما وضع عنهم حقوق الناس ، وهذا يدلك على أن كلامه على ما ذكر ابن مزين ، لا على ما وجهه القابسي بنفرة الناس من أهل الأهواء واغترارهم بغيرهم.

الثالث : أن ابن مزين (ت : ٢٥٩ هـ) أدرك جماعة من أصحاب مالك ، وابن القاسم شيخ شيخه ، فهو أعرف به من القابسي (ت : ٤٠٣ هـ) وابن سهل ، ولا يبعد أن يكون أخذ هذا عن شيخه.
____
¹ في المطبوع هنا "ومن" ولا وجه للواو ، وقد تقدم كلام ابن عتاب في (ص : ٧٢٨) على الصواب.
² تصحف في المطبوع إلى : "وتفحمه".

BY تقييدات أبي الحسن


Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/158

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram Android app: Open the chats list, click the menu icon and select “New Channel.” Click “Save” ; Administrators In 2018, Telegram’s audience reached 200 million people, with 500,000 new users joining the messenger every day. It was launched for iOS on 14 August 2013 and Android on 20 October 2013. Although some crypto traders have moved toward screaming as a coping mechanism, several mental health experts call this therapy a pseudoscience. The crypto community finds its way to engage in one or the other way and share its feelings with other fellow members.
from us


Telegram تقييدات أبي الحسن
FROM American