tgoop.com/alhashemi00/161
Last Update:
تتفطر قلوب المؤمنين من مناظر إخوانهم في عدوان يهود ، وحق لها ، فليس بمؤمن من لم يألم لمصاب أهل الإيمان ، غير أن من شعب الإيمان الواجبة كذلك ، المؤكدةِ في مواضع الجهاد خاصة = ألا يهن المؤمن ولا يحزن ، فإن كل انقباضة ألم لك بها رفعة درجة وحط سيئة ، ويجد أضعافها عدو الله وعدوك ، ثم هي عليه حسرة وعاجل عذاب.
(ﻗﻞ ﻫﻞ ﺗﺮﺑﺼﻮﻥ ﺑﻨﺎ ﺇﻻ ﺇﺣﺪﻯ اﻟﺤﺴﻨﻴﻴﻦ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﺮﺑﺺ ﺑﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺬاﺏ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻭ ﺑﺄﻳﺪﻳﻨﺎ ﻓﺘﺮﺑﺼﻮا ﺇﻧﺎ ﻣﻌﻜﻢ ﻣﺘﺮﺑﺼﻮﻥ)
والحسنى مؤنث الأحسن ، فانظر كيف سمى الله قتلنا أحسن ، وأمرنا أن نخبر العدو فنقول : ما تنتظر فينا إلا المصير الأحسن ، لا الحسن فحسب ، وما ننتظر فيك إلا الأسوأ ، عذاب من عند الله أو بأيدينا.
وكلما سعى الشيطان وأولياؤه في تحزين المؤمن وتخويفه استحضر :
- حقارة الدنيا وزوالها ، وأنها دار لا تثبت لأهلها ولا تدوم ، فكل مصاب فيها زائل ، وكل مربح فيها راحل ، فهل بقي من ضرب بلال ألم ؟! أم هل بقي من تسلط أمية بن خلف لذة ؟!
- خير العاقبة وحسنها ، فما يصنع عدو الله بقتل المؤمن إلا تعجيله إلى نعيم البرزخ ، وزفَّه إلى كرامة الشهداء ، وتطييبَ دمه بريح المسك.
- رضا الرب جل جلاله في عليائه إذ ينظر إلى عبده يباشر أسباب الموت في رضاه ، وقد كان له في السلامة منزل فسيح لو تلطخ بالنفاق والكفر.
- أنفة السابقين من المؤمنين ، وأنهم كانوا يحبون الموت كما يحبون الحياة ، وأنه سائر على طريقهم ، فلن يظفر عدوه منه باستكانة ، ولن يفرح منه بترجٍّ ولا ضعف.
وكل واحد من هذه المعاني يقوي نفس المؤمن ، ويعظم يقينه في حسن الموت ، فكيف إذا كان عدوه مع ذلك يتغيظ منه ولا يأمنه ، ويصيبه من الألم والرعب أكثر مما يصيبه ؟!
BY تقييدات أبي الحسن
Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/161