tgoop.com/alhashemi00/165
Last Update:
قال جابر بن غيث النحوي (ت : ٢٩٩ هـ ) :
"وفد أبو العلاء عباس بن ناصح الجزيري على الأمير الحكم بقرطبة في بعض أيام وفاداته إليه ، يقرؤون عليه كتب اللغة ويستكتبون منه أشعاره ، فمرت عليهم قصيدته الميمية التي أولها :
لعمرك ما البلوى بعار ولا العدمْ ..
إذا المرء لم يعدم تقى الله والكرمْ
حتى انتهى القارئ إلى قوله :
تجافَ عن الدنيا فما لمعجَّزٍ ..
ولا حازمٍ إلا الذي خُطَّ بالقلمْ
فقال له يحيى بن حكم الغزال وكان في الحلقة - وهو إذ ذاك حدث نظار متأدب ذكي القريحة - : أيها الشيخ وما الذي يصنع مفعَّل مع فاعل ؟
فقال له : وكيف كنت تقول أنت يا بني ؟
قال : كنت أقول :
تجاف عن الدنيا فليس لعاجزٍ ..
ولا حازمٍ إلا الذي خُطَّ بالقلمْ
فقال عباس : والله لقد طلبها عمك ليالي فما وجدها".
[المقتبس - السفر الثاني (ص : ٢٣٥)]
كان العباس بن ناصح كما قيل فحل شعراء الأندلس ، وفاته هذا النظر القريب من الملائمة بين اللفظين.
وفي هذا نكتة لطيفة ، وهي أن الرجل الكبير في العلم ربما خفي عليه الشيء القريب المأخذ الذي يدركه من دونه.
ومن عرف العلم حقا لم تنقبض نفسه من مثل هذا ، فلم ينقص به قدر الكبير عنده ، إذ عرف أن العلم متين لا يحيط به ابن آدم ، وحظه منه مهما عظم يدخله الفوت ، بخلاف علم الرب سبحانه المختص بالكمال.
#ملامح_من_منهج_العلم
BY تقييدات أبي الحسن
Share with your friend now:
tgoop.com/alhashemi00/165