ALJOSYR24 Telegram 6459
أخبرتني مرة إحدى الزميلات أن والدتها كانت نرجسية في تربيتها ومُهملة في التعامل معها، حيث انشغلت بوظيفتها.
أخبرتني أنها لا تستطيع أن تكون عاطفية وحنونة معها، وقالت بنبرة مليئة بالثقة: "في النهاية، هذا ما زرعته هي فيّ."

في الحقيقة، بعضنا—وأقصد من يدرس العلوم النفسية—يكتشف أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة التي تعرض لها في طفولته أو مراهقته.
وأكبر خطأ اقترفناه بحق والدينا أننا سكبنا هذا العلم القليل مع جهلنا الكبير أمامهم، ورشقناه في وجهٍ طاهر صلّى من أجلنا في جوف الليل، وتلفّظ بدعوة كانت سببًا في بركتنا لسنوات مديدة.

الفكرة الخاطئة لدى معظم الأبناء هي أنهم يعتقدون أن العلاقة مع الأمهات والآباء هي علاقة يكون "الولد محورها".
ولو سألتك الآن: عندما قال الله عز وجل:
{وقضى ربُّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدينِ إحسانا}
لماذا لم يقل: "وبالوالدين المحسنين إليك إحسانًا"؟
برأيك، هل العلاقة مبنية على مبدأ "لكَ مني ما رأيته منك"؟

هل فكرتَ مثلًا، ممَّ تخاف والدتك؟
تاريخ ميلادها... متى أحبت؟
أم تظن أنها لا تحب ولا تغار؟ ولا يعجبها أن تدخل معها في نقاش؟
هل جرّبت أن تلقي على مسمعها كلمات الحب والغزل والدلال والألقاب الجميلة؟
أم أنك قررت أن هذه الأشياء يجب أن تصدر عنها وتتوجه إليك، لأنك ولدها!

أو أن هذه الأشياء تحصل في الأعياد فقط أو في المسلسلات والأفلام، وأن العلاقة بينكما طيبة طالما أنها تدعو لك؟
وأنت، لمجرد أنها تدعو لك، تعتبر أنك قد أخذتَ ما تريد، لتعود من العمل أو الجامعة، فتجلس في غرفتك وتنتظرها أن تصنع لك الطعام وتسألك عن دراستك وامتحاناتك، فتهزّ رأسك وأنت غارق في هاتفك وترد : "كل شيء تمام."

صدّقني، الأمر مخيف.
أتظن أن قول النبي ﷺ: "من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك..
ثم من؟  أمك...
ثم من؟ أمك. 
جاء من فراغ؟
أم أن الأم لا تستحق أن تكون صاحبة كل لحظة في حياتك لأن صفاتها الشخصية لا تعجبك؟

لقد كانت يومًا ما صاحبة كل لحظة، بينما كنتَ مغيبًا عن هذا المشهد، عندما كانت تستيقظ ثلاث مرات أو أربعًا في الليل، وتهزّ سريرك لتنام.
كل شهر كان يمرّ، كان يأخذ جزءًا من صحتها.
ولو أن أحدهم صفعكَ على وجهك وأخبرك أن علاقتك بها أبعد من ذلك...
وقال لك إن رجلًا سأل :
"حججتُ بأمي من خراسان على ظهري، يا رسول الله، هل وفيتها حقها؟"
فقال: "ولا طلقة من طلقاتها!"

ثُم تظن أنك مثقف، لأن العمر مضى، وغدوتَ في الجامعة تدرس العلوم النفسية، فاكتشفت أنها كانت مُهمِلة!
وتأتي مساحات العلاج النفسي التي استوردناها من منظومات غربية فاسدة، لتؤكد لك ذلك.
صدّقني أنا أعرف أنّهُ ليس كل الأمهات مثاليات ، لكنّهم زرعوا فيكَ أنّك ضحية لهذه الأساليب التربوية، فبررتَ لنفسك معاملتك الجافة  لها ..
عليك أن تقرأ أكثر عن الأمر من كافة جوانبه ، وتسأل الله أن ينفعك بعلمك، لأنهم وضعوك داخل أقفاص حديدية صدئة تتخبّط فيها ولا تعرف معنى "أُم" .
#جودي_شغالة 🍁



tgoop.com/aljosyr24/6459
Create:
Last Update:

أخبرتني مرة إحدى الزميلات أن والدتها كانت نرجسية في تربيتها ومُهملة في التعامل معها، حيث انشغلت بوظيفتها.
أخبرتني أنها لا تستطيع أن تكون عاطفية وحنونة معها، وقالت بنبرة مليئة بالثقة: "في النهاية، هذا ما زرعته هي فيّ."

في الحقيقة، بعضنا—وأقصد من يدرس العلوم النفسية—يكتشف أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة التي تعرض لها في طفولته أو مراهقته.
وأكبر خطأ اقترفناه بحق والدينا أننا سكبنا هذا العلم القليل مع جهلنا الكبير أمامهم، ورشقناه في وجهٍ طاهر صلّى من أجلنا في جوف الليل، وتلفّظ بدعوة كانت سببًا في بركتنا لسنوات مديدة.

الفكرة الخاطئة لدى معظم الأبناء هي أنهم يعتقدون أن العلاقة مع الأمهات والآباء هي علاقة يكون "الولد محورها".
ولو سألتك الآن: عندما قال الله عز وجل:
{وقضى ربُّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدينِ إحسانا}
لماذا لم يقل: "وبالوالدين المحسنين إليك إحسانًا"؟
برأيك، هل العلاقة مبنية على مبدأ "لكَ مني ما رأيته منك"؟

هل فكرتَ مثلًا، ممَّ تخاف والدتك؟
تاريخ ميلادها... متى أحبت؟
أم تظن أنها لا تحب ولا تغار؟ ولا يعجبها أن تدخل معها في نقاش؟
هل جرّبت أن تلقي على مسمعها كلمات الحب والغزل والدلال والألقاب الجميلة؟
أم أنك قررت أن هذه الأشياء يجب أن تصدر عنها وتتوجه إليك، لأنك ولدها!

أو أن هذه الأشياء تحصل في الأعياد فقط أو في المسلسلات والأفلام، وأن العلاقة بينكما طيبة طالما أنها تدعو لك؟
وأنت، لمجرد أنها تدعو لك، تعتبر أنك قد أخذتَ ما تريد، لتعود من العمل أو الجامعة، فتجلس في غرفتك وتنتظرها أن تصنع لك الطعام وتسألك عن دراستك وامتحاناتك، فتهزّ رأسك وأنت غارق في هاتفك وترد : "كل شيء تمام."

صدّقني، الأمر مخيف.
أتظن أن قول النبي ﷺ: "من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك..
ثم من؟  أمك...
ثم من؟ أمك. 
جاء من فراغ؟
أم أن الأم لا تستحق أن تكون صاحبة كل لحظة في حياتك لأن صفاتها الشخصية لا تعجبك؟

لقد كانت يومًا ما صاحبة كل لحظة، بينما كنتَ مغيبًا عن هذا المشهد، عندما كانت تستيقظ ثلاث مرات أو أربعًا في الليل، وتهزّ سريرك لتنام.
كل شهر كان يمرّ، كان يأخذ جزءًا من صحتها.
ولو أن أحدهم صفعكَ على وجهك وأخبرك أن علاقتك بها أبعد من ذلك...
وقال لك إن رجلًا سأل :
"حججتُ بأمي من خراسان على ظهري، يا رسول الله، هل وفيتها حقها؟"
فقال: "ولا طلقة من طلقاتها!"

ثُم تظن أنك مثقف، لأن العمر مضى، وغدوتَ في الجامعة تدرس العلوم النفسية، فاكتشفت أنها كانت مُهمِلة!
وتأتي مساحات العلاج النفسي التي استوردناها من منظومات غربية فاسدة، لتؤكد لك ذلك.
صدّقني أنا أعرف أنّهُ ليس كل الأمهات مثاليات ، لكنّهم زرعوا فيكَ أنّك ضحية لهذه الأساليب التربوية، فبررتَ لنفسك معاملتك الجافة  لها ..
عليك أن تقرأ أكثر عن الأمر من كافة جوانبه ، وتسأل الله أن ينفعك بعلمك، لأنهم وضعوك داخل أقفاص حديدية صدئة تتخبّط فيها ولا تعرف معنى "أُم" .
#جودي_شغالة 🍁

BY " رُبّما كاتِبة "


Share with your friend now:
tgoop.com/aljosyr24/6459

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Public channels are public to the internet, regardless of whether or not they are subscribed. A public channel is displayed in search results and has a short address (link). Telegram message that reads: "Bear Market Screaming Therapy Group. You are only allowed to send screaming voice notes. Everything else = BAN. Text pics, videos, stickers, gif = BAN. Anything other than screaming = BAN. You think you are smart = BAN. On Tuesday, some local media outlets included Sing Tao Daily cited sources as saying the Hong Kong government was considering restricting access to Telegram. Privacy Commissioner for Personal Data Ada Chung told to the Legislative Council on Monday that government officials, police and lawmakers remain the targets of “doxxing” despite a privacy law amendment last year that criminalised the malicious disclosure of personal information. Don’t publish new content at nighttime. Since not all users disable notifications for the night, you risk inadvertently disturbing them.
from us


Telegram " رُبّما كاتِبة "
FROM American