tgoop.com/alkellawy/1159
Last Update:
عايز أقول رأي -ربما كتبت عنه قبلًا ولكن لم أحسن الإبانة عنه بشكل كافٍ- فتحملوني فيه سواء قبلتموه أو خالفتموه.
لدي قناعة شخصية كده أن أكبر أسباب انشغال الرجال عمومًا في العقد الأخير -سواء مشايخ وعلماء أو غيرهم- في صراعات المرأة وعملها وخروجها وقعودها أو بين الرجال نفسهم كتحزبات سياسية ودينية وعلمانية، هي نزعة الرجل الفطرية للحركة والمغامرة والقتال والصيد التي كُبتت وتأنَّثت مع توقف الحروب التي كانت تنتشلهم من بيوتهم لشهور في القفار والصحاري والغابات بعيدًا عن الأهل والصحب فصارت السوشل ميديا مرتع ومتنفس ومهرب لهم.
لذلك انتشار الزنا والسرقة والاغتصاب والتحرش والخناقات والبلطجة في الواقع المعاصر ليس فقط من كيد الشيطان ووسوسته، لكن مع التقدم الحضاري وبقاء الرجال في المدن وانخراطهم في أعمال روتينية مثلهم مثل النساء لسنوات بالإضافة لتفشي الجهل الفقر والبطالة والظلم المنتشر مع غياب شبه شامل للقيم والأخلاق، ساعد كل هذا على انتشار مثل هذه الجرائم وتغلغلها بين الشباب، وتعزز غضبهم وربما كرههم ونفورهم من الجنس الآخر كبديل يخرجون فيه طاقاتهم المكبوتة.
الرجل قديمًا أيام حرب السيف والقوس والخيل أو حتى أواخر الحرب العالمية الثانية، كان في جهاد وقتال مستمر، تودعه زوجته وأمه وأولاده ولا يعود إليهم إلا بعد أسابيع من الشوق والولع، فكانت النساء تنتظر رجوع بطلها وتكاد تموت خشية عليه وتنتظر القوافل القادمة لتنظر إليه النظرة الأولى أو تتحسر إذا خبرها مقتله. فلم يكن هناك وقت كافٍ أصلًا لهذه التراهات الافتراضية التي تفشت في العصر الحديث حين استبدلت الحروب بصواريخ وأجهزة عن بعد وبقيت عدة القتال صدئة بلا مقاتل حقيقي.
لذلك قد يبادر لأذهان البعض: لما هذا الاحتفاء الضخم بأفعال إخواننا الرجال في القطاع الذي يخشون ذكر اسمه؟ رغم عادية هذه الأمور في صفحات السير والتاريخ كين نقرأ ما فعله الأوائل! لأن الرجال افتقدوا مثل هذا الإقدام والحمية والشجاعة بعد أن تربوا لأجيال تربية الأمهات التي تنصحهم بالذهاب إلى المدرسة بأدب، "والمشي جنب الحيط"، وغض الطرف عمن أذاك.
ولم ينشأ هذا البلاء بين ليلةٍ وضحاها، بل هو نتاج سلسلة بدأها الاحتلال قديمًا لتغريب كل ما هو إسلامي ورجولي، وتلقاها محمد علي ورفاقه حتى شملت تهميش التعليم والكتاتيب والمساجد وقتل روح الرجل الحر الأبي في الطفل منذ ترك ثدي أمه ولم يفطم على الشجاعة بعد.
والله عليم بالعباد، والناصر ولو بعد حين.
BY عبد الرحمن القلاوي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkellawy/1159