tgoop.com/alkellawy/1165
Last Update:
كلما أغالب الحزن كمدًا من وطأة الأيام، يغالبني الشوق أكثر لزيارة قفار مكة والمدينة حيث مس ترابهما أشرف الخلق وسيدهم، الذي مسح على الجذع حين بكى، وقبل الهدية حين أتته، ولم يأكل الصدقة. لما أوجس خيفةً زمَّلته خديجة، ولما هاجر رافقه أبو بكر، ولما جهرَ بالدين آزره عمر، ولما مات أظلمت الأرض وعادت كسيرتها الأولى.
فداك قلبي ونفسي، يا حبيبي ومؤنسي، يا سيدي الصادق الذي أطيع، ومعلمي الأول الذي أتبع، وشفيعي الوحيد يوم ألقى الله، فلا أملك إلا عملي، وذنبي الذي أثقلني، وصلاتي عليك، وشهادة ألا إله إلا الذي بعثك، أرنو جوارك وما أراني ببالغٍ، وشربةً من يمينك تروي ظمأي وما أنا بمستحقٍ، ونظرةً منك تثلج فؤادي فقد أرهقه المسير، وشفاعةً منك تدخلني الجنة بعد عناء السفر.
فكيف أحزن والفرح أنت، والروح أنت، والقلم يسعد في ذكرك! إن غالبني الحزن على ما فقدت من أهلٍ، فعزائي أنك الأهل، وإن غالبني اليأس على متاع الدنيا وزينتها وحاجتي منها وآمالي فيها، فعزائي رؤية وجهك في جنات النعيم.
جدي حفيدك، وابن ريحانتك، وابن صاحبك، آل البيت وأنوار الأرض من بعدك، أحنُّ للقياهم، وأدعو الله أن يحشرني جوارهم، فصلاةً وسلامًا، من صميم قلبي الدافئ بعد ذكرك، في شهر مولدك يا رسول الله.
BY عبد الرحمن القلاوي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkellawy/1165