tgoop.com/alkellawy/1183
Last Update:
جُل ما أريده في زواجي إن يسره الله لي، أن أكون على طبيعتي مع رفيقة دربي، أن تتقبل راكبي المظلم الذي لا ينفكُّ يلازمني، فلا أضطر أن أزيف من نفسي حقيقتها كي لا أرى عجبًا ينسلُّ من عينيها نحوي كلما وَجدَت غرابةً لم تعتدها، أو سمعت أذنها تلجلج لساني بحرف "الجيم" مثلًا حين يخرج معطشًا أحيانًا على غفلةٍ مني.
وإني لأرنو رباطًا يجمع بين الحب والتناغم والتغافل والإحسان، يقتنع كلٌّ فيه بما رُزقت يداه، لا يفاضل أحدنا بمن سوانا أيما ملك من العلم والمال، أو ذُيَّلَ اسمه بالألقاب والرتب أو بلغ من الإنجازات ما بلغ، لأن الإنسان بطبعه ملولٌ لا يقنع فإذا ما قنع رضي، فالتمس السَكينة والأمن والوفاق، ولم تعد عيناه ترى إلا الجمال الكامن فيما مَلك. ثم إني عليمٌ بأن الدنيا لا تصفو لأحدٍ، فكيف بنفسين تتشاركان الطريق بصفوها وكدرها، وصعودها وهبوطها، في السراء والضراء والصحة والسقم!
وإذ بي أطرح أمامي مناقصي وعيوبي، غضبي وتسرعي، قلة حكمتي وتجاربي التي لا تزال تصفعني بالحقائق حين أتعلم منها شيئًا جديدًا يكشف سَوءة جهلي وحماقتي، فأشعر حينها أنني لن أكون كافيًا أمام نفسي لإحداهن. لكني موقنٌ بأن الناس ليسوا سواء في جملة المعتقدات والأفكار والاهتمامات، ولن تتآلف الروح عنوةً إلا مع شبيهةٍ لها، فعليَّ نفسي وإصلاحها، وعلى الله ما تكفل لها به.
فهل يسعنا بيتٌ نتشارك بناء هيكله النفسي والفكري لبنةً لبنةً؟ وهل تسعني امرأةٌ أقومها وتقوِّمني عند الزلل، وأحمل عنها وتحمل عني عند الحاجة، وأتصبر بها وتتصبر بي عند البلاء؟ فلا تختارني لصفةٍ فيَّ قد تزول كزوال الدهر، أو لمالٍ يأتي ويذهب، أو لوجاهةٍ ألبسينها الناس فينفضوا عني إذا ما ذهب ريحها وانقشع بريقها. إنما يريد المرء اقتناعًا باطنيًا بما هو عليه، امرأةً تحسن العشير لا تكفره، وتحسن الظن لا تسيئه، وتقبل العفو عند الخطأ، وتقدم صلاح البَيْن على الكبرياء.
BY عبد الرحمن القلاوي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkellawy/1183