Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
هذا مقطع منتشر، وقد غبشنا على صورة المرأة وغيرنا صوتها.
تأمَّل كلامها إذ يبدو أنها تفهم أكثر بكثير من بني جلدتنا.
تقول بأن النظام الاقتصادي هو ما فرض عليها العمل.
كلامها صحيح، خروج المرأة لسوق العمل وتأخير زواجها فرضته المؤسسة الرأسمالية، حتى تستفيد من كثرة الأيدي العاملة، وبذلك يرخصون ويكثر دافعو الضرائب.
ومع ظهور النسوية والانفتاح الجنسي وضغط العمل تفكَّكت الأسرة وحصلت ظاهرة (الأمهات العازبات) والإجهاض الدائم، وتلك التجارب المريرة التي تمر بها المرأة المعاصرة.
كلامها صحيح، هي لا تكابر لأنها وصلت إلى آخر الطريق، بينما النساء في بلداننا يُمنِّين أنفسهن بمنظومة تحفظ لهن الحقوق الشرعية، مع مكتسبات زائدة، مع حياة مكسوَّة بقيم ليبرالية ونسوية.
المضحك أن المؤسسة الرأسمالية أقنعت النساء أن هذه رغبتهن، والواقع أن هذا ما أُجبرن عليه، بدليل أنه لو أرادت واحدة منهن ألا ترغب بذلك، فإنها لن تستطيع الخروج من هذا.
هو إجبار كالإجبار على الحجاب الذي تتحدث عنه النسويات، ولكن الفارق أن الإجبار على الحجاب هو إجبار على عدم فتنة الرجال والاستعراض الجنسي أمامهم، وهو إجبار على طاعة الله، فذلك نافع للجميع إن كان إجباراً.
أما هذا فإجبار على الخدمة في منظومة إنما تهتم بزيادة غنى الأغنياء ثم يرمون لك ما يكفي لأن تبقى تعمل بجد في مؤسساتهم، سعادتك وراحتك ليست أولوية عندهم.
تأمَّل كلامها إذ يبدو أنها تفهم أكثر بكثير من بني جلدتنا.
تقول بأن النظام الاقتصادي هو ما فرض عليها العمل.
كلامها صحيح، خروج المرأة لسوق العمل وتأخير زواجها فرضته المؤسسة الرأسمالية، حتى تستفيد من كثرة الأيدي العاملة، وبذلك يرخصون ويكثر دافعو الضرائب.
ومع ظهور النسوية والانفتاح الجنسي وضغط العمل تفكَّكت الأسرة وحصلت ظاهرة (الأمهات العازبات) والإجهاض الدائم، وتلك التجارب المريرة التي تمر بها المرأة المعاصرة.
كلامها صحيح، هي لا تكابر لأنها وصلت إلى آخر الطريق، بينما النساء في بلداننا يُمنِّين أنفسهن بمنظومة تحفظ لهن الحقوق الشرعية، مع مكتسبات زائدة، مع حياة مكسوَّة بقيم ليبرالية ونسوية.
المضحك أن المؤسسة الرأسمالية أقنعت النساء أن هذه رغبتهن، والواقع أن هذا ما أُجبرن عليه، بدليل أنه لو أرادت واحدة منهن ألا ترغب بذلك، فإنها لن تستطيع الخروج من هذا.
هو إجبار كالإجبار على الحجاب الذي تتحدث عنه النسويات، ولكن الفارق أن الإجبار على الحجاب هو إجبار على عدم فتنة الرجال والاستعراض الجنسي أمامهم، وهو إجبار على طاعة الله، فذلك نافع للجميع إن كان إجباراً.
أما هذا فإجبار على الخدمة في منظومة إنما تهتم بزيادة غنى الأغنياء ثم يرمون لك ما يكفي لأن تبقى تعمل بجد في مؤسساتهم، سعادتك وراحتك ليست أولوية عندهم.
المنظمة الوطنية للمرأة، أكبر منظمة غير ربحية تضم ناشطات نسويات على مستوى القاعدة الشعبية في الولايات المتحدة، تعمل على تعزيز المثل النسوية التقاطعية وقيادة التغيير المجتمعي.
هذا بيانها بعد فوز ترامب على كاميلا.
يقُلن إن العنصرية وكره النساء انتصر على الحرية والحق والديمقراطية.
هذا مثال على قوله تعالى: {وهو في الخصام غير مبين} [الزخرف].
فترامب فاز عن طريق الديمقراطية، فإن كنَّ يؤمنَّ بالديمقراطية فعليهن الرضا بنتائجها.
وإذا كنَّ لا يرضين بها، فإذن الديمقراطية ليست أمراً جيداً في مجتمع سيئ، كالمجتمع الأمريكي الذي يختار عنصرياً كارهاً للنساء.
وإذا كنا سنختار للناس سلفاً من يختارون وفقاً لقواعد مبدئية (اختاروا النسويات وداعمي الشواذ)، إذن ما فائدة العملية من الأساس!
كتبن: "وللمرة الثانية هُزمت المرشحة الأكثر تأهيلاً وخبرة لمنصب الرئيس لأنها امرأة".
ترامب صاحب ولاية سابقة، فكيف تكون أكثر خبرة منه!
غير أن المضحك أنها إذا فشلت لا تحمل هي اللوم، بل يحمل المجتمع الذكوري اللوم، ابتزاز عاطفي وطفولية تتعامل بها النسويات دائماً.
وكتبن: "لم تفشل حملة كاميلا هاريس، بل فشل الناخبون في مساعدة هاريس".
هذا تلخيص العقلية النسوية، إن نجحت المرأة، فينبغي أن يكون نجاحها مضاعفاً، لأنها امرأة وتخطَّت كثيراً، وإذا فشلت فاللوم على غيرها، حين يطالبن بالمساواة لا يفكرن في إلغاء هذا المعنى أبداً، إنهن يتغذين على المظلومية.
فرج الله عن أهل الإسلام وكفاهم الله شر ترامب وهاريس وأحزابهم.
هذا بيانها بعد فوز ترامب على كاميلا.
يقُلن إن العنصرية وكره النساء انتصر على الحرية والحق والديمقراطية.
هذا مثال على قوله تعالى: {وهو في الخصام غير مبين} [الزخرف].
فترامب فاز عن طريق الديمقراطية، فإن كنَّ يؤمنَّ بالديمقراطية فعليهن الرضا بنتائجها.
وإذا كنَّ لا يرضين بها، فإذن الديمقراطية ليست أمراً جيداً في مجتمع سيئ، كالمجتمع الأمريكي الذي يختار عنصرياً كارهاً للنساء.
وإذا كنا سنختار للناس سلفاً من يختارون وفقاً لقواعد مبدئية (اختاروا النسويات وداعمي الشواذ)، إذن ما فائدة العملية من الأساس!
كتبن: "وللمرة الثانية هُزمت المرشحة الأكثر تأهيلاً وخبرة لمنصب الرئيس لأنها امرأة".
ترامب صاحب ولاية سابقة، فكيف تكون أكثر خبرة منه!
غير أن المضحك أنها إذا فشلت لا تحمل هي اللوم، بل يحمل المجتمع الذكوري اللوم، ابتزاز عاطفي وطفولية تتعامل بها النسويات دائماً.
وكتبن: "لم تفشل حملة كاميلا هاريس، بل فشل الناخبون في مساعدة هاريس".
هذا تلخيص العقلية النسوية، إن نجحت المرأة، فينبغي أن يكون نجاحها مضاعفاً، لأنها امرأة وتخطَّت كثيراً، وإذا فشلت فاللوم على غيرها، حين يطالبن بالمساواة لا يفكرن في إلغاء هذا المعنى أبداً، إنهن يتغذين على المظلومية.
فرج الله عن أهل الإسلام وكفاهم الله شر ترامب وهاريس وأحزابهم.
لن يسألك الله في قبرك عن نصرة أهل غزة!
سمعت مقطعاً لأحد المشيخة يقول فيه إنك في قبرك ستُسأل عن التنزه من البول (وهذا حق وحسن) ولكنك لن تُسأل عن فلسطين!
وحقيقة أتعجب من هذه المقارنة، فهناك حساب يوم القيامة عن كل دقيق وجليل، ونصرة المظلوم سواءً كان في فلسطين أو سوريا أو السودان من الواجبات على من استطاع ذلك، وعملٌ صالح داخل في قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره • ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} [الزلزلة] وقوله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق]، مع ما ورد في أخبار نصرة المظلوم خاصة.
وعهدي بهذا المتحدث أنه معظم للألباني، وهنا حديث صححه الألباني في أنك ستُسأل في قبرك عن نصرة المظلوم.
جاء في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني: "2774- «أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما ارتفع عنه وأفاق قال: على ما جلدتموني؟ قالوا: إنك صليت صلاة واحدة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره».
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" [4/231]: حدثنا فهد بن سليمان قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن عاصم عن شقيق عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات من رجال "التهذيب" غير فهد هذا، وهو ثقة ثبت كما قال ابن يونس في "الغرباء" كما في "رجال معاني الآثار" (85/1)، وعاصم هو ابن أبي النجود وهو ابن بهدلة، قال الحافظ: "صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين". والحديث أورده المنذري في "الترغيب" (3/148) برواية أبي الشيخ ابن حيان في "كتاب التوبيخ"، وأشار إلى تضعيفه! ففاته هذا المصدر العزيز بالسند الجيد. وليس الحديث في الجزء المطبوع من "كتاب التوبيخ"".
تأمل قوله في الحديث: «ومررت على مظلوم فلم تنصره» والنصرة بالمقدور عليه، الأمر بالمعروف؛ النهي عن المنكر؛ النصرة باللسان والسنان، لا خصوصية لأهل فلسطين على فضل ما يمرون به، بل كل مسلم في بورما والسودان وسوريا والعراق، بل والمظلوم في بلدك وأي بلد إن استطعت أن تنصره بشيء تعيَّن عليك ذلك، وفي الحديث: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً».
بل حتى من يُظلم ويُفترى عليه من آحاد الناس من طلاب العلم وغيرهم، داخلون في ذلك.
علماً أن تصحيح الألباني للخبر وهم، فجعفر بن سليمان الذي في السند هو حفص بن سليمان تصحف، فاغتر الألباني بهذا التصحيف فقوى الخبر، وحفص ضعيف، وقد شرحت ذلك في مقال بعنوان: «التنبيه على تصحيف في بيان مشكل الآثار للطحاوي».
غير أن الخبر ثابت من قول عمرو بن شرحبيل التابعي الكبير، ويغلب على الظن أنه أخذه من الصحابة.
وحتى حديث التنزه من البول أيضاً فيه أن المرء يعاقب في قبره على النميمة، واليوم توجد نميمة بين الشعوب في مواقع التواصل الاجتماعي ينبغي الوقوف لها، والنميمة ذُمَّت لأنها تفرق الناس بالباطل، فكذلك تُحمد النصرة للمظلوم لأنها تجمع قلوب الناس بالحق.
والنصرة لا تعني الموافقة على الحق والباطل، بل أحياناً يكون من النصرة النصيحة بالتزام الشرع والبعد عن تعظيم المشركين ووصفهم بالشهداء، وهذا لا ينافي نصرة المستضعفين والدعاء لهم والسعي في إيصال الخير لهم وحث أصحاب القرار على التحرك لنصرتهم ونفعهم، بل الحزن عليهم دون قنوط أو انكسار مشروع، لقوله ﷺ: «ألا إن مثل المؤمنين ومثل توادهم وتحابهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى بعضه تداعى سائره بالسهر والحمى».
وإذا كنا نتحدث عن نعمة الأمن دائماً، فينبغي أن نحب ذلك لإخواننا المسلمين ونرجو لهم أن ينعموا بها، وهذه عبادة، «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
(علماً أنني بعد هذا رأيت مقطع المتحدث كاملاً، وسمعته يقول لا يجوز الفرح بانتصار اليهود على المسلمين فذلك يمسُّ الولاء والبراء، وهذا حسن، وذِكر أمر المستضعفين طيب، المستضعفون بابهم النصرة من استطاع إلى ذلك سبيلاً).
سمعت مقطعاً لأحد المشيخة يقول فيه إنك في قبرك ستُسأل عن التنزه من البول (وهذا حق وحسن) ولكنك لن تُسأل عن فلسطين!
وحقيقة أتعجب من هذه المقارنة، فهناك حساب يوم القيامة عن كل دقيق وجليل، ونصرة المظلوم سواءً كان في فلسطين أو سوريا أو السودان من الواجبات على من استطاع ذلك، وعملٌ صالح داخل في قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره • ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} [الزلزلة] وقوله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق]، مع ما ورد في أخبار نصرة المظلوم خاصة.
وعهدي بهذا المتحدث أنه معظم للألباني، وهنا حديث صححه الألباني في أنك ستُسأل في قبرك عن نصرة المظلوم.
جاء في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني: "2774- «أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما ارتفع عنه وأفاق قال: على ما جلدتموني؟ قالوا: إنك صليت صلاة واحدة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره».
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" [4/231]: حدثنا فهد بن سليمان قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن عاصم عن شقيق عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات من رجال "التهذيب" غير فهد هذا، وهو ثقة ثبت كما قال ابن يونس في "الغرباء" كما في "رجال معاني الآثار" (85/1)، وعاصم هو ابن أبي النجود وهو ابن بهدلة، قال الحافظ: "صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين". والحديث أورده المنذري في "الترغيب" (3/148) برواية أبي الشيخ ابن حيان في "كتاب التوبيخ"، وأشار إلى تضعيفه! ففاته هذا المصدر العزيز بالسند الجيد. وليس الحديث في الجزء المطبوع من "كتاب التوبيخ"".
تأمل قوله في الحديث: «ومررت على مظلوم فلم تنصره» والنصرة بالمقدور عليه، الأمر بالمعروف؛ النهي عن المنكر؛ النصرة باللسان والسنان، لا خصوصية لأهل فلسطين على فضل ما يمرون به، بل كل مسلم في بورما والسودان وسوريا والعراق، بل والمظلوم في بلدك وأي بلد إن استطعت أن تنصره بشيء تعيَّن عليك ذلك، وفي الحديث: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً».
بل حتى من يُظلم ويُفترى عليه من آحاد الناس من طلاب العلم وغيرهم، داخلون في ذلك.
علماً أن تصحيح الألباني للخبر وهم، فجعفر بن سليمان الذي في السند هو حفص بن سليمان تصحف، فاغتر الألباني بهذا التصحيف فقوى الخبر، وحفص ضعيف، وقد شرحت ذلك في مقال بعنوان: «التنبيه على تصحيف في بيان مشكل الآثار للطحاوي».
غير أن الخبر ثابت من قول عمرو بن شرحبيل التابعي الكبير، ويغلب على الظن أنه أخذه من الصحابة.
وحتى حديث التنزه من البول أيضاً فيه أن المرء يعاقب في قبره على النميمة، واليوم توجد نميمة بين الشعوب في مواقع التواصل الاجتماعي ينبغي الوقوف لها، والنميمة ذُمَّت لأنها تفرق الناس بالباطل، فكذلك تُحمد النصرة للمظلوم لأنها تجمع قلوب الناس بالحق.
والنصرة لا تعني الموافقة على الحق والباطل، بل أحياناً يكون من النصرة النصيحة بالتزام الشرع والبعد عن تعظيم المشركين ووصفهم بالشهداء، وهذا لا ينافي نصرة المستضعفين والدعاء لهم والسعي في إيصال الخير لهم وحث أصحاب القرار على التحرك لنصرتهم ونفعهم، بل الحزن عليهم دون قنوط أو انكسار مشروع، لقوله ﷺ: «ألا إن مثل المؤمنين ومثل توادهم وتحابهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى بعضه تداعى سائره بالسهر والحمى».
وإذا كنا نتحدث عن نعمة الأمن دائماً، فينبغي أن نحب ذلك لإخواننا المسلمين ونرجو لهم أن ينعموا بها، وهذه عبادة، «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
(علماً أنني بعد هذا رأيت مقطع المتحدث كاملاً، وسمعته يقول لا يجوز الفرح بانتصار اليهود على المسلمين فذلك يمسُّ الولاء والبراء، وهذا حسن، وذِكر أمر المستضعفين طيب، المستضعفون بابهم النصرة من استطاع إلى ذلك سبيلاً).
كلمة نبوية مباركة في نقض الوسواس «نحو وضوئي»…
قال البخاري في صحيحه: "164- حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عطاء بن يزيد، عن حمران، مولى عثمان بن عفان أنه رأى عثمان بن عفان دعا بوضوء، فأفرغ على يديه من إنائه، فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كل رجل ثلاثا، ثم قال: رأيت النبي ﷺ يتوضأ نحو وضوئي هذا، وقال: «من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه»".
والحديث في صحيح مسلم.
قوله ﷺ: «نحو وضوئي» فيه تخفيف قاطعٌ للوسواس، فكثير من الموسوسين ترى وسواسه في الطهارة، ويحسب أنه إن لم يتوضأ وضوءاً دقيقاً جداً فإن وضوءه لا يصح.
وهنا النبي ﷺ يتكلم عن الفضل وليس مجرد الإجزاء أو الصحة، ومع ذلك هذا الفضل العظيم ترتب على «نحو وضوئي»، فما بالك بالصحة، لا شك أنها تترتب على أقل من ذلك.
وهذا من تأمَّله وجده قاطعاً لشجرة الوسواس من عروقها، وهذا الأمر كثير في الناس، فلا ينبغي الاستهانة به، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكل ما في الفقه من وجود صفة مستحبة وصفة مجزئة فحسب له أثر في قطع الوسواس.
فكثير مما يظنه الموسوسون ليس صحيحاً هو صحيح ومجزئ، بل ومترتب عليه فضل أيضاً.
قال البخاري في صحيحه: "164- حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عطاء بن يزيد، عن حمران، مولى عثمان بن عفان أنه رأى عثمان بن عفان دعا بوضوء، فأفرغ على يديه من إنائه، فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كل رجل ثلاثا، ثم قال: رأيت النبي ﷺ يتوضأ نحو وضوئي هذا، وقال: «من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه»".
والحديث في صحيح مسلم.
قوله ﷺ: «نحو وضوئي» فيه تخفيف قاطعٌ للوسواس، فكثير من الموسوسين ترى وسواسه في الطهارة، ويحسب أنه إن لم يتوضأ وضوءاً دقيقاً جداً فإن وضوءه لا يصح.
وهنا النبي ﷺ يتكلم عن الفضل وليس مجرد الإجزاء أو الصحة، ومع ذلك هذا الفضل العظيم ترتب على «نحو وضوئي»، فما بالك بالصحة، لا شك أنها تترتب على أقل من ذلك.
وهذا من تأمَّله وجده قاطعاً لشجرة الوسواس من عروقها، وهذا الأمر كثير في الناس، فلا ينبغي الاستهانة به، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكل ما في الفقه من وجود صفة مستحبة وصفة مجزئة فحسب له أثر في قطع الوسواس.
فكثير مما يظنه الموسوسون ليس صحيحاً هو صحيح ومجزئ، بل ومترتب عليه فضل أيضاً.
الدكتورة وسام شعيب خرجت ودقت ناقوس الخطر، تحدثت عن كثرة حالات فقدان العذرية والإجهاض والخيانة الزوجية.
الآن استدعيت للنيابة، ومثل هذا التصريح أثار جدلاً كبيراً، التعليق الموجود أعلاه هو عينة من تعليقات كثيرة من هذا النوع.
يتهمن الدكتورة بمخالفة الأمر بالستر، مع أنها لم تتكلم بشخص بعينه، وحذَّرت تحذيراً عاماً، ولكن المتحدثة ذكرت سبب خوفها وهو أن الآباء سيصيرون أكثر حرصاً على بناتهم.
هذا التعليل يشرح لك عقلية هذا الضرب من الإناث، وأن حتى العفيفة منهن مشاركة في المشكلة، إذ تخلط بين مفهوم (الستر) ومفهوم (التستر).
الستر أن ترى إنساناً على خلل يفعله سراً فتستره أو يأتيك تائباً فتستره، كما قال النبي ﷺ لهزال في شأن ماعز: «لو سترته بثوبك».
وأما التستر: أن ترى إنساناً يمضي إلى جناية وهو مستمر بها، فتتستر عليه ولا توصل الخبر إلى من يمكن أن يمنعه.
كثير من الفتيات تراها في العمل ليس عندها علاقات ولكنها ترى من معها في العمل عندها علاقات، وتحرص على ألا يُعرف ذلك، لكي لا ينتبه أولياء الأمور إلى الفساد في بيئة العمل، مما قد يدفع كثيراً منهم إلى إبعاد محارمه عنها أو أخذ احتياطات شديدة.
ومنهن من تؤمِّل أن تعيش بعلاقة بضوابطها الخاصة لا تصل إلى الزنا ولكنها محرمة، وتخاف إن فُضحت الزواني أن تُمنع مما تريده هي.
كثير منهن شاهدن أن الآباء قد يشددون، وهذه عندهن معضلة كبرى، ولكن لم يشاهدن فشو الفاحشة والغش للأزواج وقتل الأجنة، لأنهن باختصار يتمحورن حول أهوائهن الخاصة، وهذا الضرب كان يتعبنا أيام مناقشة الشبهات.
بسند صحيح عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنه قال: "إني لأعدُّ العُراق (يعني العظام) على خادمي، مخافة الظن" (وفي رواية: خشية الظن).
خلاصة شرح هذا الأثر أنه بمعنى المثل المشهور عند أهل مصر: (المال السايب يعلِّم السرقة) وكثير من الناس هو حريص جداً على ماله، ولا حرص عنده على عرضه.
وفي الصحيحين من حديث حميد بن عبد الرحمن: "أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر، فتناول قُصة من شعر، وكانت في يدي حرسي، فقال: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت النبي ﷺ ينهى عن مثل هذه، ويقول: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم»".
فهذا معاوية يدق ناقوس الخطر ويقول (أين علماؤكم؟) لما رأى شعراً مستعاراً تستخدمه النساء في المدينة ويحذِّر نصحاً، فكيف بما رأت الدكتورة؟
وإن كانت أطلقت عبارات غير جيدة وغير شرعية هذا يعرفه كل صاحب دين، غير أن الأمر في الفكرة العامة.
الآن استدعيت للنيابة، ومثل هذا التصريح أثار جدلاً كبيراً، التعليق الموجود أعلاه هو عينة من تعليقات كثيرة من هذا النوع.
يتهمن الدكتورة بمخالفة الأمر بالستر، مع أنها لم تتكلم بشخص بعينه، وحذَّرت تحذيراً عاماً، ولكن المتحدثة ذكرت سبب خوفها وهو أن الآباء سيصيرون أكثر حرصاً على بناتهم.
هذا التعليل يشرح لك عقلية هذا الضرب من الإناث، وأن حتى العفيفة منهن مشاركة في المشكلة، إذ تخلط بين مفهوم (الستر) ومفهوم (التستر).
الستر أن ترى إنساناً على خلل يفعله سراً فتستره أو يأتيك تائباً فتستره، كما قال النبي ﷺ لهزال في شأن ماعز: «لو سترته بثوبك».
وأما التستر: أن ترى إنساناً يمضي إلى جناية وهو مستمر بها، فتتستر عليه ولا توصل الخبر إلى من يمكن أن يمنعه.
كثير من الفتيات تراها في العمل ليس عندها علاقات ولكنها ترى من معها في العمل عندها علاقات، وتحرص على ألا يُعرف ذلك، لكي لا ينتبه أولياء الأمور إلى الفساد في بيئة العمل، مما قد يدفع كثيراً منهم إلى إبعاد محارمه عنها أو أخذ احتياطات شديدة.
ومنهن من تؤمِّل أن تعيش بعلاقة بضوابطها الخاصة لا تصل إلى الزنا ولكنها محرمة، وتخاف إن فُضحت الزواني أن تُمنع مما تريده هي.
كثير منهن شاهدن أن الآباء قد يشددون، وهذه عندهن معضلة كبرى، ولكن لم يشاهدن فشو الفاحشة والغش للأزواج وقتل الأجنة، لأنهن باختصار يتمحورن حول أهوائهن الخاصة، وهذا الضرب كان يتعبنا أيام مناقشة الشبهات.
بسند صحيح عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنه قال: "إني لأعدُّ العُراق (يعني العظام) على خادمي، مخافة الظن" (وفي رواية: خشية الظن).
خلاصة شرح هذا الأثر أنه بمعنى المثل المشهور عند أهل مصر: (المال السايب يعلِّم السرقة) وكثير من الناس هو حريص جداً على ماله، ولا حرص عنده على عرضه.
وفي الصحيحين من حديث حميد بن عبد الرحمن: "أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر، فتناول قُصة من شعر، وكانت في يدي حرسي، فقال: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت النبي ﷺ ينهى عن مثل هذه، ويقول: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم»".
فهذا معاوية يدق ناقوس الخطر ويقول (أين علماؤكم؟) لما رأى شعراً مستعاراً تستخدمه النساء في المدينة ويحذِّر نصحاً، فكيف بما رأت الدكتورة؟
وإن كانت أطلقت عبارات غير جيدة وغير شرعية هذا يعرفه كل صاحب دين، غير أن الأمر في الفكرة العامة.
بماذا امتلأ جوفك؟ (الحديث الذي أخاف علماء اللغة)...
قال البخاري في صحيحه: "6154- حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا حنظلة، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا»".
والحديث في صحيح مسلم.
والمراد منه ذم الإكثار من الشعر إلى درجة الانشغال به عن كتاب الله عز وجل.
مع أن الشعر كثير منه حكمة وكثيراً ما يستفاد منه في تفسير القرآن والسنة.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في «غريب الحديث»: "وسمعت يزيد بن هارون يحدث بحديث عن الشرقي ابن القطامي، عن مجالد، عن الشعبي أن النبي ﷺ قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا» يعني من الشعر الذي قد هجي به النبي ﷺ.
قال أبو عبيد: والذي عندي في هذا الحديث غير هذا القول؛ لأن الذي هجي به النبي ﷺ لو كان شطر بيت لكان كفرا، فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء القلب منه، أنه قد رخّص في القليل منه.
ولكن وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه، فيشغله عن القرآن، وعن ذكر الله، فيكون الغالب عليه من أي الشعر كان.
فأما إذا كان القرآن والعلم الغالب عليه، فليس جوف هذا عندنا ممتلئا من الشعر".
قال إسحاق بن منصور في مسائله [3275]: "قلت: قوله ﷺ: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا" فتلكأ، فذكرت له قول النضر بن شميل -يعني: أجوافنا لم تمتلئ شعرًا؛ فيها القرآن، والعلم، والذكر، هذا لأولئك الأعراب الذين لا يحسنون إلا الشعر.
فقال: ما أحسن ما قال.
قال إسحاق: أجاد".
سبب اشتغال أمثال النضر بن شميل وأبي عبيد بتوجيه الحديث أنهما من علماء اللغة الذين يُكثرون من حفظ أشعار العرب، فأرادوا التوثُّق لأنفسهم ومعرفة أنهم غير داخلين بالحرج، وهذا سبب اشتغال كثير من علماء اللغة بالقرآن، حتى يخرجوا من الوعيد.
وأما اليوم فكثير امتلأت أجوافهم بالأغاني وأخبار المشاهير والمسلسلات وأصناف الترفيه المضيِّعة للعمر والدِّين والصحة النفسية.
ولفت نظري قول أبي عبيد في الشعر الذي هُجي به النبي ﷺ: "لأن الذي هجي به النبي ﷺ لو كان شطر بيت لكان كفرا".
ذكرني هذا بحال كثيرين ممن أشغلوا زمانهم بمتابعة أعمال ملأى بالكفر، وترجمتها وتحليلها وتلخيصها، ثم يقول بعضهم: (هذه الأعمال لا توافق ديننا ولا نقرُّها)، ولكنه يُشغل الناس بها ويتكسَّب بها.
فهذا ملأ جوفه بالباطل وملأ أجواف الناس بذلك، فلو امتلأ قيحاً (وهو الصديد) لكان خيراً له، فذاك مرض في البدن وهذا مرض في القلب.
ومِن طلاب العلم ومَن فيه خير مَن يُعرض عن الوحي بحجة أنه لا ينظر فيه إلا من له آلة اجتهاد، ثم يشتغل بالشعر والأدب اشتغالاً مفرطاً، فهذا حاله مذموم لا يختلف عن السابقين، وأسوأ منه من يشتغل بالفلسفة والمنطق، ويعلل بعلل سخيفة لا تقوم.
قال البخاري في صحيحه: "6154- حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا حنظلة، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا»".
والحديث في صحيح مسلم.
والمراد منه ذم الإكثار من الشعر إلى درجة الانشغال به عن كتاب الله عز وجل.
مع أن الشعر كثير منه حكمة وكثيراً ما يستفاد منه في تفسير القرآن والسنة.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في «غريب الحديث»: "وسمعت يزيد بن هارون يحدث بحديث عن الشرقي ابن القطامي، عن مجالد، عن الشعبي أن النبي ﷺ قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا» يعني من الشعر الذي قد هجي به النبي ﷺ.
قال أبو عبيد: والذي عندي في هذا الحديث غير هذا القول؛ لأن الذي هجي به النبي ﷺ لو كان شطر بيت لكان كفرا، فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء القلب منه، أنه قد رخّص في القليل منه.
ولكن وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه، فيشغله عن القرآن، وعن ذكر الله، فيكون الغالب عليه من أي الشعر كان.
فأما إذا كان القرآن والعلم الغالب عليه، فليس جوف هذا عندنا ممتلئا من الشعر".
قال إسحاق بن منصور في مسائله [3275]: "قلت: قوله ﷺ: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا" فتلكأ، فذكرت له قول النضر بن شميل -يعني: أجوافنا لم تمتلئ شعرًا؛ فيها القرآن، والعلم، والذكر، هذا لأولئك الأعراب الذين لا يحسنون إلا الشعر.
فقال: ما أحسن ما قال.
قال إسحاق: أجاد".
سبب اشتغال أمثال النضر بن شميل وأبي عبيد بتوجيه الحديث أنهما من علماء اللغة الذين يُكثرون من حفظ أشعار العرب، فأرادوا التوثُّق لأنفسهم ومعرفة أنهم غير داخلين بالحرج، وهذا سبب اشتغال كثير من علماء اللغة بالقرآن، حتى يخرجوا من الوعيد.
وأما اليوم فكثير امتلأت أجوافهم بالأغاني وأخبار المشاهير والمسلسلات وأصناف الترفيه المضيِّعة للعمر والدِّين والصحة النفسية.
ولفت نظري قول أبي عبيد في الشعر الذي هُجي به النبي ﷺ: "لأن الذي هجي به النبي ﷺ لو كان شطر بيت لكان كفرا".
ذكرني هذا بحال كثيرين ممن أشغلوا زمانهم بمتابعة أعمال ملأى بالكفر، وترجمتها وتحليلها وتلخيصها، ثم يقول بعضهم: (هذه الأعمال لا توافق ديننا ولا نقرُّها)، ولكنه يُشغل الناس بها ويتكسَّب بها.
فهذا ملأ جوفه بالباطل وملأ أجواف الناس بذلك، فلو امتلأ قيحاً (وهو الصديد) لكان خيراً له، فذاك مرض في البدن وهذا مرض في القلب.
ومِن طلاب العلم ومَن فيه خير مَن يُعرض عن الوحي بحجة أنه لا ينظر فيه إلا من له آلة اجتهاد، ثم يشتغل بالشعر والأدب اشتغالاً مفرطاً، فهذا حاله مذموم لا يختلف عن السابقين، وأسوأ منه من يشتغل بالفلسفة والمنطق، ويعلل بعلل سخيفة لا تقوم.