المثقف العربي /النجاح والتميز

Forwarded from ((صِبْغَةَ اللَّهِ ً )) ("الإسلام_ديني")

.

(النعيم العاجل لِمَن نهى النفس عن الهوى:)

قال الإمام العلامة ابن القيم
رحمه الله تعالى :

وقد أجمع السائرون إلى الله أنّ القلوب
لا تُعطى مُناها حتى تصل إلى مولاها
ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة، ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها
ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها.

فهواها مرضها، وشفاؤها مخالفته
فإن استَحكم المرضُ قَتل أو كاد.

وكما أنّ مَن نهى نفسه عن الهوى كانت الجنة مأواه، فكذا يكون قلبه في هذه الدار في جنة عاجلة لا يشبه نعيم أهلها نعيم البتة، بل التفاوت الذي بين النعيمين كالتفاوت الذي بين نعيم الدنيا والآخرة. وهذا أمر لا يصدّق به إلا مَن باشر قلبه هذا وهذا.

ولا تحسب أن قوله تعالى:
{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمِ. وَإِنَّ الْفُجَارَ لَفِي جحيم}
[الانفطار / ١٣ - ١٤]

مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط
بل في دورهم الثلاثة هم كذلك، أعني:
دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار.

فهؤلاء في نعيم وهؤلاء في جحيم.
وهل النعيم إلا نعيم القلب؟
وهل العذاب إلا عذاب القلب؟

وأيّ عذاب أشدّ من الخوف
والهمّ، والحزن، وضيق الصدر، وإعراضه عن الله والدار الآخرة، وتعلقه بغير الله وانقطاعه عن الله بكل وادٍ منه شعبة؟

الداء والدواء (ص ١٨٤ - ١٨٥).

www.tgoop.com/alngah6/17612

117 views"الإسلام_ديني", Feb 18, 2024 at 15:58

.

(النعيم العاجل لِمَن نهى النفس عن الهوى:)

قال الإمام العلامة ابن القيم
رحمه الله تعالى :

وقد أجمع السائرون إلى الله أنّ القلوب
لا تُعطى مُناها حتى تصل إلى مولاها
ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة، ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها
ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها.

فهواها مرضها، وشفاؤها مخالفته
فإن استَحكم المرضُ قَتل أو كاد.

وكما أنّ مَن نهى نفسه عن الهوى كانت الجنة مأواه، فكذا يكون قلبه في هذه الدار في جنة عاجلة لا يشبه نعيم أهلها نعيم البتة، بل التفاوت الذي بين النعيمين كالتفاوت الذي بين نعيم الدنيا والآخرة. وهذا أمر لا يصدّق به إلا مَن باشر قلبه هذا وهذا.

ولا تحسب أن قوله تعالى:
{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمِ. وَإِنَّ الْفُجَارَ لَفِي جحيم}
[الانفطار / ١٣ - ١٤]

مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط
بل في دورهم الثلاثة هم كذلك، أعني:
دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار.

فهؤلاء في نعيم وهؤلاء في جحيم.
وهل النعيم إلا نعيم القلب؟
وهل العذاب إلا عذاب القلب؟

وأيّ عذاب أشدّ من الخوف
والهمّ، والحزن، وضيق الصدر، وإعراضه عن الله والدار الآخرة، وتعلقه بغير الله وانقطاعه عن الله بكل وادٍ منه شعبة؟

الداء والدواء (ص ١٨٤ - ١٨٥).

BY المثقف العربي /النجاح والتميز