Warning: file_put_contents(aCache/aDaily/post/alsayed_ah/--): Failed to open stream: Permission denied in /var/www/tgoop/post.php on line 50
قناة أحمد بن يوسف السيد@alsayed_ah P.1990
ALSAYED_AH Telegram 1990
لو أطاعوه لدخلوا النار!

تأمّل معي هذا الحديث؛ وانظر خطورة الفهم الجزئي لنصوص الشريعة دون الأخذ بمجموعها.
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن علي عنه قال: بعث النبي ﷺ سرية فاستعمل رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب، فقال: أليس أمركم النبي ﷺ أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: فاجمعوا لي حطبا. فجمعوا، فقال: أوقدوا نارا. فأوقدوها، فقال: ادخلوها.
فهَمُّوا، وجعل بعضهم يمسك بعضا، ويقولون: فررنا إلى النبي ﷺ من النار!
فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه، فبلغ النبي ﷺ فقال: (لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة؛ الطاعة في المعروف)!
هؤلاء الصحابة عندهم نص صريح قطعي مباشر من النبي ﷺ بطاعة ذلك الأمير بعينه! ومع ذلك فلو كانوا أطاعوه في هذا الشأن لعذبهم الله تعالى!
حسناً؛ أليس دخول النار يُعد طاعة للأمير؟ أليس هذا هو الظاهر اللفظي للنص؟
أليس النصّ صحيحا؟
أليس امتناعهم عن دخول النار يُعد معصية للأمير الذي أمر النبي بطاعته؟!
بلى؛ ولكن هناك قطعيات أخرى في الدين ينبغي أن يستصحبها المسلم وهو ينظر في النصوص حتى لا يصادم كُلّيات الشريعة ومقاصدها!
وهكذا فعل الصحابة هنا حين فكروا وتساءلوا. ثم أيدهم النبي ﷺ حين قال: (الطاعة في المعروف).
والمعروف هذا يُعرف من محكمات الشريعة وعامة ما جاء فيها.
وليس الخطأ هنا خطأ اجتهاديا عاديا؛ بل كان خطأ سيودي بهم إلى عذاب الله، مع كونهم صحابة رسول الله وقد خرجوا في سبيل الله، وكانوا سيخالفون رغبتهم في السلامة وسيعذبون أنفسهم بنار الدنيا اتباعا لما يظنون أنه موافق لأمر رسول الله، حتى نجاهم الله بالفقه والفهم والعقل والتأني.
وهذا يدل على أن الخطورة في الإفراط لا تقل عن الخطورة في التفريط؛ فكلاهما طريق إلى النار.
وإذا كان هذا قد حصل لأولئك الصحابة تجاه نص واضح مباشر من رسول الله ﷺ فمن باب أولى أن يقع لمن هم دونهم في نصوص الشريعة، فضلا عن وقوعه في نصوص العلماء التي لا ينبغي أن تؤخذ بنظر جزئي ولا بحماسة منبتّة دون فقه لموارد الكلام ومقاماته وسياقاته.
وهذا هو الفقه الذي يميز العلماء وأهل التحقيق والنظر، والذي يعجز عنه السفهاء، والمتعالمون، وقُطاع طريق العلم، والمتحمسون على غير بصيرة.



tgoop.com/alsayed_ah/1990
Create:
Last Update:

لو أطاعوه لدخلوا النار!

تأمّل معي هذا الحديث؛ وانظر خطورة الفهم الجزئي لنصوص الشريعة دون الأخذ بمجموعها.
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن علي عنه قال: بعث النبي ﷺ سرية فاستعمل رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب، فقال: أليس أمركم النبي ﷺ أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: فاجمعوا لي حطبا. فجمعوا، فقال: أوقدوا نارا. فأوقدوها، فقال: ادخلوها.
فهَمُّوا، وجعل بعضهم يمسك بعضا، ويقولون: فررنا إلى النبي ﷺ من النار!
فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه، فبلغ النبي ﷺ فقال: (لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة؛ الطاعة في المعروف)!
هؤلاء الصحابة عندهم نص صريح قطعي مباشر من النبي ﷺ بطاعة ذلك الأمير بعينه! ومع ذلك فلو كانوا أطاعوه في هذا الشأن لعذبهم الله تعالى!
حسناً؛ أليس دخول النار يُعد طاعة للأمير؟ أليس هذا هو الظاهر اللفظي للنص؟
أليس النصّ صحيحا؟
أليس امتناعهم عن دخول النار يُعد معصية للأمير الذي أمر النبي بطاعته؟!
بلى؛ ولكن هناك قطعيات أخرى في الدين ينبغي أن يستصحبها المسلم وهو ينظر في النصوص حتى لا يصادم كُلّيات الشريعة ومقاصدها!
وهكذا فعل الصحابة هنا حين فكروا وتساءلوا. ثم أيدهم النبي ﷺ حين قال: (الطاعة في المعروف).
والمعروف هذا يُعرف من محكمات الشريعة وعامة ما جاء فيها.
وليس الخطأ هنا خطأ اجتهاديا عاديا؛ بل كان خطأ سيودي بهم إلى عذاب الله، مع كونهم صحابة رسول الله وقد خرجوا في سبيل الله، وكانوا سيخالفون رغبتهم في السلامة وسيعذبون أنفسهم بنار الدنيا اتباعا لما يظنون أنه موافق لأمر رسول الله، حتى نجاهم الله بالفقه والفهم والعقل والتأني.
وهذا يدل على أن الخطورة في الإفراط لا تقل عن الخطورة في التفريط؛ فكلاهما طريق إلى النار.
وإذا كان هذا قد حصل لأولئك الصحابة تجاه نص واضح مباشر من رسول الله ﷺ فمن باب أولى أن يقع لمن هم دونهم في نصوص الشريعة، فضلا عن وقوعه في نصوص العلماء التي لا ينبغي أن تؤخذ بنظر جزئي ولا بحماسة منبتّة دون فقه لموارد الكلام ومقاماته وسياقاته.
وهذا هو الفقه الذي يميز العلماء وأهل التحقيق والنظر، والذي يعجز عنه السفهاء، والمتعالمون، وقُطاع طريق العلم، والمتحمسون على غير بصيرة.

BY قناة أحمد بن يوسف السيد


Share with your friend now:
tgoop.com/alsayed_ah/1990

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Step-by-step tutorial on desktop: With the sharp downturn in the crypto market, yelling has become a coping mechanism for many crypto traders. This screaming therapy became popular after the surge of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May or early June. Here, holders made incoherent groaning sounds in late-night Twitter spaces. They also role-played as urine-loving Goblin creatures. Hashtags Find your optimal posting schedule and stick to it. The peak posting times include 8 am, 6 pm, and 8 pm on social media. Try to publish serious stuff in the morning and leave less demanding content later in the day. Telegram iOS app: In the “Chats” tab, click the new message icon in the right upper corner. Select “New Channel.”
from us


Telegram قناة أحمد بن يوسف السيد
FROM American