tgoop.com/altareikh/15894
Last Update:
#تأملات_تاريخية
هرب الخليفة العباسي "القائم بأمر الله" بعدما سقطت بغداد في أيدي الفاطميين ، واعتقله أحد البدو ، ولكن الملك السلجوقي "طغرلبك" استنقذه ورده إلى عاصمة ملكه ، فكافأه الخليفة على حسن صنيعه بأن زوّجه من أخته ، ولقبه ملك المشرق والمغرب ، وأطلق يده في إدارة الدولة ..!!
ومات الملك السلجوقي فورثه ابن أخيه "ألب" ، ومات الخليفة العباسي وورثه عباسي آخر لقب نفسه بـ "المقتدى" وكان شابًا في التاسعة عشرة من عمره..
ولم يكن الشاب الشريف النسب ، قديرًا على الإدارة ، فتولاها عنه سلجوقي آخر يدعى "ملكشاه" ، وهو إبن "إلب أرسلان" الذي توفي بعد حياة عامرة بالجــ ـهاد.
وإستبد "ملكشاه" بالسلطة ، وإزدرى الخليفة ، وبلغ من إحتقاره له أن أمره بترك بغداد ، وتضرع الخليفة إليه أن يمهله شهرًا ، فأبى بعد إلحاح إلا أن يمهله عشرة أيام وحسب ..!!
وشاء الله أن يموت "ملكشاه" قبل انقضاء الأجل المضروب ، وتكتمت زوجته نبأ موته ، وذهبت إلى الخليفة المهدد طالبة أن يولّي إبنه مكانه ، وكان الولد لا يبلغ من العمر خمس سنين ، ولكن الخليفة المقتدى ولاه ومنحه لقب "ناصر الدين والدنيا" ..!!
ارأيت هذا الهزل كله؟! إنها مساخر يحار المرء كيف تقع بأسم الإسلام في عاصمة الإسلام ..!!
ومتى يحدث هذا السخف في دفة الحكم؟ ، يحدث وملوك أوروبا وبابا الفاتيكان ورجال الكنيسة يصرخون بضرورة الث ـأر من المسلمين ، ويجمعون الأموال ويجهزون الجيـ ـوش لتشكيل الحملات الصليبية.
لكن هذه الصيحات لا يبلغ صداها رجال السياسة العليا في بلادنا ، إنهم ينادون من مكان بعيد أنهم غرقى في شهواتهم الشخصية ومطامعهم العرقية .. لقد فهموا من الإسلام شيئًا واحدا ، أن الوحي الأعلى نزل ليخص أفراد أسرتهم بمكانة ممتازة.
فبعد ستة قرون أو أقل أو أكثر من شروط الإسلام ، يرى شاب مسكين من ولد العباس أنه جدير بقيادة العالم الإسلامي ..!!
أو يرى نظير له من بني أُمية أن المسلمين على شاطئ الأطلسي يجب أن يدينوا له بالطاعة ..!!
والغريب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الرسالة قال لأبنته "فاطمة" : (يَا فَاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّد ٍ، سَلِينِي ما شِئْتِ مِن مَالِي ، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا) ... صحيح البخاري (4771).
ثم جاء بعد ذلك من ينتسب إلى "فاطمة" رضي الله عنها بالحق أو بالباطل ليتذرع بهذا النسب إلى قيادة المسلمين ..!!
المصدر :
- البداية والنهاية لابن كثير.
BY تاريخنا الإسلامي
Share with your friend now:
tgoop.com/altareikh/15894