tgoop.com/althakafaa/215
Last Update:
الثقافة الإسلامية- #قسم_الثقافة_الرسالية.
- خلاصة الدرس التاسع والخمسين بعنوان:
#الفكرة_التبريرية [3]
[ نظرية وحدة الوجود: تشويش الرؤية ]
▪️قال تعالى:- ﴿الَّذينَ يَذكُرونَ اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِهِم وَيَتَفَكَّرونَ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ رَبَّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [آل عمران: ١٩١]
📌 ما هو العالم المحيط بنا، ونحن نعيش فيه؟
هل إنه حقيقة أم ظِلال لها ؟
هل السموات والأرض والجبال والأنهار والشجر والدواب أشياء واقعية موجودة خلقها الله وقدر لها أقواتاً وألزمها قوانينها ؟
أم هي رشحات من عالم أسمى يفيض بالحقيقة على الأشياء؟
▫️ربما يبدو هذا التساؤل غريباً -وهو غريب فعلاً- لكن من ينظر نظرة عابرة إلى التاريخ سترتفع الغرابة عنه، لأن هناك من لم يعترف بالموجودات التي حولنا، واعتبرها وهم أو خيال، والبعض الآخر اعتبرها شيئاً واحداً.
💠 و [نظرية وحدة الوجود] هذا المفهوم كان يهدف تمييع الحدود الموجودة بين الأشياء وبالتالي جعل الأشياء جميعاً في حالة ضبابية كبيرة لا تميز بين الخير والشر والكبير والصغير؛ بل وبين الخالق والمخلوق، حيث قالت الصوفية:
"إن الخالق والمخلوق واحد" وكانت نتيجة ذلك، أنه لا حاجة إلى عبادة الله، وإذا افترضنا -حسب زعم الصوفية- أن عبادة الله واجبة فليست هنالك طريقة واحدة لهذه العبادة التي هي التوجه إلى الكعبة، إذ أن كل شيء في الوجود هو الله، فعبادة الأصنام هي الأخرى عبادة الله، فقد قال الشاعر الصوفي ما ترجمته:
«غايتي من الكعبة ومعبد الأصنام أنت.. أنت.. وما الكعبة والأصنام إلا ذرائع...»
➖ وحسب الفكر الصوفي: لم يكن صراع الأنبياء مع أعدائهم حول التوحيد، بمعنى الدعوة إلى إله واحد حيث "لا إله إلا الله" إنما كان حول التوحيد بمعنى جعل كل شيء إلهاً، وعدم التفرقة بين عبادة الله الخالق وبين عبادة الصنم والشمس والنجوم والأنهار وما إلى ذلك من عبادات.
▪️ فالنبي موسی عليه السلام -والكلام للصوفية- لم يقل لفرعون لماذا تعبد الشمس إنكاراً لهذه العبادة، إنما إنكاراً للاكتفاء بها، فكان معنى كلامه لماذا تعبد الشمس وحدها ؟
وهذا المفهوم يميع ويذوب الصراع بين الحق والباطل، فلا يدع حدوداً معقولة بينها، حيث يقول شاعرهم:
- عقـد الخلائق في الألى عقائـداً *
وإنني اعتقدتُ جميـع مـا عـقـدوه.
➖ إنه ينزع الفتيل من أي نوع من الحركة السياسية في العالم.
🔘 ترى إن الأمة التي تتحداها قوى معادية عسكرياً واقتصادياً وفكرياً، كم تتضرر بمثل خرافة "وحدة الوجود" التي تشبه برميل ماء مثلج يصب على حرارة الاندفاع في النفوس، وتبعدهم عن التضحية والفداء ؟
🔹 والواقع إن الأمة الإسلامية عندما تعبت من الجهاد ومواجهة التحديات واختارت التقاعس وركنت إلى الخفض والدعة أخذت تبتدع هذه النوعية من الأفكار التي ظاهرها حب السلم للجميع، وباطنها التهرب من المسؤولية، والانطواء على الذات.
🔹 من هنا كانت أبرزك المنافع التي سيفوز بها الصوفي هو سقوط التكاليف الشرعية والواجبات الاجتماعية عنه، وكلما ازداد تمسك الصوفي بمذهبه، ازداد هروبه من المسؤولية.
▫️ يقول الدكتور (غني) في كتابه المسمى بـ تاريخ التصوف الإسلامي، في ص 85:
« الصوفي الناضج لا يريد أن يقيد نفسه بالأنظمة الشرعية والآداب والعادات المصطنعة التي يهتم بها الناس، وبالتالي ليست للشريعة والأعمال الظاهرية فيها قيمة عند الصوفي »
- ويضيف قائلاً في ص 386:
« يقول كبار الصوفية: حيث يفنى الصوفي في ذات الله کا تفنى القطرة في البحر يسقط عنه أي تكليف، حتى أنه يستوي عند العارف الذي وصل إلى مرحلة الفناء يستوي عنده الكفر والإيمان »
💠 ونحن لا يسعنا إلا الإعتراف بأن وجداننا وعقلنا وكافة أحاسيسنا تشهد بوضوح: أن الموجودات التي حولنا وإيانا حق وواقع، وإذا اتجهنا شطر القرآن الكريم نتلمس منه بصيرة في هذه المسألة رأينا آيات القرآن تكاد تنطق جميعاً بحقانية وواقعية المخلوقات ولكن بإذن الله وأمره وربوبيته وقيمومته، وإليكم بعض الآيات:
1- ﴿وَهُوَ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ بِالحَقِّ وَيَومَ يَقولُ كُن فَيَكونُ قَولُهُ الحَقُّ وَلَهُ المُلكُ يَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الحَكيمُ الخَبيرُ﴾ [الأنعام: ٧٣].
2- ﴿أَوَلَم يَتَفَكَّروا في أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما إِلّا بِالحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِم لَكافِرونَ﴾ [الروم: ٨].
3- ﴿ما خَلَقنَا السَّماواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما إِلّا بِالحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذينَ كَفَروا عَمّا أُنذِروا مُعرِضونَ﴾ [الأحقاف: ٣].
------------------------------------------
▪️️للتواصل مع استاذ مادة #الثقافة_الرسالية الشيخ جواد صالح على البوت التالي :
@Joad2020bot
- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://www.tgoop.com/althakafaa
BY دروس الثقافة الإسلامية
Share with your friend now:
tgoop.com/althakafaa/215